إبراهيم منصور يكتب : محاكمة مبارك.. ما الفارق؟

 

ibrahim

 

 

طبعا مبارك مارس الجريمة فى حق الشعب المصرى..

 

وشاركه فى الجريمة أجهزته الأمنية ووزير داخليته باستخدام العنف والقهر والتعذيب الممنهج ضد المعارضين فى مشروع الاستبداد.. وتمهيدا لمشروع التوريث.. ولم يكن مبارك سيترك الحكم حتى فى ظل مرضه.. وإنما كان يسعى مع نظام حكمه ورجاله ليرث ابنه الحكم.. كأن مصر تحولت إلى عزبة خاصة لهم.. ومن ثم لم يكن هناك حل سوى أن يخرج الناس ضد الظلم والاستبداد والتزوير.. ليطيحوا بمبارك وابنه ورجاله ووزير داخليته، داعين إلى الحرية والكرامة والعدالة.. وإقامة دولة القانون.

 

واستمات مبارك ورجاله من أجل البقاء للوقوف ضد الثورة.. وفعلوا كل شىء من أجل الاحتفاظ بالحكم.. ليسقط شهداء على أيديهم فى ميادين مصر.. ولم يكن هناك مفر من أن يأتى جنرالات المجلس العسكرى لإدارة شؤون البلاد.. فكانت إدارة سيئة ولتستمر فى نفس سياسات مبارك..

 

ولم تتحقق أهداف الثورة..

 

ولم تتحقق الدولة الديمقراطية..

 

ولم تتحقق الكرامة الإنسانية..

 

ولم تتحقق العدالة الاجتماعية..

 

وكانوا عديمى الخبرة والسياسة.. فلم يقدموا أى جديد.. وإنما سعوا للحفاظ على دولة مبارك.. وسعوا إلى تبديد الثورة.. والوصول إلى إجهاضها مع قوى سياسية وتحديدا مع جماعة الإخوان الذين اعتبروهم القوة الوحيدة المنظمة.. واتفق الإخوان مع العسكر على التخلص من الثورة.. فكلاهما ليس له علاقة بالثورة ولا يشتركان فيها.. فهما «محافظان».. ولم يكونا ثوريين على الإطلاق.. وهو ما سبق أن قاله مرسى من قبل، أنهم ليسوا ثوريين، وإذا قامت ثورة فلن يشاركوا فيها.

 

لكن الاتفاق جرى بين الإخوان وجنرالات العسكر على القضاء على الثورة.. وإذا بالعسكر يسلمون السلطة للإخوان، ودعكم من حكاية «الصندوق»، فما زال هناك الأسرار الكثيرة التى لم يتم الكشف عنها رغم وضوحها فى التزوير الذى صاحب عملية الانتخابات وعلى رأس ذلك انتخابات الرئاسة.. وما جرى فيها من تدخلات.. حتى إن لجنة الانتخابات ظلت أيامًا لم تحسم النتيجة إلا بعد تدخلات كثيرة (!). وإذا بمرسى فى الرئاسة مندوبًا لجماعته.. ويستمر على نهج مبارك ويستمر الاستبداد.. ويقتل الثوار فى المظاهرات.. ويتم اصطيادهم على يد وزير داخليته محمد إبراهيم. فهل حدث أى تغيير؟

 

فما الفارق بين مبارك ومرسى؟

 

ولعل مبارك أدرك ذلك.. ليخرج فى محاكمته الثانية مبتسمًا وشامتًا ويلوِّح للناس ولمرسى.. كأنه يقول: «ثورتكم فشلت».

 

الدستور الاصلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى