الأخبار

الأقباط والخروج بالكنيسة للوطن

55

 

سليمان شفيق

الأقباط والخروج بالكنيسة للوطن

سليمان شفيق

 

منذ أحداث العمرانية 2009 يستطيع أى باحث فى الشأن القبطى أن يؤرخ لمنطلقين أساسيين: الخروج من الكنيسة للوطن، أول تظاهرة قبطية خارج الكنيسة، وأول استخدام للأقباط للمقاومة العنيفة «كرد فعل»، ومن يرصد بدايات تعبير النخبة القبطية الجديدة عن نفسها سيجد بدايات ما يسمى «أقباط من أجل مصر» كحركة حقوقية ترأسها الحقوقى هانى الجزيرى، وأيضا جبهة العلمانيين التى أسسها المفكر القبطى كمال زاخر، وأن أقباط من أجل مصر تعمل للتغيير فى الوطن فإن جبهة العلمانيين كانت تسعى للإصلاح الكنسى، وللأمانة العلمية فإن أول كسر للركود السياسى القبطى يعود لمؤتمر «الأقليات» الذى أسس لتمسك الأقباط برؤية الجماعة الوطنية كونهم ليسوا بأقلية وإعادة الاعتبار لإنجازات ثورة 1919 وأيقظ المؤتمر روح الانتقال القبطى من المطالبة بالحقوق إلى النضال من أجل تحقيقها، أى أنه منذ 1994 وهذا المؤتمر بما له وعليه تقدم الأقباط إلى تأسيس منظماتهم المدنية الحقوقية فى الوطن وليس خارجه فقط وظهرت بدايات ما عرف بالإعلام القبطى مثال المواقع الإلكترونية وأشهرها (أقباط متحدون) ثم الفضائيات مثل ctv، وغيرها، ومن 2009 وحتى 2011 جرت تحت الجسر مياه كثيرة، أحداث نجع حمادى 2010، تفجيرات القديسين التى شكلت نقلة نوعية فى النضال الوطنى القبطى وخروج أول مظاهرات وطنية ضمت مسلمين ومسيحيين، ومن يراجع ما سمى بقضية «كنيسة مسرة» سيجد المتهمين من المسلمين والمسيحيين، والأهم أن قرار الاتهام شمل شعارات تطالب بإسقاط نظام مبارك ومحاكمته هو والعادلى، حينذاك كان النظام الكنسى قد شاخ وصرح البابا شنودة «هؤلاء ليسوا بأبنائنا» لأنه كان لا يعلم شيئاً عن النخبة الجديدة التى ولدت من رحم الكنيسة، ولكنها خرجت بها للوطن ومن ثم ظهر «الخادم الثورى» وليس هؤلاء الذين يجلسون فى الصفوف الأولى ويكتسبون مشروعيتهم لدى الدولة من عباءة الإكليروس، وأكثر من ذلك برز آباء كهنة على غرار لاهوت التحرير مثل الآباء فلوباتير ومتياس فى الكنيسة الأرثوذكسية ووليم سيدهم ورومانى أمين الراهبين اليسوعيين بالكنيسة الكاثوليكية، وبعدهما القس سامح موريس والقس إكرام لمعى بالكنيسة الإنجيلية، هذه النخبة اختلفت عن نخبة ثورة 1919 التى تكونت من الطبقات العليا وخرجت من الكنيسة للوطن، على عكس نخبة 25 يناير التى خرجت بالكنيسة للوطن، خدام كنسيون خرجوا حاملين الصلبان فى دلالة على الخروج بالكنيسة وليس من الكنيسة، وبذلك جمعت هذه النخبة الجديدة فى «اتحاد ماسبيرو» على سبيل المثال بين النضال الوطنى والإصلاح الكنسى، وتعمدت هذه النخبة بالدم فى التاسع من أكتوبر 2011 ونقلت هذه المعمودية الشباب القبطى من تحت الصليب فى ماسبيرو إلى القيامة فى التحرير، وهكذا يلقى على عاتق المجلس الاستشارى القبطى وقياداته مثل كمال سليمان وثروت بخيت وكمال زاخر ومارجريت عازر وهانى الجزيرى وآخرين، إدراك جدل العلاقة بين الكنيسة والوطن.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى