الدولة تدار بعشوائية..وخلافات بين الجماعة والرئيس

131

 

 

أكد المستشار أحمد مكي –وزير العدل السابق- إنه استقال من الوزارة لأنه فشل سياسيا، وأغضب السلطة التي خرج مؤيدوها للمطالبة بإقالته، والمعارضة التي غضبت من بعض تصريحاته وقراراته، مشيرا الى أن الخلاف ليس معه فقط، ولكن بين الجماعة والرئيس، مؤكدا ان هناك عشوائية في القرارات داخل الدولة.

وأضاف مكي –خلال استضافته في برنامج “جملة مفيدة” على قناة “ام بي سي مصر” الاحد-: “وفيت باستقلال القضاء، فما من شكوى وردت إليّ كان يتعين تحقيقها إلا وأمرت بالتحقيق فيها، ولكني فشلت كسياسي، واعترافي بذلك ليسا عيبا.. لأن القاضي لا يصح أن يخرج عن ثوبه، القاضي يقول ما يعتقد أنه صواب، ولكن السلطة تحاول أن تستعمل القضاة كأداة من أدواتها”.

وقال المستشار أحمد مكي –وزير العدل السابق- إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ليسوا كلهم على رجل واحد، وإنما تدب الخلافات داخل الجماعة، نتيجة لوجود وجهات نظر متعددة، مؤكدا أن هناك غياب واضح لخطط إدارة الدولة.

وأضاف مكي “أحيانا تقوم الخلافات حتى بين من يتولون المسؤولية من جماعة الإخوان، وبين من يراقبون ويتابعون، أي أن الخلاف ليس معي وفقط، ولكن بين الجماعة والرئيس، والجماعة بعضها وبعض، لا هم شياطين ولا هم ملائكة، ولا هم على قلب رجل واحد”.

وتابع: “هناك عشوائية في القرارات، الباب مفتوح لاجتهادات شتى، وكل شخص واجتهاده، لكن ليس هناك خطة محددة لإدارة الدولة، هذا لم ألمسه”.

وأشار مكي إلى أن السيطرة على القضاء هو توجه في أغلب الأنظمة، وليس مقصورا على مصر فحسب، وقال:”أول توجه لأي إنسان يمسك بزمام أي أمر، أن يبحث عن حدود سلطاته، وأن يرسخ إمكانات تأثيره في كل مكان، ولكن هل وضع خطة ورسم خريطة لتحقيق هذا الهدف؟.. هذا غير موجود في مصر”.

اعتبر المستشار أحمد مكي أن قانون السلطة القضائية الذي يقضي بتخفيض سن معاش القضاة إلى 60 عاما اجتهادا خاطئا، وتوقع أنه لن يمر حتى بعد خروج مكي من الوزارة.

وأضاف: “طُرحت فكرة السن، ولو تم تنفيذها ستكون هناك مذبحة، لذلك قلت لهم إن بدأتم بهذا فأنا غير موجود في السلطة”.

وأشار مكي إلى ضرورة التنسيق بين السلطات الثلاث، وقال: “في الدول المحترمة لابد أن يكون هناك تنسيق بين الصلاحيات، حتى تكون الدولة متجانسة، لابد من أن تكون هذه السلطات محددة”.

وانتقد وزير العدل السابق فكرة خروج القضاة في مظاهرات ضد الرئيس والمطالبة بإسقاطه، وتساءل:”هل يجوز للقضاء في بلد من البلاد أن يحشدوا مجموعات من زعماء سياسيين وناشطين وغيرهم ويهتفون الشعب يريد إسقاط النظام؟.. أعتقد أنهم تعجلوا النتائج أو حكموا بالفشل على النظام، ولكن طرح خفض سن التقاعد كرد من السلطة، هو أمر خاطئ”.

قال المستشار أحمد مكي –وزير العدل السابق- إنه لا يرى أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي كرس للديكتاتورية، مشيرا إلى أن بعض المواد كانت ضرورة وقت إصداره، مستنكرا أن يكون في يد المحكمة الدستورية إقالة الرئيس أو حل مجلس الشعب.، وهناك بلاد متقدمة كثيرة في العالم لا توجد فيها محاكم دستورية مثل فرنسا وإنجلترا

وأضاف : “لحظة صدور الإعلان الدستوري كنت في القصر، عرفت أن هناك شيء طارئ، ولكن لم أكن قد اطلعت على تفاصيله، أبديت تحفظاتي، ودخلت في نقاش كبير حول ما يتضمنه الإعلان من عدوان على القضاء واستقلاله”.

ورفض المستشار أحمد مكي فكرة أن تكون المحكمة الدستورية قد حوصرت من قبل التيارات الإسلامية، مشددا على أنها كانت مظاهرات عادية ولم يمنع أي قاض من الدخول مثلما قالت وسائل الإعلام.

وأضاف: “أنا مختلف على مسألة حصار الدستورية، وهذا الموضوع أخذ مني “راقات” وفي كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء كنت أتحدث عن هذا الموضوع، ووزير الداخلية يؤكد لي أنه تظاهر وليس حصارا كما تروج وسائل الإعلام”.

وتابع: “لم يبلغني أي قاضي من المحكمة بأنه منع من الدخول، وهذا ليس تنصلا من المسؤولية، لأن مهمتي هي حماية القضاة ووكلاء النيابة، فما بالنا بقضاة الدستورية؟.. هم كبار رجال القضاة وزعمائهم، ولو حدث أي شيء ينال منهم كنت سأقف بجوارهم، ولكن هذا لم يحدث”.

وعاد مكي ليستنكر الوقفات الاحتجاجية أمام المحكمة، وقال: “الاعتصام هناك عيب، ومسيء للبلد وقضاتها ولكل رموزها، ولكن الوقفات هناك كانت تعتمد على مبدأ حرية التعبير، وهذا ما جعلني أقدم مشروع تنظيم التظاهر، الذي يؤكد على أهمية مؤسسات الدولة وضرورة التظاهر بعيدا عنها”.

ونفى وزير العدل السابق أن يكون هناك جفاء بينه وبين أعضاء المحكمة، وقال: “الجفاء بيني وبين المؤسسة نفسها بسبب موقفي الثابت من رفض حل مجلس الشعب، وهذا الموقف سأظل أتمسك به، ولكن القضاء هم زملاء أفاضل”.

دعا المستشار أحمد مكي خلفه في وزارة العدل المستشار أحمد سليمان بأن يستكمل ما بدأه، بتنفيذ تصورات للنهوض بالقضاء وأهمها مؤتمر العدالة الانتقالية، الذي توقع مكي أن يكون حلا لمشكلة القضاء.

وقال: ” استفدت من تجربتي في الوزارة، ووضعت بمعاونة إخواني تصورات للنهوض بالقضاء ولكن لم يلفت إليها أحد، أول ما بدأنا به هو أهمية بناء النظام الجديد، أسطقنا نظام حسني مبارك، والنظام الذي يليه كان لابد أن يقوم على المشاركة، لذلك وضعنا قانون حرية تداول المعلومات، وقانون الجمعيات الأهلية، وتنظيم حق التظاهر”.

وأضاف: “أطمح من إخواني وفي الزميل الذي خلفني أن يستكمل أشياء كثيرة بدأناها، ليس فقط بالنسبة للتشريعات، ولكن أيضا مؤتمر للعدالة الانتقالية أعتقد أنه سيكون حلا لمشكلة القضاء ومشاكل المرحلة في مصر”.

اعتبر المستشار أحمد مكي أن تغيير صورته لدى البعض بسبب توليه وزارة العدل أمر صحي، ولا يضيره في شيء، لأنه بشر يصيب ويخطئ، مشددا على أن أخطاءه قد تكون ذات فائدة لمن يأتي بعده في الوزارة.

وقال: “معرفة الحقيقة أفضل من العيش في الوهم، لا أريد أن يعتقد أحد أنني بطل من الأبطال، الناس أسرى ظروفها وأوضاعها، الله أعلم بهم”.

وأضاف: “حاولت أن أؤدي واجبي ما استطعت، وأديت عملي ما استطعت، كون الحصيلة في نظر البعض أن صورتي اهتزت، فلعل ذلك يساعد من يأتي بعدي ويُلتمس له العذر، ويقال إن هناك شخص أخطأ”.

اخر تحديث: 13/05/2013 04:41 توقيت القاهرة

تعليق علي الموضوعإرسال لصديقطباعة الصفحة

تعليقات القراء

الاسم : مصطفى

ماحدث من حصار للمحاكم وتعدى على القضاء وتعييين نائب عام من قبل السلطة التنفيذية والاعلان الدستورى الذى اسقطه الشعب فى عهدكم الميمون لم يحدث ايام حسنى مبارك نعم الانسان يخطىء ويصيب ولكن لا يخطىء من اول يوم فى الوزارة والصواب الوحيد هو خروجه منها

الاسم : نشات من الاسكندريه

لماذ لم تحول بعد المجيد الى التفتيش قول لو عندك

الاسم : سمرحسين

لما خرجت من الوزاره ومن المنصب دلوقت بس اعترفت بان هناك انشقاق بين الرئاسه والجماعه واصلا ايه دخل الجماعه المحترمه فى امور الرئاسه اصلا اقولك خلى كل واحد فى شغله احسن والا ايه

الاسم : جمال الديب

رجل محترم لو تولى الوزارة فى عهد غير عهد الأخوان كان عمل أنجاز غير مسبوق

الاسم : علاء الجندى

انتا شيخ من شيوخ القضا اذ سقط القضاء فعلى الدولة السلام

الاسم : محمد المصرى

المهم يا سعادة المستشار و ليس الوزير السابق هكذا أحببت بمناداتك لانك قاضى أولا و أخيرا الحمد لله خروجك من الوزير سليم كما عرفك من يعرفوك و المؤثر من حديث خوفك على نشأ جيل لا يحب مصر كما قال حفيدك و أثر فيك و فينا أيضا و لكن هل يلتمس العذر لكل مخطىء و خصوصا كلما زادت المسئوليه و أصبح المسئول عنهم ليس فقط أهله أو موظفيه و لكن شعب بأكمله فأين نلتمس له العذر يا سيادة المستشار و هذه الثقافه للاسف تناسيناها و أصبح لكل مخطىء عذر و منفذ يهرب به من مسئوليته مهما كبر جرم خطأه و أعذرنى

الاسم : Dr.Wael

المستشار مكي محترم قبل الوزارة وداخلها وحينما خرج منها. وفقه الله للحكمة فهو من رموز الأستقلال المحترمين الثابتين على المواقف. اتمنى لو نادي القضاة المحاكم بهم اممممثاله

الاسم : مصرى

ال……كتير فى مصر

الاسم : الزهايمر كتير فى مصر

المشكلة اصلا فى الزهايمر مصر مليانة ناس كتير زهايمر ومتمسكين بالكراسى ولا يعترفون بالاخر وللاسف الشديد بيفتكرون انهم سوف يعيشون مدى الحياة

الاسم : عبد الله المصري أدم

يقول الله تعالي “اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ” , يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه … فتلك عبادتهم) , وأيضاً تلك عباده من “يُقسِم علي السمع والطاعه” فيستحل ماحرم الله تعالي مِن كَذِب وتزوير وخيانه الأمانه وحنث باليمين ورِبا وترويع لأمنين والترخيص بالأتجار في المُسكِرات والغش والتدليس بدعوي “ضرورات تبيح محظورات” لتحقيق مكاسب باطله . يقول الله تعالي “‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء” صدق الله العظيم .

الاسم : مجدي

أنت سياسي ……….. لأنك لم تتمكن من التنبؤ سلفا بطبيعة السلطة التي تعاونت معها، ونحن ناخبون …… لأننا بالمثل لم نستطع التنبؤ بحيادية الرئيس الذي انتخبناه، وهناك من هم أكثر منا …….، وأعني مجموعة الدارسين والباحثين والمتخصصين في فكر جماعات الإسلام السياسي والذين لم نحصل من خلالهم على تحذيرات واضحة قبل الانتخابات. المشكلة مع الجماعة الحاكمة أنها خططت لتسيطر على الحكم إلى الأبد لمجرد أنها وصلت إليه مرة واحدة، وهي خطة تلخصها كلمة واحدة: التمكين.

الاسم : عليان عبدالله

آمال كنت عامل فيها الديب السحلاوي وقاعد عمال تدافع عنهم ليه يا ………..

الاسم : حسن على

رجل محترم كان يحمل افكار جاده وحكيمه يمكن ان تخرج مصر من محنتها السياسيه وبالتالى الاقتصاديه وخروجه من الوزاره سقطه من سقطات الا……. الدين بدات تتساقط شعبيتهم يوما بعد يوم قبلوا او لم يقبلوا

 

 

الجورنال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى