المعارضة ترد على تصريحات «مرسى» بـ«دعهم يلعبون»: الرئيس غائب عن الوعى

هاجمت جبهة الإنقاذ الوطنى وأحزاب المعارضة، الحديث الذى دار بين الرئيس محمد مرسى والقيادى الجهادى علاء شتا، الذى تطرقوا فيه إلى المعارضة وحجمها، وقالوا إن كلامهم صحيح فى عهد نظام سابق عفا عليه الزمن، أما المعارضة الآن فلا يستطيع أحد توقع حجمها ومستوى أدائها لأن حجمها أصبح بحجم الشعب المصرى كله.
وكانت «الوطن» نشرت فى عددها الصادر أمس، حواراً مع القيادى الجهادى علاء شتا قال فيه إنه اجتمع والرئيس مرسى، فى يوليو الماضى، وعرض «شتا» خلال اللقاء على «مرسى» تخليصه من بعض رموز المعارضة الذين يمثلون مصدر قلق له، ورد عليه الرئيس: «من سيفعل ذلك سيُعتقل»، مضيفاً: «المعارضة مثل التلميذ النشيط الذى يستيقظ مبكراً ثم يعود لينام نهاية اليوم، وإن ما يعيشونه الآن جرعة زائدة من النشاط، ستخمد بعد فترة وجيزة، وسينامون».
وقال عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى: «مصر بعد 25 يناير أصبح بها مناخ حريات، وأصبح الشعب المصرى كله مهتماً بالعمل العام والتغيير، وما قاله مرسى عن أداء المعارضة حقيقى ولكن أيام مبارك، أما المعارضة الآن فهى تنمو يوماً بعد يوم، والأيام بين استفتاء مارس 2011، واستفتاء الدستور خير دليل، فالمعارضة تتضخم وليس كما قال مرسى بتنام، وحجمها الحقيقى سيظهر فى الانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأضاف شكر لـ«الوطن»: إن المعارضة لن تهدأ كما قال الرئيس مرسى إلا بحصولها على الأغلبية فى مجلس النواب المقبل، أما عن تصريحات الجماعة الإسلامية لـ«مرسى»، ورغبتها فى تخليصه من بعض رموز المعارضة، فلا يستطيع أحد إقراره إلا إذا أعلنته الجماعة، مشيراً إلى أنهم أعلنوا التزامهم بالعمل السلمى، وممارسة أعمالهم فى الإطار الحزبى.
وشدد سامح عاشور، نقيب المحامين والقيادى بجبهة الإنقاذ، على أن حديث «مرسى» مع القيادى الجهادى يعبر عن استخفاف كل منهم بالمعارضة وغياب وعيهم عن حجمها الطبيعى، مضيفاً: «الرئيس بهذا الحديث يدل على غياب وعيه عن أشياء كثيرة بالبلد».
وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، إن الرئيس مرسى يجب أن يعرف أن المعارضة لم تعد كما هى، وإن الشعب المصرى كله أصبح معارضاً، مضيفاً: «من لا ينتمى للإخوان أو السلفيين فهو معارض أيام مبارك، كنا كما قال مرسى، حجمنا ضئيل وكنا 50 فرداً يلتف حولنا 50 جندياً، أما الآن فأصبحت المعارضة بالآلاف من الشعب المصرى، ولم نعد ننام، كما قال الرئيس».
وأضاف لـ«الوطن»: إن سبب تراجع الرئيس مرسى هو أنه لم يعد يضع فى اعتباره حجم المعارضة، مشيراً إلى أنه إذا صح ما فعله القيادى الجهادى وعرضه على الرئيس بتخليصه من المعارضين، فعلى «مرسى» تقديمه للنيابة العامة، ويشهد بما قيل، مضيفاً: «إذا لم يفعل، فهو خائن».
وقال الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار والقيادى بجبهة الإنقاذ، إن الرئيس مرسى فشل فى احتواء المعارضة ويصر على إضاعة كل الفرص لجمع القوى والأطياف السياسية لتحقيق استقرار حقيقى للوطن، مضيفاً: «يبدو أن منهج الإخوان يخلو من فكرة التوافق أو تقديم التنازلات واحترام المعارضين، فضلاً عن الإصرار على السيطرة والاستحواذ على مقاليد الأمور فى البلاد».
وتابع: «إذا كان مرسى يرى أن قوى المعارضة بلا قيمة ولا يمكنها التأثير فى المعادلة السياسية، فلماذا يرغبون فى الحوار معنا ويصرون عليه؟»، مؤكداً أن قيادات جبهة الإنقاذ لا تسعى وراء أية مصالح شخصية خلافاً لأحزاب الإسلام السياسى وجماعة الإخوان.
وقال الدكتور عبدالله المغازى، المتحدث الرسمى لحزب الوفد: الرئيس مرسى يجب أن يعرف أن المعارضة ليست كما قال «تلميذ شاطر»، وإنما هى «أستاذ شاطر»، يسعى دائماً لإيصال المعلومة لتلاميذه، مضيفاً: «النظام الآن هو التلميذ، بس مش شاطر، ده خايب، وبيعمل تصرفات ساذجة».
الوطن