إحراق خيم لاجئين سوريين وإرغامهم على مغادرة بلدة بلبنان

18

 

 

 

 

 

أقدم أفراد عائلة في شرق لبنان على إحراق خيم لاجئين سوريين في بلدتهم وأرغموهم على مغادرتها بعد تفكيك ما تبقى من المخيم، وذلك على خلفية ادعاء بتعرض أحد أفراد العائلة لاعتداء جنسي قام به سوريون، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» وسكان ولاجئون اليوم الاثنين.

وقال طبيب شرعي كشف على الشاب: إنه لا أثر لتعرضه لاغتصاب أو لعنف، وأفاد مراسل فرانس برس أن خيم اللاجئين في بلدة «قصر نبا»، والبالغ عددها أكثر من 100 خيمة تأوي حوالي 400 لاجئ على الأقل، أزيلت بشكل كامل، اليوم الاثنين، من قطعة الأرض حيث كانت منصوبة، بعدما نظم سكان البلدة منذ الأمس احتجاجات لإرغام قاطنيها على المغادرة، تخللها إضرام النار في حوالى 15 خيمة.

وشاهد المراسل بعض اللاجئين يجمعون ما تبقى لهم من أمتعة وأغراض لمغادرة المكان، ومحاولة إنقاذ ما تبقى في الخيم التي كان يتصاعد منها الدخان، وقال بعضهم: إن عددًا كبيرًا من سكان المخيم بدءوا بتفكيك خيمهم أمس وافترشوا الطرق؛ إذ لا مكان نلجأ إليه، وهاجم عدد من سكان البلدة المخيم على أثر انتشار اتهام مفاده أن سوريين من قاطني المخيم قاموا بالتعدي جنسيًّا على شاب معوق من آل الديراني، يبلغ من العمر 29 عامًا.

وقال أحمد عبد المحمود 33 عامًا، أحد سكان المخيم، لفرانس برس: «آل الديراني أحرقوا الخيم، ولم يسمحوا لآليات الإطفاء بالوصول لإخماد الحرائق، مساء أمس تعدوا علينا وضربونا، وسرقوا لنا حاجياتنا وأغراضنا»، مشيرًا إلى أنهم اتهمونا بالتعدي على الشاب، علمًا بأن الجيش اللبناني داهم الخيم، وأوقف نحو 30 شخصًا، قبل أن يفرج عنهم جميعًا لعدم ثبوت تورطهم، ونفى طبيب شرعي وجود أي إثبات على تعرض الشاب لاعتداء.

وقال الطبيب أحمد وليد سليمان، ردًّا على سؤال لوكالة فرانس برس: إنه وضع تقريرًا يؤكد أنه لا إثبات طبيًّا يبين تعرض الشاب لأي اعتداء، وإنه لم يتبين لدينا وجود أي عنف أو دماء أو آثار أو كدمات حول المخارج.

أصر أقارب الشاب على حصول الاعتداء، وقال علي الديراني لفرانس برس: «الشاب المعوق كان يمر قرب الخيم عندما استدرجه 4 شبان إلى داخل إحدى الخيم واغتصبوه»، موضحًا أن والدة الشاب هي التي عثرت على آثار دماء على بنطاله، وقامت بإبلاغ سكان القرية.

وقال أحد سكان البلدة لفرانس برس رافضًا ذكر اسمه: إن الاعتداء على الشاب «ملفق»، وإن أسباب القضية تعود إلى رغبة أصحاب الأرض التي أقيم عليها المخيم، وهم من «آل الديراني»، باستعادتها، ولم يجدوا طريقة أخرى لطرد اللاجئين السوريين.

وقرب المخيم، أجهش أحمد المحمود بالبكاء، وقال: «لدي 3 أولاد أكبرهم طفلة في السادسة من عمرها، ولا نعرف إلى أين نذهب. أرغب بالعودة إلى سوريا».

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى