«أوباما» يقبل دعوة «منصور» لحوار استراتيجى

أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الشراكة مع مصر تزداد قوة عندما يكون هناك حكومة منتحبة فى مصر، معلناً قبول الرئيس الأمريكى باراك أوباما، دعوة الرئيس منصور إلى إجراء حوار استراتيجى بين البلدين، قائلاً: «نحن نقبل هذه الدعوة وندخل فى حوار استراتيجى، لأن مصر عنصر رئيسى فى المنطقة».
وشدد «كيرى» خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره المصرى نبيل فهمى، أمس على «أن مساعدات الولايات المتحدة تسير وفق القوانين الأمريكية، ولا نريد تعطيل أى مساعدات لمصر»، مؤكداً أن الولايات المتحدة سوف تستمر فى تقديم الدعم فى مجال الصحة والتعليم والقطاع الخاص، ومساعدة مصر فى تأمين حدودها ومكافحة الإرهاب فى سيناء.
وأضاف «كيرى»: «ناقشنا بإيجاز القرارات الأخيرة المتعلقة بالمساعدات الأمريكية لمصر، واتفقنا على أن العلاقات الأمريكية – المصرية لا تُعرف من خلال المساعدات، وهناك أمور أكبر من ذلك تحدد هذه العلاقة، وأدركنا أن حجب بعض المساعدات لم يؤد لأى ردود إيجابية، وهذا قرار يعكس القانون الأمريكى، وهذا يتعلق بالأحداث التى جرت فى مصر، ونحن ملتزمون بعدم إيجاد أى أشياء سلبية فى هذه العلاقات، والمساعدات مستمرة للشعب المصرى فى الشق الاقتصادى».
وأوضح الوزير الأمريكى أنه اتفق مع «فهمى» على ضمان إعطاء المصريين الحق فى محاكمات عادلة وقانونية وشفافة وأن يحاكم المدنيون أمام محاكم مدنية، وأكدنا ضرورة إنهاء أعمال العنف والإرهاب، وأن يعملوا على ضبط النفس. وتابع «كيرى» أن الولايات المتحدة تدين جميع أعمال العنف فى سيناء، ونددنا بالهجوم على الكنائس وقوات الأمن فى مختلف أرجاء مصر، مضيفاً: «ندعم شعب مصر، ونريد أن تستمر مصر قائداً فى الشرق الأوسط، ولا يخفى على أحد أن هذه أوقات صعبة والشعب المصرى أثبت للعالم قوته».
«فهمى»: تلقيت مؤشرات إيجابية على إمكانية استمرار العلاقات مع واشنطن بعد الجلسة المغلقة مع «كيرى»
وقال «كيرى»: «نحن نعرف تماماً أن الرئيس أوباما يؤكد أن الطريق للأمام فى يد الشعب المصرى ليقرره، ومستمرون فى التعامل مع الحكومة المؤقتة بمصر، وأثق أن هناك اتفاقاً على تنفيذ خارطة الطريق للتقدم إلى الأمام، ونتطلع للعمل سوياً لمواجهة التحديات التى تقف أمامنا، وأؤكد أن العلاقة بين تقدم مصر فى تحولها الديمقراطى ونجاحها الاقتصادى».
وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن هناك مؤشرات على أن قادة الجيش المصرى مستعدون لإرساء الديمقراطية، وأضاف فى مؤتمر صحفى مع نظيره المصرى نبيل فهمى: «إلى أن يثبت عكس ذلك هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن مصر تتحرك لتحقيق خارطة الطريق الديمقراطية، ويجب أن يساعد الجميع على تحقيق ذلك».
وأشار «كيرى» إلى أن خريطة الطريق تسير فى الاتجاه الصحيح، ومع الاستقرار تأتى الوظائف والاستثمارات والنمو الذى يريده الشعب المصرى، والولايات المتحدة تؤمن أن الشراكة مع مصر تزداد قوة عندما يكون هناك حكومة منتحبة فى مصر، فمن مصلحة الجميع أن تشهد مصر دستوراً يسمح بمشاركة المجتمع المدنى ويرسخ الحريات. ورحب «كيرى» بإعادة تأكيد نبيل فهمى التزام مصر تنفيذ خارطة الطريق التى تدفع مصر إلى الأمام نحو الديمقراطية الشاملة والاستقرار الاقتصادى وأن التحول ينتج عنه دستور يمثل الجميع.
وأشار «كيرى» إلى أن لا شىء يحقق الثقة والاستقرار الاقتصادى إلا من خلال حكومة منتخبة، قائلاً: «نحن سندعم هذه العملية فى مصر، موضحاً أن عمل لجنة الخمسين يعكس الوصول إلى الديمقراطية والتقدّم نحوها. ومن جانبه قال وزير الخارجية نبيل فهمى: «ذكرت من قبل أن العلاقات مع الولايات المتحدة مضطربة، ولكن الجلسة المغلقة مع (كيرى) كانت فرصة لشرح الصوت المصرى وتطلع مصر لتكون من الدول الرائدة ديمقراطياً، وهذا التزام من الشعب المصرى، وإن حديث وزير الخارجية الأمريكى معى فى الجلسة المغلقة وما ذكره عن تأييد الولايات المتحدة لتنفيذ خارطة الطريق، كلها مؤشرات على أننا نسعى جميعاً لاستئناف العلاقات بشكل جيد بيننا». من جانبه رفض حزب التجمع زيارة جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، لمصر فى هذا التوقيت؛ لأن موعدها يؤكد أنه جاء للاطمئنان على العميل محمد مرسى، الرئيس المعزول، قبل يوم من محاكمته، إلا أن «كيرى» لن يفلح فى مقايضة «المعزول»؛ لأنه «جاسوس من طراز خاص»، حسب الحزب.
من جانبه، قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، لـ«الوطن»: إن زيارة «كيرى»، جاءت للتأكد من وجود ضمانات حقيقية لنزاهة محاكمة «مرسى» التى تبدأ اليوم.
الوطن