
الدكتور عمرو الشوبكي- الباحث السياسي وعضو الهيئة الاستشارية لحزب العدل
صفاء عصام الدين
وصف خبراء ومحللون سياسيون مبادرة حزب النور، التي طالبت بحكومة إنقاذ وطني، ووقف أخونة الدولة، بأنها “مناورة سياسية” قبيل الانتخابات، وإنهاء للتحالف السياسي مع الإخوان المسلمين، مع بداية التلاقي مع القوى المعارضة، خاصة جبهة الإنقاذ الوطني، مؤكدين أن هذا “التلاقي الجديد سيكسر حالة الاستقطاب المدني الديني، وينهي توظيف جماعة الإخوان للسلفيين باسم الدين”.
واعتبر الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مبادرة حزب النور وتقاربها مع مطالب جبهة الإنقاذ الوطني، تعكس أزمة انفراد الإخوان المسلمين بحكم الدولة، مضيفًا “أهمية هذه المبادرة أنها تكسر الاستقطاب الإسلامي – المدني، وتنهي توظيف الإخوان المسلمين للسلفيين حول قضية الشريعة”، مشيرًا إلى “استخدام الإخوان للشريعة هدفه جذب السلفيين إلى تجمعاتهم، مثلما حدث في الحشد عند جامعة القاهرة، وكان الهدف الأساسي منه تأييد الإعلان الدستوري، الذي أصدره الرئيس محمد مرسي”.
وشدد الشوبكي على أن هذه المبادرة تعكس درجة من النضج السياسي، وتوضح أن المشكلة في مصر سياسية ولا علاقة لها بالدين، مضيفًا “أدرك السلفيون أن الخطر ليس على الشريعة؛ وإنما في نظام استبدادي يحتكر السلطة”.
واستبعد الشوبكي، أن يكون هدف مبادرة حزب النور تحقيق مكاسب سياسية قبيل انتخابات مجلس النواب، وقال: “المبادرة تحقق مكسبًا، لكنها أكبر من مجرد حسابات انتخابية، فحاليًا لا يوجد حلفاء للإخوان، ومن ثم بدأ حزب النور التحرك بشكل مستقل عنهم”.
كما استبعد الشوبكي، أن تتخذ جماعة الإخوان قرارات جذرية تؤثر في طريقة إدارتهم للدولة، مضيفًا “لا أعتقد انهم قادرون على اتخاذ قرارات جذرية في طريقة إدارتهم للدولة والحوار، لكن سيحاولون المناورة لكسب بعض النقاط، ومن الوارد أن تقدم تنازلات، ولكن لن تكون كبيرة”.
فيما قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية: “إن تغير الحلفاء للإخوان يتوقف على أهداف وقضايا محددة، فليس للإخوان حلفاء فيما يتعلق بأداء الحكومة والسيطرة على الدولة”، مضيفًا “في هاتين النقطتين يقف الإخوان وحدهم، ومباردة النور ترفض السيطرة على الحكومة وترفض الأخونة”، مضيفًا “لكن الوضع يختلف في قضايا أخرى؛ مثل قضية الدستور؛ حيث يقف السلفيون والتيارات الإسلامية مع الإخوان المسلمين”.
لكنه أكد أن توافق مبادرة النور مع مطالب جبهة الإنقاذ الوطني، يمثل “تطورًا هامًا لكسر حالة الاستقطاب، ويفتح الباب للقاء موسع مع الجبهة والأحزاب الإسلامية، فلا تظهر على أنها ترفض الحوار مع الإسلاميين”.
وبشأن دوافع النور لإصدار مبادرته، قال السيد: “لا شك أن الدافع الأساسي له اعتبارات انتخابية ومناورة لهذا الغرض”، مشيرًا إلى أن حزب “الحرية والعدالة” هو المنافس الرئيسي لحزب النور، قائلا: “الحزبان يتنافسان على الناخب نفسه، وهناك احتمال أن يتحول أنصار الحرية والعدالة إلى النور فالحزب الأخير يستهدف جمهور الإخوان”.
مشيرًا إلى أن طلب رئيس حزب الدستور، محمد البرادعي، بعقد لقاء بين الرئيس ووزير الدفاع وقيادات جبهة الإنقاذ والحرية والعدالة والسفليين، يؤكد أن “الجبهة” لا ترفض الحوار شريطة أن يكون جادًا، وأن يلتزم الرئيس بما يسفر عنه من نتائج.
وبشأن وجود وزير الدفاع في الحوار، قال السيد، إنه: “أمر طبيعي بعد تحذير السيسي من أن الصراع بين القوى السياسية يهدد الدولة”، موضحًا “وجوده في هذا اللقاء لإثبات أن الجبهة لا تسعى لتفكيك الدولة، وأنها حريصة على تماسكها”.
من جانبه، أكد دكتور مصطفى حجازي، المحلل السياسي، أن مبادرة النور تؤكد خسارة الإخوان لحلفاء سياسيين، مشددًا على أهمية النظر للمبادرة في سياق واقع سياسي، يحاول فيه النور تحقيق مكاسب، مضيفصا “يقينا لايزال حزب النور، في عقيدته، يعتبر التيارات المدنية محرك الفساد في المجتمع وخصمًا سياسيًا له”، متسائلا: “ماذا لو تشكلت لجنة لتعديل الدستور هل سنرى السلفيين أقرب لطرح الدولة المدنية؟”
وأضاف “النور يتحرك بشكل ذكي وفي لحظة ما قرر الانفصال عن الإخوان وتحقيق مكاسب سياسية من التيار المدني”، داعيًا القوى المدنية إلى عدم الانعزال عن التيار السلفي، متابعًا “حين أتحدث مع خصم سياسي لابد من معرفة ماذا أريد منه وماذا يريد مني، خاصة أنه لا يوجد تيار له قدرة على السيطرة على الشارع”، واصفًا اتفاق السلفيين والتيار المدني بأنه تلاقي لفكرة تقوم على مبدأ “عدو عدوي صديقي”.
بوابة الشروق
زر الذهاب إلى الأعلى