إختلاف في الآراء علي براءة مبارك

7

 

 

نعيش في وطن أصبح على حافة الموت، فتحاصرنا الأزمات والأحداث التي تأبى أن تنهتي دون أن تحصد معها أرواح خيرة الشباب؛ لتقيم الأم سرداق عزاء كبيرًا يسع أبناءها الذين ما زالت دماؤهم تسيل في كل الطرقات منذ عامين أو أكثر ، وكنا نقنع أنفسنا أن الحرية لا تأتي من فراغ، وإنما  لا بد أن نقدم لها قرابين، وقدمنا قرابين كثيرة.. لكي يعلم الظالم أن لكل شيء نهاية.. غدًا يكون الإفراج عن مبارك وجوبيًّا؛ لاستكماله مدة سنتين، وهى أقصى مدة للحبس  الاحتياطي، وربما يكون ذلك اليوم هو “يوم الخلاص” له.

و”البديل” يطرح سؤالاً للمواطنين: ماذا تفعل إذا خرج مبارك من محبسه؟

تقول وفاء محمد (24 عامًا) “إن مجرد التفكير في احتمال خروج مبارك من السجن يجعلنا نشعر بالاستياء والفشل أيضًا، فهل كانت الثورة “فوتوشوب”، أم أننا لم نتمكن من الحفاظ عليها؟! كل ما رأيناه في الفترة السابقة من البراءات والمحاكمات الهزلية التي أقيمت تسبب في القضاء على أحلامنا المتبقية للعيش في وطن خالٍ من الفساد والظلم، ويقدر الإنسان ويكرمه. أما الآن وبعد عامين بدلاً من أن نتحدث عن الإصلاحات نُسأل عن شعورنا بخروج مبارك و”يشمت ” في الشباب”، وتساءلت “لا ندري  فيمن العيب؟ فينا نحن، أم في القضاء، أم في النظام الجديد؟” وأضافت “كل ما نملكه هو أن نتابع الأحداث من بعيد، ونرى ماذا ستفعل بنا الأيام”.

وأكد محمود رمضان (45 عامًا) أنه لا يبالي بخروج مبارك أو بقائه في السجن؛ لأن “الفترة الماضية والممارسات “الطائشة” من جماعة الإخوان المسلمين جعلت المصريين لا يهمهم إلا الأمن ولقمة العيش، ومن يتمكن من توفيرهما سيحملونه على الأعناق أيًّا كان ماضيه وأيًّا كانت سياساته، ولكن أصعب ما في خروجه هو أن ترى أم الشهيد من قتل ابنها حرًّا طليقًا، وقد كان عزاؤها الوحيد هو أنه استشهد فداء لحرية وطنه، فأين الحرية؟ وأين الوطن؟ وقد عاد الزمن بنا عامين للخلف، ولكن بفرق كبير فيما خسرناه من دم ومال وأخلاق وكرامة، وفي النهاية يقولون “احتمال” مبارك يحكم له بالبراءة، وأ نا أقول “إنا لمنتظرون”.

فيما حذر أحمد الدسوقي (32 عامًا) من  أن يصل الاستهزاء بالشعب إلى هذا الحد؛ لأن من يستحق الإعدام لا يجوز أن نفكر في براءته، ومن يتحمل هذه المسئولية من القتل والخراب والفساد والفوضى على مدار ثلاثين عامًا، ولو حدث بالفعل وقضت المحكمة بخروجه من السجن، فلا بد أن يعلم الجميع أن الشعب يُعاقب على ثورته، وربما يعود الطاغية مرة أخرى، ولن يتمكن أحدنا أن يقف أمامه”، لافتًا إلى أن “النظام الحالي والجماعة الحاكمة لا يجب أن يغضا الطرف عن حالنا إذا سمعنا هذا الخبر، وأن يتقيا الله في كل من رأى زميله أو جاره يموت أمام عينيه، فأضعف الإيمان أن يأخذ حكمًا مؤبدًا نهائيًّا لحفظ ماء الوجه فقط، وحتى لا نبهر العالم بغبائنا السياسي”.

وفي السياق ذاته قالت أم محمد (بائعة خضار) إنها تعمل لكي تنفق على أبنائها ولا تهتم بالسياسة، وعندما قامت الثورة كانت تتمنى أن تتحسن معيشتها وسمعت الكثير من الوعود، سواء من المرشحين الرئاسين أو الأحزاب، فمنهم من وعد أن يعطي السيدات مرتبًا شهريًّا ثابتًا دون أن يعملن، وغيرهم كثير، وهمُّها الوحيد هو ألا ينقطع رزقها أو تتوقف عن العمل بسبب الأحداث، وأكدت أنها لا تمانع أن يخرج مبارك براءة، بل ويعود مرة أخرى للحكم؛ لأنه كان يعلم كيف يدير البلد، أو على الأقل “كنا مستورين” حتى لو كان حرامي، لكن الناس كانت “عايشة ولاقية تاكل”، وتتمنى أن يتعظ الشعب مما رآه على مدار سنتين، قائلة “الناس شبعت موت ودم، وجايز يكون اتظلم وخروجه يعدل حال البلد”.

البديل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى