«السيسى» يخرج من الوزارة!

67

 

 

انزعج الكثيرون بعد قراءة مقال «عملية اصطياد الجيش المصرى»، المنشور صباح «الخميس».. تزايدت حالة الشعور بالرعب والقلق.. منهم ضباط جيش.. منهم كُتّاب، ومنهم قُرّاء.. أتوقف عند اتصال الكاتبة الصديقة والإعلامية القديرة فريدة الشوباشى.. كانت ثائرة كعادتها.. قالت: عاوزه أصرخ.. عاوزه أعيط!.. معقول كده؟.. الجيش فين؟.. المؤامرة أكبر مما يحتمله شعب بعد ثورة كبرى!

لا جدال أن قصة إنهاك الجيش واردة.. إما لأن هناك من يريد أن يرتاح سنوات طويلة من احتمالات حرب.. إسرائيل هى المستفيدة بالطبع.. وإما لأن هناك قوى سياسية تريد أن تعيد هيكلة الجيش لصالحها.. سواء فى إطار الأخونة، أو فى إطار خلق جيش بديل.. هؤلاء معروفون طبعاً.. ربما كان الضابط المتقاعد أشرف أبوالهنا يقصد هؤلاء.. فى كل الأحوال اللعب أصبح على المكشوف!

لا شىء أصبح فى الظلام.. الخطة الآن على المائدة.. سواء عند الجيش أو عند الطرف الآخر.. الأكثر غرابة أن إسرائيل تأتى فى مرحلة متأخرة.. الخوف من صديق جاهل، أو غافل، أو مجنون.. هذا الصديق هو من صرخت منه فريدة الشوباشى.. مصدر رعب الذين استقبلوا الصدمة.. لا أظن أن الأمر سيمرّ على عمليات الجيش.. أقرأ بوادر المؤامرة فى إهانة رموز الجيش!

لا أستطيع أن أتجاهل تطاول الشيخ حازم على الفريق السيسى.. إسقاط هيبة الجيش مقدمة لإسقاط الجيش نفسه وتنفيذ المؤامرة.. ما معنى أن يصف أبوإسماعيل قائد جيش مصر بأنه ممثل، بما تحمله هذه الكلمة من دلالات عند السلفيين؟.. ما معنى أن يواصل هؤلاء العدوان على الشرطة، ثم الأمن الوطنى، ثم الجيش؟.. معناه أن المؤامرة لا تخرج عن تصور الضابط «أبوالهنا»!

يهمنى أن أشير إلى عدم معرفتى بالضابط المذكور.. لا أعرفه، ولا اتَّصل بى، ولا ظهر بعد النشر.. كل ما حدث أنه اختصنى بإيميله.. وكل ما فعلته أننى تركت لكم تقدير خطورته.. هل استهدف بالنشر كشف اللاعبين بالنار؟.. هل استهدف أن تكون الخطة متاحة لمن ينفذها؟.. هل اختصنى لتنشر الخطة على نطاق واسع؟.. هل اختار اسماً غير اسمه الحقيقى؟.. هل أصبح الجيش هدفاً؟!

لماذا تصمت المؤسسة العسكرية؟.. لماذا أصدرت بياناً تؤكد براءتها مما نُسب إليها حول تعقب الشيخ حازم؟.. هل ينتظر الفريق السيسى حتى يتهموه بأنه خائن، على طريقة وزير الداخلية أحمد جمال الدين؟.. هل صمت السيسى ثورة؟.. هل مغازلة الرئيس لـ«السيسى» رد اعتبار لوزير الدفاع؟.. هل هى رد اعتبار للمؤسسة العسكرية؟.. ماذا يريدون منها؟.. نريد أن نفهم؟!

لم يتوقف الإعلام أمام دموع محمد فؤاد ومى كساب.. لم يكن موقفاً تمثيلياً أبداً.. كانت لحظة قلق على جيش مصر.. لحظة خوف على مصر.. ربما لحظة شعور بالقهر.. هل أدرك السيسى ورجال المؤسسة العسكرية معنى هذه الدموع؟.. لا أريد أن يرد الوزير على اتهامه بالتمثيل.. أريد فقط أن يرد على مخططات النيل من الجيش.. أن يرد على محاولات الأخونة، وفكرة الجيش البديل!

ابتسامة «السيسى» تغرّ جماعة «حازمون».. اتهامه بالتمثيل إهانة.. بالأمس حاصروا الأمن الوطنى.. غداً يحاصرون وزارة الدفاع.. يطالبون بإسقاط السيسى.. أكرم لمصر ولـ«السيسى» نفسه أن يخرج فى التشكيل الوزارى من أن يسكت على إهانة الجيش.. هل يخرج فى التغيير الوزارى؟!

 

المصري اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى