الأخبار

موقعة الجبل: الإخوان عذبونا عرايا

 

gbl

 

أحمد البردينى

واصلت نيابة جنوب القاهرة الكلية برئاسة المستشار اسماعيل حفيظ، وإشراف المستشار طارق ابوزيد المحامى العام الأول للنيابة، تحقيقاتها الموسعة فى الاشتباكات التى وقعت بين اعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمتظاهرين فى مليونية «رد الكرامة»، الجمعة الماضية، بعد استدعاء عدد من النشطاء السياسيين للاستماع لأقوالهم فى الاتهامات الموجهة لهم من قبل اعضاء الجماعة بالتحريض والشروع فى قتلهم.

 

وقال محمد عادل (23 عاما) أحد المصابين من صفوف المتظاهرين، أمام إبراهيم العياط وكيل النيابة، انه كان ضمن المشاركين فى المليونية «بميدان النافورة، واثناء الاشتباكات بين شباب جماعة الإخوان والمتظاهرين فى جبل المقطم،  تلقى طعنة نافذة بالصدر بآلة حادة، كادت ان تودى بحياته، من أحد افراد الجماعة، بعد التفاف الشباب حوله، مؤكدا أن الشاب الإخوانى «كان يحاول ان ينجو بنفسه بعد سقوطه أسيرا فى أيدى المتظاهرين».

 

وأضاف عادل فى روايته للحادث أنه شاهد المئات من انصار جماعة الإخوان المسلمين «يلتفون حول الاعداد القليلة التى تجمعت مبكرا بميدان النافورة قبل وصول مسيرة السيدة عائشة إلى الميدان ذاته، ونشبت مشادات كلامية ورشق متبادل بالحجارة، حتى صعود شباب الإخوان أعلى هضبة المقطم وتربصوا للقادمين من السيدة عائشة، ورشقوهم بالحجارة ما أدى لسقوط عدد كبير فى صفوف المتظاهرين متأثرين بجراحهم، فيما احتجز شباب الإخوان آخرين».

 

وتابع فى أقواله أنه صعد لأعلى الهضبة لمشاهدة ما يحدث بعد سقوط عشرات المصابين، إلا أنه رأى شاب ملتحيا يلتف حوله الشباب، «واثناء محاولته الفرار طعننى بآلة حادة تسببت فى إصابتى بجرح نافذ فى الصدر»، حسبما جاء تقرير مستشفى البنك الأهلى الذى انتقل اليه بعد الموقعة، وهو التقرير الذى اطلعت النيابة على نسخة منه.

 

ونفى عادل أن يكون حرر المحضر «لغرض سياسى أو بنية أخرى»، مؤكدا انه «غير منتمٍ لأى فصيل سياسى، وما أدليت به فى تحقيقات النيابة، مجرد شهادتى للواقعة».

 

وقال حسين عبده حسين ( 57 عاما)،  من مركز ناصر محافظة بنى سويف ــ أحد سائقى اتوبيسات اعضاء الجماعة ــ إنه رأى «أشخاص غريبة الشكل، تظهر للمرة الأولى فى مظاهرات سياسية، على عكس رحلات شاركت فيها مع عناصر الجماعة فى بلدتى، وكانوا يحملون سيوف وجنازير وعصى، وعلامات الإجرام واضحة على وجوههم وأفعالهم».

 

وأضاف: «توجست الخيفة من رحلة الإرشاد قبل مغادرتى لبنى سويف، لعدم استقرار الوضع السياسى فى البلاد، ولكننى اثناء استعدادى للمغادرة اعترضنى المئات من المتظاهرين بميدان النافورة، وكانت بحوزتهم اسلحة بيضاء ومواسير حديدية وعصى، وأجبرونى على السير فى طريق غير طريق الخروج من المقطم».

 

وتابع عبده: «كنت أؤدى صلاة المغرب بمسجد التوبة، أمام مقر حزب الدستور بالمقطم، لحظة حرق سيارات الإخوان بجوار مسجد الحمد، وبعد خروجى من المسجد شعرت بسحابة سوداء تغطى سماء المقطم بأكمله، وذلك لحظة رشق الطرفين لبعضهما بالحجارة والخرطوش، وتسللت إلى الشوارع الجانبية حتى وصلت إلى موضع السيارة بجوار مسجد الحمد، ووجدت قرابة الـ 500 شخص يشعلون النيران بأتوبيسات جماعة الإخوان وبحوزتهم اسلحة بيضاء ومولوتوف وجراكن بنزين، وتركت سيارتى تحترق خوفا من تعديهم على، وانصرفت فى صمت تام متوجها لقسم المقطم لتحرير محضر بالواقعة».

 

واستمعت نيابة المقطم كذلك إلى أقوال طالب معهد النظم والمعلومات، شريف مصطفى، (21عاما) أحد ضحايا التعذيب بمسجد بلال بن رباح بشارع 9 بالمقطم، والذى اتهم «اعضاء من جماعة الإخوان المسلمين بتعذيبه بالكرباج لمدة زادت عن الـ12 ساعة، حيث اعتقلنى الإخوان عصرا فى أحد الشوارع الجانبية لمكتب الإرشاد، واطلقوا سراحى بعد توقف الاشتباكات مع المتظاهرين».

 

وقال شريف أمام محمد صلاح رئيس نيابة المقطم: «كنت ذاهبا لمقابلة أحد أصدقائى فى شارع جانبى من شارع 9، قرابة الثالثة عصرا، ولكنى فوجئت بظهور شخصين ملتحيين، يسألانى: انت ايه اللى جايبك هنا، وقبل ان اتلفظ بكلمة واحدة، صفعنى أحدهم على وجهى، وانهال الآخر على بالشوم، حتى سقطت مغشيا، واقتادانى إلى مسجد بلال بن رباح حيث كانوا مرابطين بدار المناسبات التابعة للمسجد، وكبلوا يدى وجردونى من ملابسى العلوية، ورأيت العشرات يعذبون عرايا من شيوخ فى أيديهم شوم وكرابيج ومسدسات».

 

واضاف شريف «شخص يدعى الشيخ أنس كان يتولى الإشراف على التعذيب، فى حين كانوا يسألوننى مرات عدة: اعترف مين اللى بعتك ومين اللى دافعلك، وانت تبع حمدين ولا البرادعى، واضطررت للاعتراف على اسماء اشخاص لم اعرفهم من قبل، حتى يتركوننى ويرحمونى من التعذيب بالكرباج.. وصرخ احدهم فى وجهى: احنا اخوان احنا خرفان.. هنوريكم، واستمروا فى سخريتهم يرددون: عايز تكلمنا.. مأ مأ.

 

بوابة الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى