الأخبار

إقرأ كتابك يا مرسي «٣» .. الدستور

brkat

محمد بركات يكتب

 

في هذا الفصل الثالث من « كتاب مرسي » نتطرق إلى إحدى وعود محمد مرسي الإنتخابية التي أخذها على عاتقه قبل جولة الإعادة.

 

« إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية »

 

حينما أجتمع مرسي مع القوي الثورية قبل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، أكد لهم أنه سعيد تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بما يضمن تمثيل كافة أطياف المجتمع في وضع دستور مصر.. وتعكس التنوع الذى يميز تكوين الشعب المصرى ويشكل هويته وثقافته. وحتى الآن يبدو أن العهد والوعد كان ورقة انتخابية نجح المرشح الرئاسى محمد مرسى – وقتها – فى استغلالها فى إطار حملته الانتخابية، وكسب مزيد من دعم النخبة والقوى السياسية غير الإخوانية ضد شفيق، ونجح فى ذلك بامتياز وحصل على الدعم الكامل.

 

كان وعد محمد مرسى كان بمثابة اعتراف بالعوار الشديد فى تشكيل الجمعية التأسيسية، وسيطرة تيار معين عليها، وهو التشكيل الذى تم اختياره من مجلس الشعب المنحل بحكم المحكمة الدستورية، وأيدته المحكمة الإدارية العليا، وكانت حالة الرفض المتصاعد والقلق المتزايد مما يدور داخل الجمعية التأسيسية وقت إنعقادها والتسريبات التي كانت تخرج للإعلام كانت تدل على أنها بمثابة إخراج دستور لا يعبر عن هوية الشعب المصرى وثقافته وتنوعه، ويثير مخاوف وتوجس قطاعات واسعة من المبدعين والأدباء والمثقفين والفنانين والصحفيين ورجال الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدنى، وأنصار حرية الرأى والتعبير، من انتاج دستور معاد للحريات والحقوق.

 

ها هو محمد مرسي وقد فاجأ الجميع .. نعم الجميع بما فيهم مستشاريه ومساعديه ونائبه ووزرائه ما عدا مكتب الإرشاد الذي أملى عليه ما سمي بالإعلان الدستوري الذي حصن تشكيل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، حيث كانت المحكمة بصدد حلهما لعوار تشكيل الأولى وبطلان قانون إنتخاب الأخير، في واحدة من كبرى فضائحه التي أصبحت لا تعد ولا تحصى من أن هل علينا هلاله المظلم الذي حجب كل الرؤى عن المستقبل وشمسه الحارقة للأخضر واليابس.

 

كان محمد بديع قد اكتشف من وحي خياله أن هناك أجهزة تجهز لمؤامرة تعمل على نشر الفوضى من أجل التخلص من محمد مرسى، عندئذ كان لابد لمرشد الإخوان من ضربة استباقية يحمى بها الرئيس الإخوانى.. لذلك أعلن مرسى الإعلان الدستورى ليعطل القانون ويحتفظ بالسلطة كما يشاء. هناك أيضا اللجنة التأسيسية للدستور التى كانت المحكمة الدستورية قاب قوسين أو أدنى من الحكم ببطلانها لثانى مرة، مما سيؤدى إلى تشكيل لجنة متوازنة تكتب دستورا جديرا بمصر.. بينما مرشد الإخوان يريد أن يحتفظ باللجنة التأسيسية الحالية لكى تكتب دستورا يمكن الإخوان من الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد. إن هذا الإعلان الدستورى الاستبدادى جاء فى سياق صراع على السلطة بين الإخوان والنظام القديم.

 

وها هى النتيجة: مزيد من الضياع والاتضاع

 

خرج من رحم هذه الجمعية التأسيسية المريضة دستور أقل ما يقال عنه أنه دستور مشوه لا يمكن أن يعيش فترة طويلة إلى إذا سيطرت الجماعة على حكم مصر إلى الأبد.. دستور ما هو إلا نقطة على منحنى انطلق من نقطة فاسدة ضللت أمة عن سواء السبيل فى بناء مصر جديدة بعد إزاحة طاغوت عصابة حكم الاستبداد والفساد الساقط، فبدلا من المسير على درب الصواب الذى اتبعته أمم توافقت مع ضمائرها وصدق تطلعات بنيها، تواطأ من تواطأ وقايض من قايض لاختلاق متاهة عجيبة حرمتنا من دستور توافقى جديد، تُجرى على هديه انتخابات ديمقراطية صحيحة، يصعد منها برلمان سوى وقوى، ونختار بها رئيساً بديلاً عن هذا الذي ينحدر بنا إلى مباذل الفرعنة.

 

هذه واحدة أخرى من وعود محمد مرسي قبل إنتخابه .. ومازال في وعود مرسي الكاذبة بقية.

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى