الأخبار

«أيقونة الثورة بالإسكندرية» تروي تفاصيل الاعتداء عليها

98

روت الناشطة السياسية والحقوقية ماهينور المصرى، التى يلقبها النشطاء بـ«أيقونة الثورة بالإسكندرية»، تفاصيل الاعتداء عليها وعدد من محامى الإسكندرية داخل قسم الرمل أول، يوم الجمعة الماضى، بعد توافدهم على القسم للدفاع عن 3 نشطاء قبض عليهم شباب جماعة الإخوان، واتهموهم بالمشاركة فى اشتباكات الجمعة.

وقالت «ماهينور»، فى حوار مع «الوطن» بعد يوم من إخلاء سبيلها أغلقت فيه هاتفها المحمول وانعزلت فيه عن الوسط المحيط لتلتقط أنفاسها وتستكمل مشوارها النضالى، إنها لم تشارك فى فعاليات الجمعة، وإنها ذهبت للقسم بعد اتصال تليفونى من إحدى المحاميات المحتجزات بالقسم، مضيفة أنها تعرضت للضرب من قبل ضابط بالقسم، فيما هددها آخر بالاعتداء عليها وقال لها إنهم ضربوا المتظاهرين خارج القسم «علقة موت» ونزعوا «بنطلوناتهم».

* هل كنت من المشاركين فى مسيرات يوم الجمعة الماضى؟

– الغريب أننى لم أكن مشاركة فى أى فاعلية يوم الجمعة الماضى، ووقت أزمة المحامين بقسم الرمل أول كنت مع والدتى فى السينما نشاهد فيلما فى حفلة «3 – 6»، وكنت قد كتمت صوت هاتفى المحمول، وفقاً لقواعد السينما، حتى إننى علمت متأخرا بأحداث قسم الرمل أول.

* كيف ومتى علمت بما جرى فى قسم الرمل أول؟

– بمجرد أن خرجت من السينما وجدت عشرات الاتصالات من المحامين والنشطاء زملائى، ووجدت رسالة من زميلى المحامى محمد رمضان، تقول: «سامح مشالى ومحمد سمير وإسلام الحضرى مقبوض عليهم فى قسم شرطة الرمل أول»، وفى هذه اللحظة جاءنى تليفون من الزميلة المحامية سلوى بشير صرخت قائلة: «الحقى يا ماهى، إحنا بننضرب فى قسم الرمل أول» ثم أُغلق الخط بعدها مباشرة.

* ماذا فعلت بعد ذلك؟

– لم أكن قد استوعبت ما يحدث بعد، لكنى أسرعت إلى قسم شرطة الرمل أول، وهناك حاول العساكر أمام القسم منعى من الدخول، فصرخت فيهم: «أنا محامية وأصحابى جوه، ولازم أدخل» فتدخل أحد الضباط وطلب منهم السماح لى بالدخول.

بدأت أتحدث بصوت مرتفع بعدما أخبرونى أن زملائى خرجوا: «إزاى خرجوا؟ ما حدش فيهم بيرد علىّ». وفجأة سمعنى زملائى، وكانوا وقتها فى الدور الثانى من القسم، فنادى علىّ الزميل محمد رمضان، وقال لى: «اطلعى يا ماهى إحنا فوق فى الدور التانى»، وفعلا طلعت لقيت محمد سمير والحضرى ومشالى فى غرفة التحقيقات وزملائى المحامين ثائرين، ولما سألتهم قالوا لى إنهم جاءوا للدفاع عن النشطاء، وأثناء وقوفهم فى ردهة القسم، قام الضابط «تامر م» بسب الزميل محمد رمضان بالأم فصرخ فيه «رمضان»، فاعتدى عليه المخبرون والعساكر بالضرب وحين حاول زملاؤنا المحامون مناصرته قام أفراد الأمن بضربهم والاعتداء عليهم جميعا.

* وماذا حدث بعد ذلك؟

– قررنا الاعتصام داخل القسم لحين حضور النيابة لمعاينة القسم حتى لا تدعى الشرطة أننا كسرناه أو أتلفنا محتوياته، وطلبنا اعتذارا رسميا من وزارة الداخلية لأنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها الاعتداء على المحامين داخل الأقسام، وبعدها حضر أعضاء من مجلس نقابة المحامين وبدأ الضباط فى تهدئتنا وأدخلونا غرفة الضابط «تامر»، لكننا أصررنا على مطالبنا ورفضنا الانصراف إلا بعد تحقيقها.

* وهل تمت تلبية مطالبكم؟

– لا طبعا، قعدنا معتصمين جوه القسم، وفيه ناس جاءت تضامنت معانا واعتصمت خارج القسم، وحضر مدير الأمن وطلب التفاوض معنا، لكننى وزملائى رفضنا الجلوس معه، ولم يجلس معه سوى أعضاء النقابة وكنا نهتف ضد «الداخلية» فى الوقت الذى وصل فيه آخرون إلى خارج القسم وشاركونا الهتاف.

واستفز هتافنا بعض العساكر وأفراد الأمن وبدأوا يسبوننا بألفاظ بذيئة، وحاولت الخروج لاستطلاع ما يحدث خارج القسم، وشفت وأنا نازلة على السلالم المخبرين والعساكر يحملون العصى والأخشاب، ويتوجهون للاعتداء على النشطاء خارج القسم، وكان عددهم 20 شخصا، ورأيتهم يعتدون على الزميل إيهاب لبيب، وحاولت أخلص إيهاب من إيديهم وقتها لقيت أحد الضباط قال لهم: «امسكوا البنت دى، دى مطلوب القبض عليها» فأخذونى ودخلونى غرفة داخل القسم وقام ضابط أنا ما أعرفهوش بضربى والاعتداء علىّ وكسر لى النضارة.

وجه ضابط تانى اسمه إسلام، وقال لى إحنا نقدر نعمل فيكم أى حاجة، سواء كنتم جوه القسم أو بره، بس إحنا اللى مش عايزين. قلت له لو تقدر تعمل حاجة اعملها أنا ما بخافش، راح قال لى باستفزاز: «إحنا موتنا الناس اللى بره وقلعناهم بنطلوناتهم» قلت له: «تمام زى ما إحنا عملنا فيكم فى 28 يناير»، راح أخد موبيلى وبطاقتى، وبعد شوية قلت له أنا عايزة أعرف أنا محتجزة ولا لأ عشان لو مش محتجزة عايزة موبيلى وحاجتى قال لى انتى محتجزة فسكتّ، وبعدين لقيتهم أخدونى وطلعونى عربية الترحيلات إلى برج العرب وهناك احتجزت فى غرفة بمفردى حتى عرضت على النيابة التى أمرت بالإفراج عنى.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى