الأخبار

مرسى ومبارك.. كتالوج 2010

27

كتب:محمود مسلم

يوماً بعد الآخر يزداد من يشبهون أداء د. محمد مرسى بالرئيس السابق حسنى مبارك.. إما لصالح هذا أو ذاك.. وهو أمر حدث من قبل بين عبدالناصر والسادات، ثم السادات ومبارك.. وإن كان الأمر بين «مبارك» و«مرسى» مختلفاً، خاصة أن الأخير جاء بعد ثورة شعبية، المفترض أنها تحدث تغييراً جذرياً فى المجتمع، كما أنه من الطبيعى أن تكون بدايات أى رئيس أفضل من نهايات سابقه، خاصة إذا كان الأخير قضى 30 عاماً فى الحكم، لكن الشواهد تنبئ بعكس ذلك، ففى عام 2010، توفى اللواء أحمد مختار، محافظ الوادى الجديد يوم 19 ديسمبر ولم يعين مبارك بديلاً له لمدة 35 يوماً حتى قيام ثورة يناير، والأمر نفسه تكرر مع د. محمود محيى الدين، وزير الاستثمار الأسبق، الذى تقدم باستقالته من الحكومة بعد تعيينه مديراً للبنك الدولى فى 26 سبتمبر 2010 وظل المنصب شاغراً لمدة 90 يوماً حتى قامت الثورة أيضاً، وحتى إذا اعتقد البعض أن مبارك وقتها ينتظر لإجراء تغيير حكومى موسع بعد الانتخابات البرلمانية المزورة وقتها والتى كتبت وقتها أن نتائجها لا يصدقها عقل طفل صغير، لكن مرت الانتخابات واستمرت حكومة د. أحمد نظيف وظل «مبارك» ناسياً أن هناك منصب محافظ شاغراً، ووزير استثمار سافر ولم يعين مكانه، قد يكون بسبب كبر سن الرجل.. ترهل نظامه.. «زهق» الرجل من الحكم الذى تولاه 30 عاماً.. لكن أن يكرر د. محمد مرسى نفس الأمر وهو لم يكمل العام الأول من حكمه، فهذه مشكلة أخرى، فقد خلا منصب محافظ المنوفية منذ 100 يوم بعد تصعيد الإخوان د. محمد على بشر وزيراً للتنمية المحلية، كما استقال د. عمر سالم، وزير الشئون البرلمانية من منصبه فى 18 مارس الماضى، أى منذ شهر ولم يتذكر د. محمد مرسى تعيين بديل له فى وقت يعمل فيه مجلس الشورى بكل دأب على سلق تشريعات كثيرة.

ليس ذلك هو وجه الشبه الوحيد بين «مبارك» و«مرسى»، بل إن العناد وعدم تغيير الحكومة ودعوى أن وجود د. هشام قنديل رئيساً لها يعنى الاستقرار ورد الفعل المتأخر فى معظم الأزمات.. وعدم الأخذ فى الاعتبار موقف المعارضة أو الرأى العام عند اتخاذ القرارات فيما يتم الاهتمام برد الفعل العالمى وخاصة أمريكا.

الغريب أن جماعة الإخوان عندما يتحدثون عن حقوق د. محمد مرسى، يقولون: «أول رئيس مدنى منتخب»، لكنهم عندما يُنتقد فى واجباته، يكون ردهم المقارنة بأيام مبارك الأخيرة، مما يؤكد أن مرسى يسير على خطى آخر فترة مبارك وليس بداياته، أى أنه يدير مصر بكتالوج 2010.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى