قائد الجيش المصري يبدي مهارة سياسية

93

 

يقول القائد العام للقوات المسلحه المصريه عبد الفتاح السيسي انه لا يريد ان يكون رئيسا لكنه يبدي حتي الان مهاره سياسيه كبيره.

ووسع السيسي منذ تدخله لعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو تموز شبكه الاتصالات التي اقامها بعد تعيينه العام الماضي.

فقد التقي بالجميع من كبار رجال الدين الي الكتاب والنشطين الشبان خلال الازمه التي اعقبت سقوط مرسي وفي الوقت نفسه يوازن بدقه العلاقات الخارجية الحساسه مع الولايات المتحده واوروبا والحلفاء العرب.

لكن علاقته الوثيقه بمحمد البرادعى نائب الرئيس للعلاقات الدوليه في الحكومه الجديده التي يساندها الجيش قد تكون هي العلاقه التي ستشكل نتيجه الازمه الراهنه مع جماعة الإخوان المسلمين ومستقبل مصر السياسي.

قال ضابط في الجيش “الفريق اول السيسي يقابل البرادعي بانتظام ويتصل به من وقت لاخر ويستانس برايه.”

وقد ابدي السيسي (58 عاما) وهو مدير المخابرات الحربيه السابق انه صاحب عقل سياسي منذ عينه مرسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما العام الماضي. وكان من بين خطواته الاولي تحديث اداره الشؤون المعنويه التي تساعده الان في كسب قلوب وعقول المصريين.

ومنذ الاطاحه بمرسي تكشف تصريحاته عن انه يتابع الحياه السياسه المصريه متابعه دقيقه كاي مواطن اخر كما تكشف عن شكوك عميقه في الاخوان المسلمين.

وينظم الوف من مؤيدي الاخوان المسلمين اعتصامين في القاهره منذ اكثر من شهر احتجاجا علي عزل مرسي مطالبين بعودته.

وقال القائد العام ان جماعه الاخوان المسلمين منشغله ببناء خلافه إسلاميه عابره للاوطان اكثر مما تنشغل بشعب مصر وهو اتهام تنفيه الجماعه لكنه يتردد علي نطاق واسع بين اشد منتقديها.

وفي المقابله الوحيده مع الاعلام منذ عزل مرسي قال السيسي ان مرسي سمح لارهابيين بدخول مصر مما قوي التشدد المتزايد في شبه جزيره سيناء.

ووصف الاخوان المسلمين ايضا بانهم اقليه نسبتها بين خمسه وعشره في المئه تريد ان تفرض اراءها علي جميع المصريين.

وقال لصحيفه واشنطن بوست “في عقولهم علي الدوام انهم وحدهم يملكون الحقيقه ووحدهم لهم الحقوق.” واضاف “جزء كبير من ثقافتهم العمل سرا تحت الارض.”

وقال مستهدفا صناع السياسه الامريكيين الذين يقراون الواشنطن بوست علي مائده الافطار “عنوان المقابله يجب ان يكون: يا امريكا.. اين تاييدك لمصر؟ اين تاييدك للشعوب الحره.”

وقد يؤثر عداء السيسي للاخوان علي جهود حث الجماعه علي ترك الشوارع والعوده للسياسه. لكن يبدو ان العلاقه مع البرادعي اوجدت عنصر اعتدال في نهج قائد الجيش.

وقال مصدر امني “كان الجيش راغبا في انهاء الاعتصامات سريعا وباي طريقه.” واضاف “لكنه اضطر للانتظار بعد ان شعر بان التفجر المتوقع للعنف سيسبب رد فعل قويا من الغرب او يؤدي الي استقاله بعض اعضاء الحكومه” بينهم البرادعي نفسه.

وقال البرادعي ان السيسي يتفهم الحاجه الي حل سياسي وهو ما يقود البرادعي الدعوه اليه.

وقال مصدر سياسي قريب من البرادعي ان المدير العام السابق للوكاله الدوليه للطاقه الذريه مستاء من حمله عنيفه علي جماعه الاخوان المسلمين وانه يعمل مع السيسي عن قرب لانهائها.

وقال ضابط في الجيش قريب من السيسي في اشاره الي ان نفوذ نائب الرئيس قد يستمر ان قائد الجيش اتجه الي البرادعي لانه يراه “رجلا مهذبا امينا صاحب خبره دوليه.”

وقال الضابط وهو برتبه عقيد “هذا ما نحتاج اليه في هذه الفتره. هذا هو نوع الناس الذين تحتاج اليهم مصر.”

وابرز البرادعي الصلات الوثيقه بينه وبين السيسي كونه اول من قال ان السيسي لا يهتم بان يكون رئيسا واجاب بذلك عن واحد من اكبر الاسئله عن طموح السيسي السياسي.

لكن حتي اذا لم يخض السيسي انتخابات الرئاسه فانه يري ان الجيش سيبقي قي قلب الشؤون المصريه.

وقال الضابط ان السيسي من اللحظه التي عينه فيها مرسي “راي ان يكون الجيش مؤسسه وطنيه مستقله تحتاج الي ان يكون لها دور في سياسة مصر.”

واضاف ان هذا “لا يعني العوده الي السلطه لكن يمكن ان يكون حاجه للمعاونه في مراحل معينه صعبه.”

وبسعيه قي وقت مبكر الي التوافق حاول السيسي تجنب الاخطاء التي وقع فيها القاده السابقون للجيش الذين تولوا الفتره الانتقاليه بعد سقوط الرئيس المستبد حسني مبارك في اوائل ثورات الربيع العربي عام 2011.

وقال مصطفي كامل السيد -وهو استاذ في العلوم السياسية بجامعه القاهره- “الفريق اول السيسي تصرف نزولا علي اراده الشعب ولم يفعل ذلك وحده لكن جاء الي المائده بكثير من الشخصيات العامه والسياسيين وهو ما كان خطوه حكيمه جدا.”

وعمل السيسي جاهدا لتحسين صوره الجيش التي لحق بها الضرر من جراء الركود الاقتصادي والعجز عن اتخاذ القرارات ومزاعم انتهاكات حقوق الانسان من جانب قوات الأمن خلال الاداره العسكريه لشؤون البلاد لنحو 17 شهرا بعد الاطاحه بمبارك.

وعلي خلاف ما اتسمت به ايام قائد الجيش السابق المشير محمد حسين طنطاوي عين السيسي متحدثا عسكريا شابا انيقا يقود حملته للعلاقات العامه.

وبعد مقتل العشرات من مؤيدي مرسي حول نادي ضباط الحرس الجمهوري ظهر المتحدث باسم القوات المسلحةاحمد محمد علي علي التلفزيون وهو يعرض شريط فيديو عن عنف الاسلاميين بينهم مسلحون ملثمون يطلقون النار علي القوات ليقدم الحدث من وجهة نظر الجيش.

وبين وقت واخر يقابل المتحدث الصحفيين مرتديا ملابس غير رسميه ويقود اداره من الضباط الشبان. وفي اوقات عده حلقت طائرات حربيه فوق القاهره سعيا لكسب التاييد بل ان هناك الي جانب ذلك اغنيه تحيي دور الجيش.

وبعد عزل مرسي غزت القاهره صوره للسيسي بالزي العسكري وعلي صدره عديد من الاوسمه.

وقال الضابط “فهم الفريق اول اهميه ان تكون هناك قياده شابه في الجيش باعتبار ان ذلك يعطي انطباعا ايجابيا مفاده انه جيش قوي ومؤهل.”

واضاف “كان مفهوما انه لا بد ان ينتهي دور المشير طنطاوي والقاده الاخرون من جيله وان تكون هناك دماء جديده مطلوبه وهذا هو ما فعله.”

وكان اعداد السيسي للقياده تم عبر مناصب تقلدها في افرع القياده والمخابرات والدبلوماسيه في القوات المسلحه.

ومن بين ما تقلد من المناصب منصب الملحق العسكري في السعوديه التي يحتفظ بصداقات فيها ومناصب قياديه في الجيش في سيناء والمنطقه الشماليه العسكريه.

ويوصف السيسي بانه ملتزم دينيا وزوجته منتقبه.

وتؤخذ افكار دونها في ورقه بحثيه في كليه الحرب الأمريكية في بنسلفانيا بين عامي 2005 و2006 كدليل علي ميوله الاسلاميه.

لكن من يعرفون السيسي يقولون انه لا ينتمي الي التيار الاسلامي.

وتقول شريفه جوهر -وهي استاذه ابحاث سابقه بمعهد الدراسات الإستراتيجية في كليه الحرب الامريكيه- عرفت السيسي حين كان يدرس هناك انه هاديء ويجيد التعبير ومعلوماته غزيره عن القضايا التاريخيه بينها التاريخ الإسلامي.

اخبارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى