ترقب للاقتراع وعنف متواصل بباكستان

بدأ العد التنازلي للانتخابات التشريعية في باكستان وسط تواصل أعمال عنف تلقي بظلالها على هذه الانتخابات التي توصف بالتاريخية، إذ إنها المرة الأولى التي تنهي فيها حكومة مدنية فترتها في السلطة وتستعد لتسليمها إلى حكومة أخرى.
وفيما انتهت الحملات الانتخابية عند منتصف الليلة الماضية، تتواصل أعمال العنف ذات الصلة بالاقتراع، حيث قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 15 بجروح اليوم الجمعة في تفجير استهدف سوقا تجارية في المنطقة القبلية.
وانفجرت القنبلة في سوق في مدينة ميرانشاه في ولاية وزيرستان الشمالية القريبة من أفغانستان، والتي تعتبر معقلا لمسلحي حركة طالبان باكستان وغيرهم من المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وترى حركة طالبان الانتخابات منافية للإسلام، وتعلن المسؤولية عن الكثير من الهجمات التي جعلت انتخابات الغد الأكثرَ دموية في تاريخ البلاد، وتوعدت الحركة أمس الخميس بشن هجمات في يوم الاقتراع.
وسعيا لتأمين أجواء الانتخابات، تمت تعبئة حوالي ستمائة ألف من أفراد الأمن والجيش. وأوضح
متحدث باسم الجيش أنه تم نشر ثلاثمائة ألف فرد أمن من بينهم 32 ألفا من الجيش في البنجاب أكثر أقاليم البلاد ازدحاما بالسكان، كما سيتم نشر 96 ألف فرد أمن آخرين في شمال غرب البلاد الذي يعتبر من معاقل حركة طالبان.
توقعات ووعود
وفي آخر التحركات الدعائية قبل الاقتراع، تجمّع أنصار زعيم حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف في مسيرة حاشدة في إقليم لاهور شرق البلاد تأييدا له قبيل إجراء انتخابات السبت.
وتوقع شريف خلال مخاطبته أنصاره بأن حزبه سيشكل الحكومة بعد فوزه بالانتخابات. وكانت استطلاعات الرأي توقعت فوز حزب شريف الذي أطيح به بانقلاب عسكري عام 1999، وقد تعهد شريف بإنقاذ الاقتصاد وإعادة سياسات السوق الحرة وتحقيق نمو سريع.
في غضون ذلك، تزايدت شعبية حزب نجم الكريكيت السابق عمران خان، وهو ما يزيد من احتمالات انتخاب برلمان متشرذم وأسابيع من المداولات لتشكيل حكومة ائتلافية.
ويرقد خان (60 عاما) في المستشفى مصابا بعد أن سقط الأسبوع الماضي من رافعة كانت تحمله إلى منصة خلال تجمع انتخابي في وقت سابق من الأسبوع، وهو ما أكسبه تعاطف الناخبين.
وفشل الأحزاب في تقدم السباق بفارق كبير يثير احتمالات مجيء حكومة ضعيفة، مما يقضي على مناخ التفاؤل بأول انتقال بين حكومة مدنية وأخرى في دولة حكمها الجيش أكثر من نصف سنوات استقلالها.
ويختار الناخبون 272 مرشحا لعضوية الجمعية الوطنية، وحتى يحقق الحزب أغلبية بسيطة عليه أن يشغل 137 مقعدا. وقالت لجنة الانتخابات إنه تم توزيع نحو 179 مليون ورقة تصويت على نحو سبعين ألف مركز في مختلف مناطق البلاد.
اخبارك