الأخبار

عيد العمال …والوصفة الفاشلة

دينا عبدالفتاح :
  الخطابات الحماسية للمواطن أصبحت وصفة ” فاشلة ” فى هذه الأيام فالجيب فاضي ولقمة العيش بعيدة المنال واتوبيس الشغل لا ينتظر بجانب المنزل المعرض للانهيار . 

 

تابعت كغيرى احتفالات عيد العمال هذا العام “بنكهة إخوانية ” لأول مرة لعلي أجد جديدا في مضمون الخطاب الذي سيقوله رئيس جمهورية ” الثورة ” ومدى إحساسه بأنين عمال مصر، فالمسألة ليست رضا أوعدم رضا عما سيقدمه في خطابه ،وليست مجرد ديكور جديد وبدلة مهندمة تعبرعن فورمة جديدة للرئيس نفذتها بالتأكيد إحدى الشركات المتخصصة بعيدا عن افتكاسات ونصائح الإخوان الواجبعليهم أن يعترفوا أنه لايوجد أحد أو جماعة تفهم في كل شيء.

 

الصورة كانت بالتأكيد محترفة ولا أحد ينكر ذلك والقول بالحرف “سأكمل ما بدأه عبدالناصر ولن نبيع القطاع العام ولن يشرد عامل في عهدي” نقطة مهمة فسرها البعض “خيالا” أن الرئيس يرغب في خلع عباءة الإخوان ،وهذه النهاية لأن البداية كانت فى خطابه الأول بالتحرير بعد فوزه بالرئاسة بقوله ” وما أدراك ما الستينات ” ،مشيرا إلى ماتعرض له الإخوان من حملة اعتقالات واسعة في هذه الحقبة.

 

والسؤال الذى يتبادر  لاذهاننا  ،هل حمل الخطاب شيئا مختلفا حتى للعمال من الممكن أن نبني عليه قيمة  غير البحث عن شعبية ضاعت خلال الفترة الماضية بتصرفات غير مسئولة وقرارات اخترقت حلم تحقيق العدالة فى هذه الدولة عبر خطاب استلهم فيه شعبية عبد الناصر؟ فقد تعودنا منذ زمن الملوك أن يهل علينا مذيع “الراديو” ليقول  بعد قليل تستمعون الى خطبة مولانا المعظم فاروق الأول ـ أطال الله عمره ـ وانتهاء بـ”بعد قليل بث مباشر على الهواء لكلمة الرئيس مرسى فى احتفالات عيد العمال”.

 

لكن هل تحل الكلمات الازمات التى نمر بها ام انها لم تعد تجدي ؟

 

الواقع أن النخبة تهتم بهذه الأمور والتحليل فى وسائل الاعلام للخطاب المميز والصورة الجديدة التي كشفت عن “عمق” الرئيس لكن الأمر فى الشارع مختلف كما قلت فى بداية المقال فالعامل الذى نحتفل به يتعرض لكافة أنواع التنكيل والمهانة في عمله عبر مرتبات مخزية وارتفاع أسعار تلتهم حوافزه ومنحه لأن حكومته تتعامل معه بأنه فاقد للصلاحية .

 

وبعيدا عن القوى السياسية التى يبدو أنها مازالت تتحرك في وهم الكلمات هى الأخرى من نوعيات أن الوطن يتعرض لمؤامرة وان الإخوان هم شياطين لا يمكن التفاوض معهم ،وأن المشكلات التى نتعرض لها سهلة الحل ؛يتأكد لى أنه لايوجد على الساحة من يحمل مسئولية هذا الوطن فلحظات الصدق لا تأتي للأسف على لسان مسئولين أو معارضين إنما هي الصورة البيضاء عند الأول فلا يتحرك للأمام خطوة واحدة والسوداء عند الآخر الذي يرى انه لا أمل في التغيير ولا تفاوض ولانقاش حتى نصل إلى بداية الطريق من جديد.

 

فى عيد العمال أزعم انه لا يوجد شيء مختلف شغل بال العمال من خطاب للرئيس أو تهنئة من نخبة او حتى التذكرة بعبد الناصر ، فالوضع مستمر كما هو  والمشكلات تحاصر الجميع ، ولاننسى أن النعمة الوحيدة التي حس بها الجميع فى هذا اليوم ووجعلت الفرحة والابتهاج تملأ قلوبهم  هو أن عيد العمال اجازة رسمية  !!

 

اموال الغد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى