صراع مصر..تقدير موقف مؤيدي الرئيس تحليل اكثر من رائع

222

 

تلهث الساحة السياسية المصرية في اتجاه يوم 30 يونيو الحالي، باعتباره مناسبة حددتها أجيال جديدة من الشباب المصري الغاضب موعداً لـ”سحب الثقة” من الرئيس الدكتور محمد مرسي، أو ما تسميه فئات “راديكالية” بـ: “الإطاحة بالرئيس”.

يتزامن اليوم مع نهاية عام في مدة ولاية الرئيس، والذي كان قد انتخب في 14 يونيو 2012، بأغلبية هشة لم تتجاوز نسبة %51.5، وصفها هو مؤخرًا في اجتماعه مع الجالية المصرية الإثيوبية بأنها “بالعافية”.

وعقب الإعلان عن مجموعة استطلاعات رأي متوالية أكدت تراجع نسبة مؤيديه إلى %35 فقط.

من المقرر أن يشهد يوم 30 يونيو مظاهرات واسعة النطاق، مدفوعة بزخم سياسي وشعبي هائل أحدثته حركة “تمرد” والتي تمكنت حتى اليوم من جمع 9 ملايين توقيع ضد استمرار الرئيس في إكمال ولايته، ما يمثل معدلًا لافتًا للغاية في اتجاه الهدف المعلن للحركة، التي قالت إنها تتجه إلى جمع 15 مليون توقيع، لقد قال استطلاع رأي عن مركز “بصيرة” إن 3 مصريين من كل 5 عرفوا بحركة “تمرد”.

ويتعلق المشهد الصراعي بعديد من الأطراف الموزعة بين ثلاثة أنواع من التصنيفات..وهي: مؤسسات الدولة، والمجموعات المنتمية للتيار الديني وبينهم مؤيدو الرئيس، والمجموعات التي تمثل فئات معارضته وتطالب بسحب الثقة منه.

فيما يلي “تقدير موقف” لكل أطراف الصراع، وفي الخلفية من ذلك حدثان متفاوتان شهدتهما مصر خلال العامين الماضيين..الأول حدث 28 يناير 2011 الذي انتهى بتخلي الرئيس السابق مبارك عن منصبه في 11 فبراير التالي..والثاني مظاهرات نوفمبر ديسمبر الماضيين..ومن عندها تصاعدت الأزمة السياسية المتفاقمة التي تواجه الرئيس مرسي والتي لم تتراجع خطوة في اتجاه “الحلحلة”.

* أولاً: مؤيدو الرئيس

الهدف: الإبقاء على الرئيس في منصبه، لكي يكمل مدته الدستورية، وحماية مقرات جماعة الإخوان، ثم حماية قصر الاتحادية من احتمال اقتحام المتظاهرين.

المقومات: جماعة الإخوان، وامتدادها المتمثل في حزب الحرية والعدالة، وحلفاؤها من الجماعات الدينية، وامتداداتها المتمثلة في أحزاب الوطن، الأصالة، الفضيلة، البناء والتنمية، الوسط…إلخ.

العمق الاجتماعي: لا يوجد تكوين اجتماعي متماسك يمكن الإشارة إليه بأنه يمثل تعضيداً اجتماعياً لهذا المعسكر، يتجاوز حدود المنتمين تنظيمياً للجماعات والأحزاب الدينية، وبما يمثل مجمع مصالح عامة يحققها “مؤيدو الرئيس”، وتنعكس حافزاً في اتجاه أخذ مواقف قوية للدفاع عنها.

التوجه السياسي: تحت عنوان الدفاع عن “المشروع الديني” تتوزع التوجهات السياسية لجماعات وأحزاب هذا التيار، غير أنها لم تنجح في إعلان مواصفات هذا المشروع، وتحديد المصلحة الاجتماعية العامة من وراء شعاراته.

التوزيع الجغرافي: متناثرات في مختلف أنحاء مصر، تتركز في محافظات: الشرقية والدقهلية والبحيرة والمنيا وأسيوط وشمال سيناء، والأقل منها في القاهرة، حيث ستكون الوجهة الأساسية لحدث 30 يونيو.

الانتماء الطبقي: ليس لها قوام اجتماعي محدد، بعضها ينتمي إلى الطبقة الوسطى، وبعضها من المتعاطفين مع الشعارات الدينية من الفقراء، وأقلية بين طبقة الأثرياء.

المنابر الإعلامية: بصورة رئيسة مجموعة القنوات الدينية، مثل: “الحافظ،أمجاد، مصر25..إلخ”، وتساندها قناة المحور، وما حول ذلك من صحف محدودة التأثير: “الحرية والعدالة”، ومجموعة اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان وهي تستهدف الشبكات الاجتماعية.

الضغوط: تضعضع شرعية الرئيس السياسية والقانونية تراجع شعبيته فشل تنفيذي واسع النطاق عدم القدرة على تلبية المطالب الاجتماعية عدم القدرة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية ضغط أزمة مياه النيل ضغط أزمة سيناء الصدام مع فئات مختلفة في المجتمع “القضاة، الإعلام، الشرطة، المثقفين، المستثمرين..إلخ” خلافات داخلية حادة في صف جماعات وأحزاب التيار الديني ـ،ضغوط شديدة من شباب جماعة الإخوان على قياداتها الضغط السياسي الحاد لعدد 15 مليون توقيع تطلب سحب الثقة من الرئيس واحتمالات الحشد واسعة النطاق من الرافضين للرئيس ولجماعة الإخوان..إلخ.

* الخطوات والسيناريوهات: تتدرج من الآن إلى يوم 30 يونيو..على عدة مسارات:

تنظيمياً: محاولة لملمة التفتت بين مجموعات التيار الديني، ما قد يكلف جماعة الإخوان ديونًا سياسية إضافية..تتراكم على الديون السياسية التي لم يتم تسديدها بعد للحلفاء..يعتمد النجاح على مدى قبول الحلفاء لصدقية التعهدات، وقدرة هذه الجماعات على الصمود في وجه حشد المظاهرات المتوقع..وقبولها ربط مصالحه بمصالح جماعة الإخوان.

حكومياً: الإعلان عن عدد من المميزات الاجتماعية والاقتصادية لفئات مختلفة بقصد تخفيف وطأة الحشد المتوقع لمظاهرات يوم 30 يونيو..ويعتمد النجاح في هذا على توفير التمويل في ظل أزمة مالية واقتصادية طاحنة، وعلى مدى قبول المستفيدين بالتعهدات التي سيعلن عنها من حكومة تفتقد المصداقية.

سياسياً: محاولة فتح قنوات خلفية مع قيادات جبهة الإنقاذ..غير محتمل النجاح والدفع في اتجاه “تديين الصراع” وإكسابه الصفة الطائفية..وقد تم استخدام هذه الورقة من قبل دون أن تحقق جدوى كبيرة.

إعلامياً: التأكيد على شرعية الرئيس ووجوب انتظار موعد الانتخاب، التلويح باحتمالات العنف عن طريق أصوات الحلفاء وليس مباشرة من خلال الأصوات الرسمية، التشويه المستمر لقيادات المعارضة، الطعن في عدد أصوات توقيعات تمرد، ترديد خطاب الاستقرار وأهميته.

جماهيرياً: الاتجاه إلى حشد الأنصار في مظاهرات استباقية قبل يوم 30 يونيو خصوصاً عند قصر الاتحادية محاولة تنظيم فعاليات على مدى الأيام العشرين المقبلة لاستعراض القوة..فشلت الأولى منها قبل يومين تحت عنوان “نصرة القدس” لم ينضم إليها أكثر من خمسة آلاف شخص.

الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى