الأخبار

المشهد الأخير فى حكم الإخوان كما يراه المبدعون

86

 

لم يعد السؤال اليوم: «هل» يسقط نظام «الإخوان»؟ بل «متى؟ وكيف»؟ هذا ما يراه عدد من المبدعين الذين كشفوا لـ«الوطن» رؤيتهم وتخيلهم للمشهد الأخير فى حكم «الإخوان» وكيف ستكون لقطة النهاية. هؤلاء المبدعون أكدوا أن هذا النظام يثبت يوما بعد يوم بأفعاله وقراراته أنه لا يختلف كثيرا عن النظام السابق، إن لم يكن أسوأ؛ لذا فإن نهايتهم حتمية. وفى حين رأى بعضهم أن النهاية بعيدة، رآها آخرون قريبة، لكنهم اتفقوا جميعا على أنها آتية لا محالة.

هنا سيناريوهات المشهد الأخير فى حكم «الإخوان» كما يرصدها ويتخيلها عدد من المبدعين.

يقول المخرج داوود عبدالسيد: «بما أن دعوات إسقاط النظام لم تفلح حتى الآن، فإن استمرار حكم «الإخوان» معتمد على سياستهم فى الفترة المقبلة، خاصة أثناء فترة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأتصور أن رئيس الوزراء بعد الانتخابات سيكون من «الإخوان» وبالتالى ستندلع معارك طاحنة وربما يؤدى الأمر إلى إسقاط النظام، لكن الرئيس المقبل لن يكون عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه «اتحرق»، ولا أعتقد أنه سيكون حمدين صباحى، وقطعا لن يكون خيرت الشاطر لأنه مكروه من الشارع، وبالتالى سيظهر شخص آخر أو وجه جديد بالتعبير السينمائى يثق الناس فيه ويلتفون حوله، لكنه فى تقديرى سيكون أيضا إخوانيا غير معلن ربما يجهزونه الآن، ويستمر الحكم الإخوانى ولكن برئيس جديد، وعلى كل الأحوال هذا اليوم سيكون من أصعب الأيام وأكثرها سوادا على مصر لأنه سيشهد معارك طاحنة وضحايا بالمئات».

وعلى النقيض من ذلك، تمسك المخرج خالد يوسف بالأمل، فى قناعة تامة منه بأن حكم الإخوان لن يستمر وسينتهى فى القريب العاجل، مؤكدا أن المشهد الأخير لحكم الإخوان سيكون قريبا جدا من مشهد ثورة 25 يناير، يقول: «لا شك أن بحورا من الدماء ستسيل فى معركة يديرها الإخوان فى محاولة للحفاظ على بقائهم على الساحة، لكن الثورة وقتها ستكون ثورة جياع؛ حيث سيخرج الملايين إلى الشوارع والميادين بعدما يفيض بهم الكيل، ويسقطون النظام، وبعدها يظهر رئيس جديد وشخص يلتف الناس حوله ويأخذ بيد مصر إلى بر الأمان وتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ مصر مليئة بالتقدم والازدهار والفنون والإبداع».

أما الشاعر عبدالرحمن الأبنودى فيرى أن المشهد الأخير لحكم «الإخوان» سينتهى بحكمهم أيضا؛ حيث يقول: «أيام سوداء تمر على المصريين، وفى تقديرى أنها ستستمر لعقود طويلة، والمشهد الأخير لحكم الإخوان فى وجهة نظرى سينتهى بحكمهم أيضا لأنهم يتبعون نظام الحرب الباردة مع المصريين، بدليل كل هذه المعارك الطاحنة التى قام بها المصريون فى الفترة الأخيرة، مثل أحداث الاتحادية ودار القضاء العالى وغيرهما، ومع ذلك فإن الإخوان ما زالوا مستمرين فى حكم البلاد وسيستمرون لأنهم قوى منظمة منذ عشرات السنين، ومن الصعب أن تنتهى إلا بعد عشرات السنين أيضا، هذا إن انتهت أصلا، فأنا لست متفائلا ولن أتنبأ برحيلهم، فربما يحولون مصر إلى إيران جديدة، وكل ما أثق منه أن حروبا فى الشوارع ستندلع، ومناوشات ستحدث بين الفترة والأخرى، لكن (ولاد العم) هؤلاء سيستمرون لأن دهاءهم ما زال حتى الآن أكبر من كل صرخات الشعب الذى يعانى الأمرين».

أما عادل إمام فعبر عن رؤيته للمشهد الأخير لحكم «الإخوان» بنفس طريقته الكوميدية قائلا: «أيام زرقا وبنعيشها وحكم الإخوان لن ينتهى إلا بقيام القيامة، وهذا المشهد سنرى فيه يأجوج ومأجوج، وييجى المسيخ الدجال، قوم بقى إيه برضه الإخوان هيقولوا لن نتنازل عن البرلمان، والرئيس مرسى هيخطب ويقول: حبوا بعض، وفجأة القيامة تقوم وساعتها الناس هتصرخ بفرحة وصوت عالى: نحمدك يا رب أخيرا هنرتاح من حكم الإخوان».

ويتنبأ المخرج عثمان أبولبن بنهاية حكم «الإخوان» قائلا: «نحن على مشارف فتنة طائفية وحرب أهلية تنقذنا منها العناية الإلهية، فكل خوفى أن تتحول مصر إلى سوريا جديدة، وأستطيع تخيل المشهد الأخير بأنه سيكون عبارة عن حرب أهلية فى الشوارع تنتهى بسقوط النظام الإخوانى، وقد يكون وقع الأمر على الرئيس هو إصابته بسكتة قلبية تؤدى إلى وفاته».

ويقول المخرج أحمد البدرى: «هناك حالة من الإحباط تنتقل كالعدوى من الآن بين عدد كبير من شباب الجماعة وربما تؤدى إلى انفجار جماعة الإخوان من داخلها بفقدانها سلاحها الرئيسى والحقيقى فى مواجهة جميع الأزمات المتوقعة والمواجهات التى أصبحت تنتظرها فى الشارع، ولو حدث هذا سيكون المشهد الأخير هو انفجار الشارع بالثورات، مع انضمام شباب الإخوان إلى صفوف المتظاهرين والشوارع ستكون مليئة بأصوات الفرحة والترحيب بشباب الإخوان المنشقين».

ويرى الكاتب ناصر عبدالرحمن أن هناك سيناريوهين لن يخرج عنهما المشهد من وجهة نظره: «إما أن يستمر حكم الإخوان مع تعديلات فى وجهات نظر جبهة الإنقاذ وتقريب الإخوان لها بعد تقديم بعض التنازلات للجبهة للحفاظ على وجودهم فى الساحة، وهذا الحل سيستمر لعدة سنوات. وإما التحالف بين حزب النور والقوى الثورية وجبهة الإنقاذ ليحدث تغير سياسى كبير وهذا التحالف ستنتج عنه الإطاحة بالإخوان

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى