النحس يطارد أهالى الدويقة: جات الحزينة تفرح.. مالقتلهاش «شقة»

هم يحاربون من أجل الحياة بكل ما لديهم من قوة، ولكن يبدو أن القدر يعاندهم، فأهل منطقة الدويقة الذين سئموا بطء الإجراءات الحكومية فى إعطائهم مساكن آدمية تحميهم من الموت الذى يحاصرهم من كل جانب، استيقظوا مؤخراً على نداءات من شخصين أفسدا عليهم أمانيهم فى الهجرة من المنطقة، حيث علّق هذان الشخصان لوحات ترفض الهجرة من المنطقة، تحت شعار «لا للتهجير»، فتوقّفت الحكومة التى كانت على شفا تنفيذ الإخلاء.
استيقظ أهالى الدويقة يوماً على لوحات معلّقة على جدران العشش التى تؤويهم، مكتوباً عليها: «عاوزين بيوتنا.. لا للتهجير.. نعم للتمليك»، «نحن الذين هذّبنا الأرض بأظافرنا، ونحن أولى من المستثمر»، وأمام هذه اللوحات عشرات الأطفال يلعبون «استغماية»، بفرح شديد وضحكاتهم البريئة تتعالى فى سماء منطقتهم العشوائية.
«هم مجموعة من الحرامية، والحكومة تعلم ذلك وصامتة»، هكذا وصفهم «عم مسعود» أحد السكان، الذى يكسو وجهه تراب كثيف، بسبب العواصف الترابية التى تُغطى سماء الدويقة فى الشتاء، مؤكداً أن أصحاب تلك اللوحات كانوا من سكان المنطقة قديماً، قبل سقوط جزء من صخرة الدويقة عام 2008، وبسبب فقدان أقارب لهم فى هذا الحادث، حصلوا من الحكومة على شُقق سكنية فى الخارج، ولكنهم أرادوا أن يظلوا محتفظين بشققهم القديمة فى الصخرة كى تكون مخازن لبضائعهم، فأطلقوا مثل هذه الدعوات.
أمام عشتها تجلس «صابرين»، حاضنة أولادها خوفاً من الجدران التى أصبحت موصلاً جيداً للكهرباء فى الشتاء، روت كيف تسببت هذه اللوحات فى تباطؤ الحكومة فى تنفيذ طلباتهم بشأن نقلهم إلى مساكن بديلة.
الحكاية كما توضحها «صابرين» هى أن الحكومة أرسلت مندوبيها للمعاينة، ولكن شخصين من السكان يعملان فى مهنة النجارة، أعاقا عملهم بتعليق هذه اللوحات التى لا تُعبِّر عن رأى السكان إنما تعبر عن رأى قلة تريد أن تستفيد من هذه البيوت بتحويلها إلى مخازن لبضائعهم «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل اللى يظلمنا».
الوطن