مصرع شاب مشرد قتله البرد القارص بالإسكندرية

96062_1281221587

أهالي “السبع بنات”:عشرات الشباب ينامون على الأرصفة ومعرضون للموت يوميًّا
باحث اجتماعي: ثورة جياع على الأبواب

شهدت مدينة الإسكندرية اليوم مأساة إنساينة مؤسفة بعدما فوجيء المارة بأحد شوارع وسط المدينة بشاب تمدد جثمانه على أرضية أحد الأرصفة، وقد فارق الحياة.
وأكد أهالي المنطقة أنهم يعرفونه وأنه يتواجد بينهم يوميا ويقضي ليله نائما على الرصيف بسبب عدم وجود مسكن له.
كان قسم شرطة “المنشية” تلقى بلاغًا من الأهالي بشارع السبع بنات وسط الإسكندرية يفيد العثور علي جثة شخص متوفي.
وأوضحت تحريات المباحث أن الجثة الملقاة على الرصيف لشخص مجهول في العقد الرابع من العمر، ويرتدي ملابس صيفية مشيرة إلى عدم تعرضه لإصابات ظاهرية.
وبسؤال محمد علي إسماعيل،  28 عامًا، بائع كشري بشارع السبع بنات أشار أن الجثة لشخص يدعي أبو الحسن وأنه كان بالأصل مقيما بشارع الفراهدة دائرة قسم شرطة اللبان وأوضح أنه كان يتردد علي المنطقة واعتاد المبيت أعلي الرصيف بالشارع بعد أن فقد مسكنه بسبب عدم قدرته على سداد الإيجار فضلا عن تعطله عن العمل منذ سنوات مشيرا إلى أنه أثناء محاولته إيقاظه اليوم من نومه تبين له وفاته مرجحا وفاته بسبب حالة الصقيع التي تعيشها المدينه الآن.
انتقلت “البديل” إلى شارع السبع بنات -أحد أقدم شوارع المدينة بمنطقة المنشية- وحاولت التحقيق في ظروف وملابسات وفاة الشاب  فاكتشفت ان الشارع يكتظ بالعشرات من الشباب والشيوخ الذين يتخذون من أرصفته مكانًا لقضاء ليليهم.
محمد عبد عبد الحميد-صاحب محل أدوات كهربائية بالشارع-أكد أن أبو الحسن كان يقضي الليل على الرصيف وكان يعاني من برد تطور إلى التهاب بالصدر نظرا للبرد الذي يتعرض له يوميا مشيرا إلى ان بعض أصحاب القلوب الرحيمة قد أحضر له بطانية منذ  حوالي شهر وكان سعيدًا بها جدا إلا أنها قد تمت سرقتها منه أثناء قيامه بحمل بعض البضائع وتوصيلها لأحد زبائن محلات الشارع حيث يقوم أصحاب المحلات بمساعدته
وأما محمد سامي- وشهرته كشري- صاحب عربة كشري بالشارع- فيؤكد أن أبو الحسن ليس هو الوحيد الذي ذهب ضحية الفقر والمرض  لافتا إلى أن الشارع ينام على أرصفته عدد كبير من الفقراء بالمدينة الذين  يتعرضون لذات الظروف، ومعرضون للموت يوميا بسبب مرضهم وفقرهم أيضا.
من جانبه حذر الدكتور خالد محسن- الباحث في علم الإجتماع بالإسكندرية- من تفاقم ظاهرة الفقر والمرض التي باتت تزيد عاما بعد الآخر بسبب سوء الأحوال الاقتصادية التي تتعرض لها مصر منذ سنوات عديدة محذرا من اقتراب ثورة الجياع.
وأضاف: هؤلاء لا سمن لهم ولا حياة ولا زواج ولا أسرة وليس لديهم ما يخشون عليه وهم يقدرون بمئات الآلاف من الفقراء الذين يعانون من فقر مدقع وباتت الحياة لا قيمة لها بالنسبة لهم وهو ما يزيد من فرص قيام مثل هذه الثورة خلال مدة أقل من عام مشيرا غلى أن إرهاصاتها قد بدأت بالفعل بهجوم رأيناه من شباب صغار على فنادق بالقاهرة وغيرها وهي كلها ظواهر مسئول عنها نظام الحكم الحالي الذي يتجه بالبلاد نحو مزيد من الفقر والجوع.

 

 

البداية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى