مونوز: ما زال بدني يقشعر

2023896_medium

 

بل عام واحد فقط، كان مويسيس مونوز على وشك الموت في حادث سير. ولكنه في الأخير نجا هو وعائلته واضطر لترك الملاعب لعدة أشهر وبقي مركزه كأساسي في فريق أمريكا معلقاً في الهواء. لا أحد كان يتصور في ذلك الوقت أنه بعد بضعة أشهر سيكون بطل أحد أهم اللحظات في تاريخ النادي.

في الدقيقة 93 من النهائي الأخير للبطولة الختامية 2013 ضد كروز أزول، صعد مونوز إلى منطقة الجزاء في آخر ضربة زاوية ينفذها فريقه الذي كان بحاجة إلى هدف واحد لتعديل النتيجة. طارت الكرة في السماء وارتقى عالياً ليسدد ضربة رأسية محكمة استقرت في الشباك. ولم يكتف مونوز بهذا فقط، بل تألق أيضاً بعد ذلك في ضربات الترجيح وصد الركلة الأولى التي كانت حاسمة ليتوج فريقه بطلاً للدوري المكسيكي بعد ست سنوات من الجفاف. مباشرة بعد هذا الإنجاز الكبير، تحدث حارس مرمى أمريكا حصرياً لموقع FIFA.com.

الإستمتاع بكل يوم
يعرف هذا الحارس، البالغ من العمر 33 سنة، أكثر من غيره، بأن النجاح لا يُهدى. حيث أطلق مونوز الذي ما زال متأثراً لكل ما عاشه خلال الأشهر القليلة الماضية العنان لمشاعره قائلاً “أنا محظوظ للغاية لأنني أعيش هذه اللحظات الجميلة بعد كل ما حدث لي. إنه أكبر إنجاز في مسيرتي الرياضية. أسترجع لحظة الهدف والفوز باللقب و…ما زال بدني يقشعر!”

كثيراً ما يقال بأن الرجال لا يجب أن يبكون، ولكن عندما يتغلب المرء على الصعاب بتلك الطريقة تكون الدموع دليلاً على شيء أكبر من الرياضة. حيث اعترف حارس أمريكا قائلاً “بالطبع بكيت. لم أبك أبداً في حياتي مثلما بكيت في تلك اللحظة. لقد تبادر إلى ذهني كل ما حدث لي في السابق: حادث السير وما قلته بعد شفائي: لا أعتقد بأن ما حدث هو محض صدفة. أنا هنا لسبب ما وأحد هذه الأسباب أن أكون بطلاً.”

 “
لم أصدق بعد كل ما حدث. أعرف بأن الجميع سينظر إلي الآن بشكل مختلف، لهذا أريد أن أكون في مستوى تطلعاتهم. كما أريد أن أوضح بأننا جميعاً نستحق الإعتراف والإعتزاز، رغم أنني كنت المحظوظ هذه المرة.

 

ربما لهذا السبب، عندما بدا أن الخسارة أصبحت مؤكدة، وجد فريق أمريكا ضالته في حارس مرماه. قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة، كانت كتيبة النسور بحاجة إلى هدفين للمرور إلى الشوطين الإضافيين. سجل الكابتن أكيفالدو موسكيرا الهدف الأول وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع كان مونوز في موعد مع التاريخ. ويتذكر الحارس البطل تلك اللحظة قائلاً “عندما أعلن الحكم عن ضربة زاوية لم أفكر في الأمر مرتين وصعدت دون تردد.” ثم أضاف مسترسلاً “في منتصف الطريق التفت إلى دكة البدلاء لأرى إذا كان “بيوخو” (ميجيل هيريرا، مدرب أمريكا) سيوقفني، ولكنه أشار لي بيديه بالتوجه إلى الهجوم.”

بطبيعة الحال، فإن الأمر لم ينته عند هذا الحد. حيث واصل مويسيس – الذي دافع في مسيرته الحافلة عن ألوان فريق موريليا وأتلانتي والآن أمريكا – سرد قصته قائلاً “لحسن الحظ أن أوزفالدو مارتينيز رآني وقرر أن يضع الكرة في الزاوية البعيدة حيث كنت متموقعاً. لقد صعدت مرات عديدة في الماضي في الدقائق الأخيرة، ولكن التمريرات كانت قصيرة ويتم إبعادها من طرف الدفاع…وأعود راكضاً بسرعة إلى المرمى! (يضحك). إنها المرة الأولى التي تتجه الكرة نحوي. يا لها من لحظة!”

بطل بلا منازع
بعد ذلك تم اللجوء إلى ضربات الترجيح. رغم أن مونيوز كان على أتم الإستعداد إلا أنه ترك كل شيء، مرة أخرى، في أيدي غريزة البقاء وقال “اعتمدت على مشاعري في لحظة التسديد. عموماً، يمكنني توقع مكان الكرة من خلال نظرة اللاعب، وعادة ما يكون توقعي في مكانه. لقد صدقت توقعاتي جميعها إلا في مرة واحدة وفي المرة التي تصديت فيها للكرة، حينها توجهت إلى الجانب الأيمن، ولكنني شعرت بأنه يجب أن أنتظر بعض الشيء، لذلك تمكنت من التصدي للكرة بقدمي.”

وارتقى هذا الإنجاز بالحارس مونوز إلى مصاف أساطير نادي أمريكا الذي لن ينسى جمهوره أبداً حارسهم الأسطوري. ويبدو مويسيس مستعد لتحمل المسؤولية ولهذا أكد بتواضع قائلاً “لم أصدق بعد كل ما حدث. أعرف بأن الجميع سينظر إلي الآن بشكل مختلف، لهذا أريد أن أكون في مستوى تطلعاتهم. كما أريد أن أوضح بأننا جميعاً نستحق الإعتراف والإعتزاز، رغم أنني كنت المحظوظ هذه المرة، لأنه لا أحد منا يلعب وحده. لقد فزنا بالبطولة معاً.”

واضطر الحارس البطل إلى قطع حديثه بسبب كثرة الطلب عليه من قبل الصحفيين والمشجعين، ولكن قبل ذلك أفصح لنا عن لحظة حميمية تعبر عن مستواه الكبير “قبل انطلاق ضربات الترجيح، اقتربت من خيسوس كورونا (حارس مرمى كروز أزول) وهنأته على المباراة التي لعبها وعن المستوى الكبير الذي يقدمه مؤخراً. كما أوصيته بالدفاع جيداً عن مرمى المنتخب الذي سيلعب قريبا من أجل التأهل إلى كأس العالم. بعد ذلك، احتضنته وتمنيت له التوفيق في سلسلة ضربات الترجيح وأخبرته بأنه، بغض النظر عن النتيجة، أنا سعيد بتواجدي هناك.”

 

فيفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى