طائرتنا النسوية.. إلى أين؟

تابعنا مباريات منتخبنا الوطني النسوي للكرة الطائرة كمتفرجين وليس كفاعلين في دورة المرأة الخليجية للألعاب الرياضية التي استضافتها المملكة من الفترة 3 إلى 13 مارس الجاري وحصل فيها بناتنا على المركز الثالث والميدالية البرونزية.
والتصنيف الذي أفرزته منافسات الكرة الطائرة في الدورة نراه من وجهة نظرنا الخاصة تصنيفا واقعيا عطفا على ما قدمته المنتخبات إبان المنافسات، ولا يمكننا أن ننكر أنّ الطائرة النسوية الخليجية قد خطت خطوات أمامية على مستوى المنطقة حتى لو كانت بطيئة غير أنه بمزيد من مضاعفة الاهتمام والدعم والتفرّغ مع استمرار البرامج التدريبية المتواصلة المدعمة بالمعسكرات والمشاركات الخارجية من المؤكّد أنه سيضاعف من تقدم الطائرة النسوية.
ولكن السؤال الذي يتحتّم علينا طرحه هنا على ضوء ما قدمه منتخبنا النسوي في الدورة هو: هل كان بنات الكابتن جليل العرادي مدرب المنتخب مقنعات في أدائهنّ؟ أم أنهنّ قدّمن كلّ ما في وسعهنّ ولا يمكن لهنّ أن يتخطين الظروف التي أعددن فيها رغم أنها أفضل عطفا على فترات سابقة؟
نرى أنّ بناتنا قدمن أقصى ما يملكن وإن كان لبعض لاعبات المنتخب المزيد إلا أنهنّ نظرا لصغر أعمارهنّ وخبراتهنّ والضغوط التي كانت على عاتقهنّ حالت دون ذلك غير أنّ هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أنّ المنتخب ظل يعاني من مشكلات فنية ويأتي في مقدمتها استقبال الكرة الأولى فضلا عن الإعداد والتخليص الهجومي أضف إلى ذلك افتقار المنتخب إلى البديل إذ رغم الأخطاء المتكررة والتي ساعدت العمانيات والإماراتيات على وجه الخصوص على الذهاب بعيدا في فارق نقاط الأشواط إلا أنّ العرادي لم يجد على كراسي البدلاء البديل الذي يمكن أن يغطي خروج اللاعبة الأساسية غير الموفقة وقد رأينا رئيسة المنتخب هاجر الأنصاري في لقاء الإمارات عدم استقرار أدائها نظرا لتشنجها وحماسها الزائد وكان حريا بالعرادي أن يستبدلها لنقاط معينة يعيد من خلالها ملء بطاريتها المعنوية ويعيدها من جديد إلى الملعب غير أنّ ذلك لم يحصل زد على ذلك معدة المنتخب مروة شمسان التي جعلت مدربها العرادي في أكثر من مناسبة يضرب أخماسا في أسداس وكاد أن يشدّ شعره نتيجة الكرات السهلة التي كانت تهديها لبقية المنتخبات عبر كراتها الإسقاطية التي حفظتها المنتخبات وضيعت على المنتخب أكثر من فرصة هجومية ومن المؤكد لو أنّ العرادي كان لديه البديل لأجلسها بجنبه على كرسي الاحتياط.
ونضم صوتنا هنا إلى صوت لاعبة المنتخب السابقة ورئيسه سعاد ياسين التي قالت لنا: إنه من دون وجود مسابقة منتظمة للطائرة النسوية فإنّ اللعبة لن تحقق الطموح بل ستتقهقر إلى الوراء.. فالتجمعات الوقتية للمنتخب استعدادا لهذه البطولة أو تلك الدورة لن ينفع في ظل غياب مسابقة رسمية منتظمة تخوض من خلالها اللاعبات المزيد من المنافسات على مدار الموسم وعندها سيكون الباب مفتوحا على مصراعيه للجهاز الفني لاختيار العناصر الجديرة بتمثيل المنتخب إضافة إلى المعسكرات والمشاركات المختلفة بدلا من الاقتصار على وجوه معينة يتم استقطابها بين الفينة والأخرى من هنا وهناك ربما يجد الجهاز الفني صعوبات جمّة في تطوير إمكاناتهنّ نظرا لضيق الوقت أو أمور أخرى ربما تغيب عننا، رغم علمنا بأنّه مهما تدرّبت اللاعبة فهذا لا يكفي فلا بدّ من المباريات التي تصقلها وتتعرف من خلالها على إمكاناتها ومكامن القوة والضعف لديها ومعايشة الضغوط المختلفة التي كثيرا ما تحيط بالمنافسات الرياضية بدلا من إخضاع ذلك إلى الظروف.
من هذا المنطلق علينا أن نعيد الحسابات ونبدأ ولانقتصر على القول والتسويف لأنّ الأشقاء في الخليج لن يمهلونا فقد دقوا جرس الإنذار وما حصول المنتخب العماني الذي لفت نظرنا على المركز الثاني وتراجعنا إلى المركز الثالث إلا واحد من المؤشرات ناهيك عن الظروف التي صاحبت غياب بعض لاعبات المنتخبين القطري والكويتي حسب ما تردّد وإلا لا ندري ماذا سيكون موقع منتخبنا من الإعراب.
اخبار الخليج