متى يستقيل البابا؟.. أبرز استقالات باباوات روما منذ العصور الوسطى

جاءت استقالة البابا بنديكت السادس عشر، كالصاعقة، ليس لأنها أتت مفاجأة فقط حتي لأقرب أعوانه، ولكن لأنها سابقة لم تحدث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الوسطي، أي قبل ستة قرون، حيث يعود تاريخ آخر استقالة للعام 1415 حين استقال البابا جريجوري الثاني عشر لإنهاء ما أسماه بالشقاق الغربي.
ورغم المفاجأة، إلا أنه بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية فإنه لا يوجد أي مانع نظري يوقف البابا من اتخاذ قراره بالاستقالة، حيث لا يوجد سن لتقاعد البابا، وحسب القانون الكنسي، لا يوجد أي شروط لصحة هذه الاستقالة سوي أن تكون بحرية، وأن تعلن بشكل ملائم، لكن لا يوجد بابا فعل هذا منذ العصور الوسطي.
ويرصد دايفيد ويلي في تقرير “بي بي سي”، أبرز وقائع الاستقالات في تاريخ الكنيسة:
في عام 2005 كشف النقاب عن أن البابا يوحنا بولس الثاني، قد قرر الاستقالة قبل خمس سنوات من وفاته حين بلغ سن الثمانين، حيث ذكر في وصيته أنه كان يأمل في أن يرشده الرب ليعرف كم من الزمن عليه أن يقضي في منصبه.
هناك أيضاً التقارير التي كتبها مؤرخون حول عن أنه خلال الحرب العالمية الثانية فإن البابا بيوس الثاني عشر، قد كتب ورقة قال فيها إنه إذا خطف من قبل النازيين فإنه يعتبر نفسه مستقيلاً وأنه يجب اختيار خلف له.
ويذكر أن الفاتيكان كان قد أجل الإفراج عن أرشيف البابا بيوس الثاني عشر بسبب نزاع وخلاف حول موقفه من الهولوكوست النازي، ولذلك فلا توجد أي وثيقة تثبت أن ما يقوله المؤرخون صحيح بشكل تام.
ولكن حادث الاستقالة الأبرز في تاريخ الكنيسة وقبل الأخير، يعود إلي القرن الخامس عشر حين استقال البابا جريجوري الثاني عشر من منصبه، وكان يتولي في الفترة بين 1406 – 1415، واستقال لكي ينهي الشقاق الغربي، إذ كان هناك ثلاثة باباوات يتنازعون كرسي البابوية في ذلك الوقت – بابا روما جريجوري الثاني عشر والبابا بنديكت الثالث عشر وجون الثالث والعشرون.
وقبل أن يستقيل استدعي البابا جريجوري الثاني عشر المجلس الكنسي، وخوله لاختيار خلفه.
وتعود الاستقالة الوحيدة الأخري المهمة إلي عام 1294 حين استقال البابا سيلستين الخامس بعد خمسة أشهر فقط من انتخابه، مصدراً مرسوماً رسمياً يعلن فيه أنه من حق البابا أن يستقيل وفعل هو.