فتاوى من “المغرب العربي” تحرِّم دعم فرنسا بمالي

201723201311711

 

أفتى علماء ودعاة في موريتانيا والمغرب والجزائر بحرمة المشاركة في العمليات العسكرية التي تشنها فرنسا على المسلحين في مالي، أو منح قواتها هناك أية تسهيلات.

في موريتانيا، وصف 39 شيخًا وداعية في بيان مشترك العمليات العسكرية الفرنسية في مالي بأنها “ليست سوى امتدادٍ لمسلسل الحملات الاستعمارية التي طالت الكثير من بلاد المسلمين”.

وشددوا في بيانهم الذي حصل مراسل الأناضول على نسخة منه على أن “ما يطلبه اليوم أعداء الدين من النصرة والتأييد في هذه الحرب لا تجوز الاستجابة له بحال، لأن نصرة الكفار ضد المسلمين من أعظم أنواع الولاء للكفر وأهله، وهي من نواقض الإسلام الواضحة وضوح شمس الضحى”، على حد قول البيان.

كما دعوا المسلمين إلى أن “يصطفوا دروعاً دون إخوانهم”، حتى لا يصل إليهم العدو.

ومن أبرز الموقعين على البيان: محمد محمود ولد أحمد يوره، ومحمد الأمين ولد الحسن، والشيخ أحمد ولد الكورى، والفقيه محفوظ ولد إدومو، والأستاذ محمد ولد أحمد الملقب الشاعر.

وفي المغرب، أدان شيوخ سلفيون العمليات العسكرية الفرنسية في مالي.

واعتبر الشيخ عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص أي تعاون مع فرنسا في هجومها على مالي هو “مشاركة في القتل”.

وقال عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إن “ما يقع على أرض مالي المسلمة من عدوان فرنسي غاشم، وترويع للآمنين، وقتل للأبرياء والمستضعفين جريمة شنيعة، ومنكر عظيم، وتدخل سافر في شؤون المسلمين، لا يمكن السكوت عنه بحال، ولا تسويغه بأي مبرر من التبريرات”.

وشدد على أن “إثم التعاون مع المحتلين الفرنسيين لا يقل عن إثم الفرنسيين، فلا يجوز بأي حال من الأحوال مظاهرة ومناصرة هذه القوى الاستعمارية في اعتدائها على بلاد المسلمين، وتدخلها في شؤونهم، ونصوص الشريعة في هذا واضحة بينة لا تقبل التأويل”.

ودعا رفيقي علماء الأمة إلى توحيد الجهود من أجل “إيقاف هذه الجريمة، وصون دماء المسلمين”، كما دعا مسلمي مالي إلى “توحيد صفوفهم وكلمتهم من أجل التصدي للعدوان الفرنسي”.

من جهته، وصف الشيخ عمر بن مسعود الحدوشي الملقب بأبي الفضل، المتعاونين مع الفرنسيين ضد المسلمين في مالي بـ”المرتدين والخارجين عن الإسلام”، قائلاً في تصريحات عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “لا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم – أي الفرنسيين – بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم حكمه الردة والخروج من الإسلام جملة، أيًا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه”.

وفي الجزائر، قال الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ: “يعز على النفس المسلمة أن ترى جنودًا فرنسيين يقصفون إخوة لهم في الدين، ويحز في النفس أيضًا أن يجد هؤلاء الكفار المستعمرون الجدد سندًا ودعمًا من زعماء يزعمون أنهم يحكمون شعوبًا مسلمة”.

وأضاف في تصريحات صحفية نشرت مؤخرًا: “نصوص الشرع غير خافية على أحد في وجوب نصرة الإخوة على أعداء الدين، فعلى المسلمين إذا اختلفوا ونشب بينهم صراع سياسي أو غيره أن يحلوا الصراع في إطار الدولة المسلمة الواحدة أو في إطار الدول الإسلامية الأخرى وفق أحكام الشريعة وضوابطها دون الاستعانة بالكفار أو الاستغاثة بهم أو طلب النجدة منهم وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة”.

وتابع: “يجب على المسلمين وعلى زعماء الشعوب المسلمة نصرة إخوانهم المسلمين ولو اختلفوا معهم، والسعي في طرد الكافرين الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، وهذه مسألة لا تحتاج إلى تفصيل؛ فالأمر فيها واضح عند العوام ناهيك عن أهل العلم” .

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى