«أنصار بيت المقدس» وراء تفجير «معسكر الإسماعيلية»

كشفت مصادر أمنية مسؤولة في شمال سيناء أن منفذي عملية «تفجير معسكر الأمن المركزي في محافظة الإسماعيلية»، التي وقعت الخميس الماضي، ينتمون لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، وقالت إن معلومات وردت عن هروب 10 من عناصر التنظيم من سيناء قبل أسبوعين، يشتبه في ضلوعهم بارتكاب الحادث.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها، السبت، أن «من بين العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ العملية الإرهابية كلا من (ي. س) و(م. ر) و(س. ح) و(م. س)، وأثبتت التحريات هروبهم إلى البر الغربي لقناة السويس».
في السياق نفسه، أنهى فريق النيابة العامة برئاسة المستشار هشام حمدي، المحامي العام لنيابات الإسماعيلية، سؤال المصابين في التفجير، وطلب سرعة تحريات الأمن الوطني حول الواقعة، واستعجال تقرير المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات عن كمية المواد داخل السيارة المفخخة، وتحديد نوعها ومداها، والتي تسببت في تحطم السور الخارجي لمعسكر قوات الأمن المركزي، وسيارات خاصة بمواطنين.
وقال مصدر قضائي إن النيابة قررت انتداب فريق من مكتب النائب العام، لسؤال الضباط المصابين، بمستشفى المعادي العسكري، بعد تحسن حالتهم الصحية، وإن مصابين في الانفجار قالوا إنهم شاهدوا سيارة بيضاء اللون تقف أمام المعسكر لمدة ثوانٍ، ونزل منها شخص استقل سيارة أخرى مجهولة، وأثناء توجه أحد المجندين المكلفين بتأمين البوابة الرئيسية للمعسكر، للاستعلام عن السيارة، وقع الانفجار، ما أدى إلى استشهاد زميلهم، وإصابة العشرات.
ووسعت أجهزة الأمن دائرة الاشتباه والفحص حول موقع الانفجار، لمحاولة التوصل إلى أي معلومات عن أسباب وقوع الحادث.
وواصلت قوات الجيش والشرطة حملاتها الأمنية ضد المشتبه في تورطهم بارتكاب عمليات إرهابية ضد أفراد الأمن بشمال سيناء، وتمكنت القوات من مداهمة بعض البؤر الإرهابية بالمناطق الواقعة جنوب مدينتي العريش والشيخ زويد، وأحرقت عددًا من العشش، وفتشت أوكارًا للإرهابيين.
وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة على الأكمنة، خاصة الواقعة على الطريق الدولي «العريش – رفح»، وعلى الطريق الدائري لمدينة العريش وطريق المطار.
وقال شهود عيان لـ«المصري اليوم» إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف، مساء الجمعة، بمدينة الشيخ زويد ومنطقة المزرعة، جنوب مدينة العريش، واتضح أنها طلقات نارية تحذيرية أطلقتها قوات الأمن طوال الليل، خشية تسلل الإرهابيين إلى الأكمنة والمقار الأمنية.
وواصلت قوات الأمن فرض حظر التجوال للأفراد والسيارات على جميع الطرق خارج مدينة العريش، بعد صلاة المغرب، الجمعة، وتم إغلاق الطريق الدولي، حتى السادسة صباحًا، ومنع وصول الأفراد إلى المقار الأمنية الواقعة في محيط ديوان عام المحافظة، خاصة مقار مديرية أمن شمال سيناء، ومقار المخابرات الحربية والعامة، وأقسام أول وثان وثالث العريش، بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إلى المقار الأمنية.
وأعلنت قوات الأمن حالة الاستنفار القصوى على مداخل ومخارج مدن المحافظة، ونشرت الأكمنة المتحركة والثابتة، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على المقار الأمنية ومعسكرات الأمن المركزي، خشية تعرضها لأي استهداف من قِبَل العناصر الإرهابية.
من جهة أخرى، أدانت المنظمة المصرية لإدارة الأزمات وحقوق الإنسان بالمحافظة عملية استهداف معسكر الأمن المركزي، وقالت إنه «عمل إجرامي من خارجين على القانون، وتجب ملاحقتهم عسكريًا».
وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«المصري اليوم» أن الجيش الثاني الميداني يقترب من حسم معركته مع الإرهاب في سيناء، والقضاء على الجماعات المسلحة التي تتهاوى أمام ضربات الجيش، مشيرة إلى أن الجيش قضى على عدد كبير من الإرهابيين، بينهم زعماء للتنظيمات الجهادية في سيناء، خلال عمليات نوعية ضد أوكار الإرهاب وتجمعات المسلحين، وقتل العشرات منهم في مناطق متفرقة من العريش.
وأضافت المصادر أن «أحد الأجهزة الأمنية استطاع على مدى الأسابيع الماضية تحديد عدة مواقع وبؤر لمراكز قيادات المجموعات المسلحة، وتم استهداف بعضها، وسقوط عدد من مسلحي تنظيمي أنصار بيت المقدس والجهادية السلفية».
المصرى اليوم