الأخبار

نازحو الصومال ينتظرون من يتذكرهم

441

لا يتعلق بؤس الحاجة في الصومال بفرد واحد أو حتى بالمئات أو الآلاف، فعدد النازحين الذين تركوا منازلهم بسبب الحرب وأهوالها بحثا عن ملاذات آمنة تعدى المليون نازح، لكنهم منسيون لا يتذكر أحد معاناتهم حتى في شهر رمضان المبارك.

قاسم أحمد سهل-مقديشو

منذ بداية شهر رمضان المبارك والنازحون المقيمون في المخيمات المنتشرة في العاصمة الصومالية مقديشو ومحيطها يعيشون أوضاعا صعبة حيث يفتقدون الماء والغذاء والمأوى، وتتفاقم معاناة هؤلاء في ظل غياب للمنظمات الدولية والمحلية المعنية بشؤون الإغاثة.

وتقول النازحة آمنة مختار من مخيم جامعاداها جنوب مقديشو إن أسرتها المكونة من 11 فردا تعيش حالة صعبة ولا توقد لها النار إلا مرة واحدة في اليوم لتكون إفطارا وسحورا للكبار ووجبة بسيطة للأطفال.

وتضيف “لم نجد أي مساعدة منذ فترة طويلة لا يوجد لدينا طعام ولا ماء، وكما ترون لا أغطية تقاوم الريح والمطر الذي يهطل على أكواخنا، ولذلك نطلب من إخواننا الصوماليين والمنظمات الإغاثية ما نفطر به ونطعم به أولادنا على الأقل في هذا الشهر”.

النازحون يفتقدون للماء والغذاء(الجزيرة)

حاجة مضاعفة
ولما كان رب الأسرة قد قتل في المواجهات المسلحة في مقديشو قبل أكثر من ثلاث سنوات فإن آمنة أصبحت العائل الوحيد لأفراد أسرتها التي تنتظر منها توفير لقمة العيش لها، مما دفعها إلى العمل في غسل الملابس، غير أنها لم تتحمل مواصلة هذا العمل المرهق، فتحولت إلى بيع الطماطم التي تأخذها من أحد التجار.

وفي مخيم جيللي جنوب مقديشو جلست النازحة أديغو عثمان إسحاق مع أحفادها الستة وابنتها، حيث بدا البؤس والحرمان على وجوه الجميع، وتقول إنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ أكثر من عام وإنهم يعتمدون على الشلنات القليلة التي تحصل عليها ابنتها التي تعمل حمالة في الأسواق.

وتابعت “حتى الشلنات التي تحصل عليها ابنتي لا تكفي لشراء وجبة طعام واحدة بسبب ارتفاع أسعار الضروريات، ونصوم ونفطر على ما توفر لنا حتى ولو كان ماء، فالصوم فريضة أوجبها الله علينا، ونحن في وضع صعب وبحاجة إلى من يمد لنا يد المساعدة لتوفير طعام الإفطار لنا”.

ولا تختلف حالة بقية الأسر النازحة في مخيمات مقديشو وضواحيها عن حالة أسرتي آمنة وأديغو، فالجميع يعاني صعوبة الحصول على لقمة العيش، ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عدد النازحين الداخليين في الصومال بـ1.1 مليون شخص، منهم 200 ألف تقريبا متواجدون في مقديشو وضواحيها.

النازحون لا يجدون ما يفطرون عليه في رمضان  (الجزيرة)

أما مسؤولة شؤون النازحين من هيئة إدارة الكوارث التابعة للحكومة الصومالية نظيفة الشيخ عمر فتصف وضع النازحين المتواجدين في المخيمات داخل ضواحي مقديشو بالصعب، ولا سيما في شهر رمضان سواء كانوا النازحين الذين شردهم الجفاف في العام 2011 أم الذين شردتهم الحرب من مناطقهم مؤخرا.

وناشدت الحكومة والمحسنين الصوماليين والمنظمات الإغاثية تحمل مسؤولياتهم لتوفير مساعدات غذائية عاجلة لتخفيف معاناة النازحين الذين لم يحصلوا على أي مساعدات منذ أكثر من عامين بسب إعلان الأمم المتحدة في مطلع العام 2012 انتهاء حالة الطوارئ في الصومال والانتقال إلى حالة التنمية.

ونبهت إلى أن اعتماد النازحين على مساعدات غذائية لفترات طويلة لا يحل مشكلتهم، مؤكدة أن الحل هو إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية مع توفير أموال لشراء رؤوس من المواشي وإصلاح مزارعهم لاستئناف حياتهم من جديد أو تدريبهم على حرف تكون مصدر رزق لمن يفضلون البقاء في مقديشو.

الجزيرة .نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى