الأخبار

الشعب المصرى الكافر

34

 

منذ متى يقتل المصريون بعضَهم البعض بكلِّ تلك الوحشية والسادية والهمجية وهم يهتفون: «الله أكبر!»؟ منذ متى تصرخ المصريات: «علّقوهم!» حتى تبدأ مراسم التمثيل بالجثامين؟! المصرى الذى اشتُهر بين العالمين «بالشهامة» والنخوة»! المصرى حفيد الفراعين الذين قدّسوا الموتَ واحترموا جلالَه وهيبته فمنحوه لقب: «العبور إلى النهار»، وهو الاسم الحقيقى لـ«كتاب الموتى»، باعتبار الموت انتقالاً من «ليل» الحياة وظلامها، إلى «نهار» الأبدية ونورها. يؤمن المصرىُّ بأن روحَ الإنسان «من أمر ربى»، فإن قبض اللهُ (وحدَه الله) هذه الروح، فعلى الأحياء إكرامُه بتنظيف الجسد وتكفينه ومواراته الثرى الطاهر، وهو الطقس الفرعونى الذى نتبعه حتى الآن فى تجهيز الموتى. فمنذ متى أهان المصرىُّ دمَ أخيه، هو المؤمن أن دم الإنسان على الإنسان حرام؟!

منذ جاء لمصر «رئيس» يرعى الإرهاب ويدعمه، ويمنح عفواً رئاسياً لقتلة إرهابيين «بهدلوا» مصر فى التسعينيات الماضية. أخرجهم من ظلام السجون، الذى يليق بهم ويليقون به، ليعيشوا بيننا ويعيثوا فى الأرض فساداً جديداً وتقتيلاً وترويعاً للآمنين. ثم لا يكتفى بهذا؛ بل يوليهم مناصبَ سياديةً حساسة لكى يكون القتلُ والترويع ممنهجاً وقانونياً ومدعوماً بتأييد الحاكم، وذا غطاء سياسى حصين.

حسبنا الله هو نعم الوكيل فى من خرّب «الكود» المصرى المسالم الذى «كان» لا يطيق مشهد الدماء، فحوّله إلى كود دموى فاشى سادى يطرب للدماء وينتشى بالسحل والتقطيع والاغتصاب والتمثيل بالجثث!!

حسبنا الله ضد كل «شيخ» كفّر هذا الشعب المؤمن، وألفُ حسبنا الله فى حاكم غير كريم طريد العدالة تخابر مع الأعداء ضد مصر، ثم وقف يستمع إلى «مشايخ» ارتزاقيين وهم يكفّرون علناً الشيعةَ المسلمين والمسيحيين والليبراليين والعلمانيين والمعارضة وكلّ من تمرد على المرشد والمرسى والشاطر، ثم راح «الحاكم العياط» يبتسم فى بلاهة ويهز الرأس موافقاً على تكفيرنا، حتى يعطى الضوءَ الأخضر لضغط الزناد.

حسبنا الله فى عبدالرحمن البرّ، مفتى جماعة الإخوان المظلمين، الذى قال إن المصريين يعيشون عيشَ الجهالة الأولى، وإن إسلامهم منقوص.

حسبى الله فى (أبوإسلام) الذى كفّرنى على الهواء فى قناته الإرهابية، «عقاباً» لى على انتقادى له لجرحه المستمر لمشاعر الأقباط، ولأننى طرحتُ وثائق منتشرة على صفحات الإنترنت ممهورة بختم وزارة الداخلية السورية، تثبتُ اغتصابه الطفلة السورية (ريم يزن عبدالرحمن عامر) عام 2006، (والعهدة على الداخلية السورية). أما حُجّته «العبيطة» فى تكفيرى، فكان حوارى على الهواء مع أحد الشيوخ حول «الناسخ والمنسوخ» فى القرآن الكريم. سألتُ الشيخَ: لا يجوز أن يشرب المسلمُ الخمرَ استناداً إلى الآية المكيّة التى لم تحرّم الخمر إلا وقت الصلاة: «لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سُكارى»، لأن هذه الآية قد نسختها آيةٌ أخرى تحرِّم الخمرَ قطعياً، وبالمنطق نفسه، هل يجوز لى أن أعتمد الآية التى تقول: «لكم دينُكم ولى دين» أو «لا إكراه فى الدين»، أم أعتمد الآية التى تقول: «واقتلوهم حيث ثقفتموهم»، حال التعامل مع غير المسلمين؟ حيث المعنى الأول «يكاد يتناقض» مع المعنى الثانى. سؤالٌ برىء أخفق الشيخُ فى الإجابة عنه، فالتقطه الجهلاءُ، ومنهم أبوإسلام، (بعدما اقتصّوا العبارةَ من الحلقة التليفزيونية لكى تخرج عن سياقها)، وأشاعوا أننى أقول إن آيات القرآن متناقضة! بدل أن يفكر أحدهم ويجيب سؤالى البسيط!

يكفّروننا لأن إيماننا العميق بالله يفضح سطحية وشكلانية إيمانهم القشرى، كما كفّروا من قبلنا فرج فودة، ونصر حامد أبوزيد، وطه حسين، لأن ثراء أولئك الفكرىّ كشف خواء تجّار الدين، ولأن استنارتهم كشفت ظلامهم. نحن مسلمون ومؤمنون أكثر منكم أيها الارتزاقيون القتلة. وموعدنا 30 يونيو.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى