
أخى الأستاذ/ نبيل فاروق، اسمح لى أن أرسل إليك قصيدتى التى وددت أن ألقيها حين كنت منذ أيام فى ملتقى أمير الشعراء، لولا أن حالت الظروف دون ذلك.. أهديها إلى شباب الثورة لعلهم يدركون أن شعب مصر ما كان ليتخذ من الثأر سبيلا، لولا فخ الغل والحقد الذى استدرجهم الإخوان إليه. وليبحثوا عن يوم فتحِهم الذى يحطمون فيه الأصنام!
الأصنام..
مُذ قِيل «ثوارٌ» على من قتَّلوا
عُثمان والليل ادلَهمّ
لم يأتِ ثوارٌ بأرض العُرب
إلا عنهُمُ كتبَ القَلم
إن أسقطوا فرعونَ معبودا
فقد عبدوا الصنم!!
وبأن ثورتهم على الطاغوتِ
باءت بالعدم
رفعوا القميص وحولوها
بحر دم
فقصاصُهم غلٌّ وحقدٌ
لا عدالةَ لا قِيَم..
إعلامنا
ثوارنا
أحزابنا
أفكارنا
أربابنا
إخواننا
تجارُ دينِ اللهِ بالدُّنيا
صنم!!
لا تغضبوا منى فلستُ بعابدٍ
ما تعبدون بلا ندم..
كل الذى تبكون فى وطنى
صنم
فلتهدموا الأصنام حتى
تدخلوا ذاك الحرم..
فلتهدموا الأصنام حتى
تسكنوا أرض القمم
مصرُ الحضارة والريادة والأصالة والكرم
مصرُ المحبة والسماحة والمروءة من قِدم
مصر التى حولتموها
بالغرور وبالتنازع للعدم
إنى حَلُمتُ بثورةٍ نعلو بها فوق الألم
بالعفو والإحسان يرقى
شأننا بين الأمم
ولأجل دين الله نَرفُق
بالأسير وإن ظلم
هذا رسول الله يوم الفتح
قد رفع العَلَم
بالرحمة المهداة نسمو
لا انتقام ولاقِصاص ولا ظُلَم
قالوا القصاص فريضة فيه الحياة
بشرع رب منتقم
لا تدفََعن بالعفوِ عمَّن فى بلادك قد ظََلم
فأجبتهم
نعمَ الحياةُ لمن له
عفو القوى إذا احتكم
إن لم يكن ظلم بدا
فلمن يكونُ العفوُ يا خيرَ الأُمم؟!
عاطف حسانين
التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى