الأخبار

الفرنسية: مرسي من رئيس لجميع المصريين إلى رمز للانقسام

86

 

بعد انتخابه رئيسًا لمصر في يونيو 2012، اعتلى محمد مرسي منبر ميدان التحرير ليتعهد أمام آلاف المهنئين بأنه سيكون “رئيس جميع المصريين”.

لكن بعد عام، يقر أول رئيس مدني وأول إسلامي يتولى رئاسة مصر بان الانقسام في البلاد بلغ درجة تهدد “الوطن كله بحالة من الشلل والفوضى”.

وتميز مرسي خلال الاشهر الأولى من ولايته الرئاسية بإطلالته المميزة وبساطة تصرفاته ونبرته الخطابية المفهومة، لكن جدران القاهرة اليوم مغطاة برسوم كاريكاتورية تصور الرئيس المصري على شكل “فرعون أو مصاص دماء”.

كما أن مقدم أشهر برنامج تلفزيوني ساخر في العالم العربي باسم يوسف لا يفوت حلقة من برنامجه الاسبوعي الا ويسخر من مرسي، ما يثير سخط الفريق الحاكم.

ويعلن هذا القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين البالغ 62 عامًا، دفاعه عن الشعارات الديموقراطية للثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011 على رغم المشاركة الخجولة لحركته في بدايات هذه الثورة.

ويشدد أنصاره على أن مرسي يستمد شرعيته من فوزه بأول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ البلاد وان المشاكل المستفحلة في مصر من فساد إداري وتعثر اقتصادي وتوترات مذهبية، كلها موروثة من سنوات طويلة من الحكم قبل وصوله الى الحكم، إلا أن خصومه يتهمونه بالسعي الى فرض الشريعة الاسلامية والعودة لنظام مستبد عوضًا عن قيادة البلاد في اتجاه الديموقراطية والتقدم الاقتصادي، بحسب قولهم.

ويرى البعض فيه “فرعونًا جديدًا”، في حين يتهمه آخرون بأنه مجرد ظل للمكتب السياسي للاخوان المسلمين ينفذ أوامر المرشد الاعلى للحركة محمد بديع.

ويسعى مرسي إلى دمج مصر بشكل اكبر في مصاف الدول الصاعدة مثل الصين والبرازيل، محافظا في الوقت عينه على الود مع الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لبلاده والتي يطمئنها مرسي بانه لا مجال للعودة عن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

وفي أولى إطلالاته العلنية، لم يكن يملك مرسي بنظر خبراء كثر مواصفات المرشح الاوفر حظا للرئاسة، لكن على مر ايام الحملة الرئاسية، اكتسب مرسي مزيدًا من الثقة بالنفس واستفاد من شبكة الناشطين الكبيرة للإخوان المسلمين في مواجهة منافسه احمد شفيق رئيس الوزراء السابق في عهد مبارك،وقد تغلب مرسي على شفيق بحصوله على 51,7% من الاصوات.

وفي أغسطس 2012، حاول مرسي إخضاع المؤسسة العسكرية التي حاولت ممارسة وصاية على حكومته، وذلك من خلال احالة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى التقاعد.

وبعد فترة من التكتم، عاد القادة العسكريون المصريون ليذكروا بانهم الضامنون الاساسيون لاستقرار البلاد في حال تحولت التوترات السياسية الى انفلات امني كبير.

محمد مرسي مولود في محافظة الشرقية في دلتا النيل وحاصل على بكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم حصل في 1982 على درجة الدكتوراة من جامعة جنوب كارولاينا في الولايات المتحدة. وهو متزوج واب لخمسة أبناء.

ونشط مرسي ضمن لجنة مناهضة الصهيونية وخصص معظم اوقاته للعمل ضمن جماعة الاخوان المسلمين.
في العام 2000، اصبح مرسي نائبا في مجلس الشعب ثم أعيد انتخابه في 2005 قبل سجنه سبعة اشهر بسبب مشاركته في تظاهرة مؤيدة لحركة القضاة التي طالبت انذاك باستقلال القضاء.

وفي 2010 اصبح مرسي متحدثًا باسم جماعة الإخوان المسلمين وعضوا في مكتب الإرشاد (المكتب السياسي).

بوابة الأهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى