الأخبار

جسد المرأة المصرية على طاولة المناقشات الأمريكية

EREREWREREHTHYTHYTH

 

 

تكرر من جديد أول من أمس الخميس التذكير بمخاوف واشنطن إزاء الأوضاع المتردية فى مصر سواء أكانت سياسية أم اقتصادية. وبما أن قضية باسم يوسف ما زالت مطروحة وستظل وأيضا ما زالت تثير الجدل وستظل، فقد طرح من جديد فى الخارجية أسئلة عن ما جرى فى الأزمة التى نشأت بين السفارة الأمريكية من جهة والرئاسة المصرية من جهة أخرى. وذكرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الحكومة فى مصر اشتكت بخصوص تغريدة السفارة الأمريكية بالقاهرة والخاصة بحلقة جون ستيوارت عن باسم يوسف. وأشارت نولاند أيضا إلى أن الشكوى كانت من خلال مكالمة هاتفية والرد عليها كان «سوف نبحث فيها».

وفى السياق ذاته ذكرت نولاند وقوع حادثة منفصلة فى محاولة لانتحال موقع السفارة تم التعامل معها والقضاء عليها. ولم يتم كشف تفاصيل محددة عن هذه الحادثة المنفصل.

وردا على سؤال آخر طرح حول الأوضاع فى مصر قالت نولاند «نحن واضحون جدا منذ زيارة الوزير كيرى للقاهرة حول ماهية مخاوفنا على كل من الصعيد السياسى والصعيد الاقتصادى فى مصر. وحول ضرورة قيادة الحكومة للتحرك الملح فى كلا الصعيدين. ونحن أيضا كنا واضحين جدا بأننا نساند المحادثات المجددة بين صندوق النقد ومصر لأننا نعتقد أن مساندة الصندوق مطلوبة بالحاح، لكن من الواضح أن مصر عليها أن تتخذ بعض الخطوات» ثم أضافت: «أكثر من هذا لا أعتقد بأن لدى أى جديد لأقوله بعد ما قلته خلال هذا الأسبوع حول مخاوفنا بخصوص العدالة ومخاوفنا حول بعض تلك القيود الجديدة على المنظمات غير الحكومية والمظاهرات وإلخ».

وفى مؤسسة بروكنجز بالعاصمة الأمريكية ألقت تارا سوننشاين وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة كلمة حول «المرأة فى الشرق الأوسط المتغير» قالت فيها «فى مصر.. مصر التاريخية والهامة إساءة معاملة النساء لم تنتهك فقط الأجساد بل حقوق حرية التعبير وحق المشاركة الكاملة فى تحول البلد. وفقط تسع نساء مشرعات فزن بمقاعد فى الانتخابات البرلمانية. وقد ترك لنساء فى المجتمع المدنى ونساء مثل المجلس القومى للمرأة الوقوف ضد تصريحات رسمية تشوه الدين وتنكر حقوقا للمرأة». كما أن المسؤولة الأمريكية تحدثت عن مجموعة من النساء (وعددهن 16 امرأة) حضرن من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أخيرا فى زيارة إلى الولايات المتحدة ضمن إطار برنامج خاص بالقيادات الناشئة والواعدة وقالت: «إن النساء من مصر تحديدا لمسن مشاعرى وهن يشرحن لى تحدياتهن. لقد تحدثن عن الغاز المسيل للدموع. وقلن لى أنهن يعشن هذه التجربة تقريبا كل يوم. وقلن لى إن الغاز المسيل للدموع يأتى فى ألوان مختلفة. وقلن إن أحيانا كان النوع الذى يحرق جلدك ويسحب تنفسك. إحداهن سخرت قائلة: أعتقد أننا فى طريقنا لإدمانه». ثم أضافت سوننشاين: «وما كان لا يسخرن منه هو الاغتصاب المروع والعنف الجنسى فى بلدهم. لم أطلب منهن أن يشرحن لى كيف يحدث، هن سألن إذا كنت سأستمع منهن كيف يحدث. وهن شرحن كيف أن خلال مظاهرة يقوم الرجال بمحاصرة النساء مثلما يتجمع لاعبو الفوتبول فى دائرة.. ثم يأخذ كل فرد دوره فى الاغتصاب». وقالت المسؤولة عن الدبلوماسية العامة الأمريكية: «نحن نتابع هذه التطورات فى مصر عن كثب، وليس أكثر من الوزير كيرى الذى أظهر التزاما تجاه هذه القضايا على مدى 30 عاما فى مجلس الشيوخ. وتعهد فى جلسة اعتماده أن يستمر فى حمل مهمة الوزيرة كلينتون فى إضفاء الطابع المؤسسى على قضايا النساء والبنات وجعلها فى مركز سياسة أمريكا الخارجية. كما أن كيرى قال هذا الأسبوع وأنا هنا أقرأ كلماته: «إن الرئيس أوباما وهذه الإدارة يشاطران مخاوف حقيقية حول الاتجاه الذى تسير فيه مصر، لكن أملنا أنه ما زال يوجد وقت لتحويل المسار، إلا أن الاعتقالات الأخيرة والعنف فى الشوارع وغياب لم الشمل مع المعارضة فى المشاركة العامة التى تحدث تغييرا لشعب مصر.. كل هذا يمثل قلقا اليوم»، وبعد أن قرأت ما قاله الوزير كيرى قالت سوننشاين: «وبالتالى نحن ندين الاعتداءات فى كل مكان فى العالم ونحث الحكومات على ملاحقة المتورطين فيها. ونحن نعرف أن العنف الجنسى متوطن على امتداد المجتمعات ليس فقط فى مصر وليس فقط فى هذه المنطقة، بل فى أماكن عديدة بالعالم، وليس فقط فى المدن ولكن فى المجتمعات الريفية أيضا».

ولم تنس المسؤولة الأمريكية وهى تتحدث عما يمكن تقديمه من مساهمة ومساندة للنهوض بالمجتمعات العربية أن تذكر «أن فى حالة مصر هناك احتياجات ملحة التى فى الوقت نفسه احتياجات الناس. هم فى حاجة إلى القمح، وفى حاجة إلى الأكل وفى حاجة إلى الوقود». أما تامارا كوفمان ويتس مديرة مركز صابان بمؤسسة بروكنجز التى أدارت الجلسة كانت لها مداخلة وهى تناقش قضايا المرأة فى الدول العربية إذ قالت: «أتذكر خلال الثورة المصرية أن مشاركة المرأة فى المظاهرات كانت مؤشرا مهما ليس فقط للنساء الأخريات والعائلات بل للرجال. إذا كانت النساء فى المظاهرات فهذا كما تعلمون يعنى أمرا كبيرا وأنا (الرجل) أيضا يجب أن أكون هناك» وتذكرت ويتس ما قالته لها توكل كرمان الناشطة اليمنية حول قيادتها للمظاهرات فى اليمن. إذ قالت إن هذا كان نوعا من وصم الرجال بالعار والقول لهم حسنا نحن هنا ونخاطر فأين أنتم؟» ثم أضافت ويتس: «إن هذا يثير فى عقولنا السؤال عما إذا كان العنف الجنسى الذى رأيناه فى القاهرة هو طريقة ليس فقط لإخراج النساء من المشهد العام بل محاولة لقمع التظاهر العام برمته».

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى