الأخبار

وهو فين أم المشروع الإسلامي؟

97

حنطبق الشريعة.

ــ ماشي طبقوا الشريعة.

ــ لو فضلتم كده وربنا حنطبق الشريعة.

ــ ومن غير ما نفضل كده.. طبقوها يا عم.

ــ ويعنى هم أصحابك حيرضوا؟

ــ ما انت بتتخانق معاهم ليل ونهار اشمعنى دلوقت طلبت معاك تبقى سنية العاقلة.

ــ لا يا عم البلد حيبقى فيها مشاكل.

ــ حضرتك البلد أصلا داخلة على حرب أهلية صغيرة بسببكم.

ــ هو الرئيس بيصدر قوانين ومجلس الشورى بيصدر قوانين بس احنا مستنيين مجلس الشعب.

ــ تصدق انت ابن ستين ومش عايز تطبق الشريعة.

ــ لا ما أنا حطبقها بالتدريج.

ــ فل.. عملت إيه بقى في سنة عشان تبقى بدأت التدريج ده؟؟

ــ  معملتش.. ما انتم حتزعلوا.

هذا هو ملخص عام من الحكم الإسلامى في مصر.

(2)

الغباء استثناء أما في جنود الدعوة فهو القاعدة.

 (3)

«سنسحق المعارضة يوم 30 يونيو ويبدأ الحكم الإسلامى ونطبق الشريعة وحينها سيبدأ الحساب»

هذه هي الرسالة الموحدة التي تحاول اللجان الإعلامية نشرها لـ«التخويف» عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعى.

مشكلة هذه الفكرة أن من يرددها يعتقد أن الرئيس الذى أمضى ربع فترته الرئاسية الرسمية لا يطبق الشريعة من الأصل، لكنه في نفس الوقت يدافع عنه لأنه مرشح المشروع الإسلامي.

بمنتهى الأمانة.. لدي مشكلة كبيرة في فهمهم.

فمن أذكاهم غزلان يرون الحكم الإسلامى مرتبطا بما يسمونه إغلاق الفضائيات المحرضة ومصادرة صحف الفلول والسيطرة على القضاء الفاسد.

هذا هو الحكم الإسلامي؟؟ هذا غاية حلمكم.. وربنا؟؟

حكم ليس به إعلام، والمعارضة توالي الحاكم، والسلطة القضائية تخضع للسلطة التنفيذية.

يا ابني منك له هذا ليس اختراعا إطلاقا.. هذا نفس النظام الذى طبق في مصر طوال ستين عاما.. الفارق الوحيد أن من سيطبقه ملتحٍ.

حتى موضوع «ملتحي» ليس جديدا، فنفس النظام طبقه ملتحون في السودان وأفغانستان فلم تقم خلافة ولا حدثت نهضة.

والارتباط في عقل الإخوان بين مشروعهم الإسلامي وبين إقامة نظام بلا معارضة يليق بمن مفكرهم صبحي صالح.. لكن ما لن يفهمه الإخوة أن هناك دوما ناسا سيرفضون الشريعة من أساسها سواء لأنهم مسيحيون أو ملحدون أو علمانيون، وإن أي إجراءات ستنفذ تحت شعار الشريعة سيكون هناك دوما معارضة لها سواء لاختلاف الأولويات أو للخلاف حول نسبتها للشريعة، فتطبيق إجراءات في غياب معارضة لا يحدث سوى في قطعان الخراف ولقاءات توضيح الرؤية في الأسر الإخوانية.

من يخططون للخلافة من ركن البقالة في سوبر ماركت زاد، انتخبهم الشعب بشعار تطبيق الشريعة فصرخوا بعد وصولهم للحكم في مليونيتهم الشعب يريد تطبيق شرع الله، فالإخوان مقتنعون بأن الشريعة معركة كلامية أبدية ضد «العلمانيين»، وليست إجراءات تطبق، فلا يوجد إخوانى واحد ضبط متلبسا بأنه يدعو الرئيس لتطبيق إجراء محدد ــ تختلف أو تتفق مع هذا الإجراء ــ بصفته إجراء موافقا للشريعة.

 (4)

احذر من الأبله عندما يحكم ..فالشهور ستمر دون أن يدرك أنه هو من يحكم.

 (5)

أحب الشريعة، تطبيقها بالنسبة لى يعنى استقلالا وطنيا وفتح معبر رفح للبضائع للتخفيف عن أشقائي في غزة.. يعنى الدفاع عن حرية البشر ودعم ثورات العرب سواء في سوريا أو البحرين ضد أي مستبد من أي طائفة.. يعني إنهاء استعباد جنود الأمن المركزى وقيام الحاكم بدوره ليحيا البشر حياة كريمة بلا قمامة أمام منازلهم ولا مرور معطل دوما.

يتصورون الشريعة عفريتا يهددون به خصوم مكتب الإرشاد، فقد بلينا بقوم يحسبون أن الله لم يهد سواهم، فاللهم أمتنا على الإسلام وأمت أتباع صبحي صالح على الإخوان.

يحكمنا قوم لهم ألسنة تبرر لا عقول تفكر.. والأعوام تمر ولا أحد يعلم متى سيوقف الإخوان الهجمة التي يشنونها على الإسلام؟

 (6)

الجاهل يؤكد والعاقل يشك والعالم يجرب وعضو الإخوان يسأل نقيب أسرته.

 (7)

الإخوان يحسبون كل صيحة عليهم، ينهي نائب مرشدهم لقاء بالسفيرة الأمريكية التي تعلن دعمه رسميا فيخرج شبابهم ليتحدثوا عن مؤامرة كونية على حكومة المشروع الإسلامي.

لم أقتنع يوما بأن هناك مؤامرة، ولكني دوما مقتنع بأن هناك أغبياء يصدقون أن هناك مؤامرة .

الحقيقة أن أكبر مشكلة للإخوان مع أمريكا كانت رغبتهم في سجن مقدم برنامج يسخر من تناقضات حكمهم فوبختهم أمريكا.. آه وربنا فقط هذا أكبر خلاف.. يعني لا كامب ديفيد والمعابر ولا الخلافة.

الآن .. يهددوننا بحرب أهلية كي لا نتظاهر ضد رئيسهم.. فهل ستقوم الحرب الأهلية في أرض غير التي تحكمونها؟

شعبكم تجربتكم.. قتلنا قتل لتجربتكم.. اعتقالنا اعتقال لمشروع دولة إخوانية ديمقراطية.. اختفاؤنا اختفاء لمشروع دولة إخوانية ناجحة.

تخيل عضوا في إخوان الأردن يقول إن النظام الأردنى يعتقل المعارضين أو إخوانيا في الجزائر يعارض الفشل الاقتصادى.. سيقال له كانت العاهرة نفعت نفسها.

نحن جزء من وطن.. تتصورون أنكم إن حاربتمونا ستحكمون وحدكم.. الحقيقة أنكم إن حاربتمونا لن يبقى وطن لتحكموه.

يشحن الإخوان في لقاءاتهم للتضحية بدمائهم من أجل الحكم الإسلامى.. الأزمة أنه ليس كل ما يمكن أن تموت من أجله يمكنك أن تقنع الناس بأن يحيوا معه.

الإخوان يعتبرون التحدي أن يواصلوا الحكم.. كل الديكتاتوريات التي فشلت تجاربها كانت تعتبر التحدي مواصلة الحكم.. المفاجأة أخي في الإسلام.. التحدي هو النجاح في الحكم.

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى