الأخبار

لا تفاوض مع النظام بعد خطاب «الردح»

65798_660_1940007_opt

 

انتقدت قيادات بجبهة الإنقاذ الوطنى، خطاب الرئيس محمد مرسى، أمس الأول، الذى استمر نحو 3 ساعات، بقاعة المؤتمرات فى مدينة نصر، معتبرين أن الخطاب «أهان منصب رئيس الجمهورية»، لتضمنه العديد من «الاتهامات العشوائية، والعبارات المُسفة»، كما أكدوا رفضهم لدعوة المشاركة بمقترحات لتعديل مواد بالدستور، أو الحديث عن الانتخابات البرلمانية التى وصفها الرئيس بأنها «على الأبواب»، وقالوا «إن هذا الكلام عبثى، ولا بديل عن الانتخابات الرئاسية المبكرة»، مشددين على مشاركتهم فى مظاهرات 30 يونيو لسحب الثقة، وأن رحيل «مرسى» أصبح واجباً.

واعتبر الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن الرئيس مرسى اكتفى فى خطابه بـ«الردح» للنظام السابق والحديث عن الأموات والتشفى فى معارضيه، قائلاً: «الرئيس مرسى أهان بخطابه منصب رئيس الجمهورية، خاصة أن ما قاله لم يكن حديثاً رئاسياً يليق برئيس دولة تمر بوقت عصيب ينتظر فيه ملايين المصريين تقديم رؤية للمصالحة الوطنية ولم الشمل».

وأوضح أن دعوة الرئيس مرسى لإجراء تعديلات دستورية وفتح حوار شامل مع المعارضة «غير مقبولة فى الوقت الحالى»، خاصة أن الدعوة بلا ملامح محددة أو أجندة واضحة، بحسب قوله، مضيفاً: «حينما دعانا الرئيس مرسى للحوار قبل الإعلان الدستورى، حرص الجميع على تلبية الدعوة والمشاركة بمقترحات بناءة لإدارة البلاد، لذلك يجب أن يتذكر أنه السبب الرئيسى فى عزوف المعارضة عن حضور الاجتماعات الرئاسية».

وأكد سعيد، أن خطاب الرئيس مرسى كشف بوضوح مدى ضعفه وعجزه، بالإضافة لإثبات أن منافسه السابق، الفريق أحمد شفيق، يمثل فزاعة له طوال الوقت، وأن تنظيم الإخوان ليس لديه ما يقدمه لشعب مصر، مضيفاً: «يبدو أن الرئيس مرسى نسى وصفه السابق لزكريا عزمى وقيادات النظام السابق بأنهم رموز وطنية، كما تعمد إهانة القضاء وتهديد المعارضة والإعلام».

وتابع: «الرئيس مرسى فى تقديمه لكشف حساب عام مضى، قال إن كل إنسان يخطئ ويصيب، ثم اكتفى بالحديث عن إنجازات وهمية لم تحدث معظمها فى عهده، بل وحمل الشعب مسئولية كل المشاكل والأزمات بسبب التظاهرات والمليونيات»، مؤكداً أن الشىء الوحيد الجديد والذى كشف عنه الرئيس مرسى فى خطابه هو استمرار مخطط الأخونة من خلال تفويض المحافظين بالفصل والتعيين للقيادات الوزارية وموظفى الدولة بدون إجراء تحقيقات بما يمثل إلغاء كامل لدولة القانون.

وقال منير فخرى عبدالنور، الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، القيادى بحزب الوفد، إن الحديث عن لجنة للتعديلات الدستورية ولجنة أخرى تختص للمصالحة الوطنية، أو إشارة الرئيس بقرب إجراء انتخابات مجلس النواب، غير مقبول قبل تظاهرات 30 يونيو والتى دعت إليها حركة تمرد لسحب الثقة من الرئيس مرسى.

وأضاف عبدالنور: «ليس من المناسب مناقشة ما قاله الرئيس قبل تظاهرات الأحد القادم، وأعتقد أن خطاب الدكتور محمد مرسى قدم خدمات جليلة للمعارضة وللحركات الثورية والشبابية خاصة تمرد».

وأكد الأمين العام لـ«الإنقاذ»، أن الخطاب سيدفع المتظاهرين للاحتشاد يوم 30 يونيو بمزيد من الإصرار، قائلاً: «لابد أن نوجه الشكر للرئيس مرسى لدعمه حملة تمرد بهذا الأداء الفاشل».

وقال عزازى على عزازى، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، إن الخطاب «بلا قيمة»، ولا يمثل أى أهمية، وأنه صب لصالح الثورة الثانية فى 30 يونيو، قائلاً: «رحيل هذا الرئيس أصبح واجباً لتصحيح المسار»، وأكد رفض «الإنقاذ» للمقترحات التى تقدم بها، ومنها حضور مؤتمر وطنى لمناقشة تعديلات الدستور، مضيفاً: «لا مطلب الآن إلا الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار رئيس جديد يحترم منصبه، ويؤسس لدولة القانون، ويحقق أهداف الثورة».

وقال الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء السابق، ونائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إن خطاب الرئيس لم يقدم جديداً، ولم يحل أزمة، ولم يخاطب المعارضين، وأضاف: مرسى وصف الـ15 مليون متمرد ضده بالعابثين، وأعتقد أن خطاب أمس الأول «زى قلّته»، وسيزيد الإقبال على الاحتشاد لإظهار الرغبة فى إنهاء وضع مصر المتردى.

ومن جانبه، قال باسل عادل، عضو الهيئة العليا بحزب الدستور، إن خطاب الرئيس محمد مرسى، أمس الأول، شهد «إسفافاً وخروجاً على النص بشكل مهين لمنصب رئيس الجمهورية»، مستنكراً تناول «مرسى» لأسماء بعض الشخصيات العامة والسياسيين، واستخدامه لغة «لا تليق برئيس مصر» حسبما وصف، معتبراً أن «مرسى لا يفهم دوره، ولا يعى منصبه».

وأضاف «عادل»: الرئيس استخدم أرقاماً وإحصائيات غير صحيحة، وتم توظيفها بما يخدم موقفه، كما انتقد تفويضه للمحافظين والوزراء بـ«إقالة المتسببين فى الأزمات، والفاسدين كما ذكر، وتعيين شباب مساعدين لهم»، قائلاً: «هذه دعوة صريحة لاستكمال أخونة وتمكين مؤسسات الدولة بشكل علنى وصريح، كما أنه أعطى مهام شبه قضائية لموظفين تنفيذيين بأن يقيلوا ويعينوا، ويحكموا بالفساد على البعض».

وقال القيادى بـ«الدستور»، إن «مرسى» استعدى الجميع إلا القوات المسلحة والداخلية، حيث قام بمغازلتهما قبل أيام من 30 يونيو، وعن الدعوة للتقدم بمقترحات حول التعديلات الدستورية، قال: «هذا هزل ونفاق ومحاولة لاستنزاف الوقت والمشاركة فيها أمر عبثى»، وأشار إلى أن الرئيس حاول «اللعب على وتر الاستقرار» بإشارته إلى أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب، كما بعث برسالة للخارج الذى يهتم بأن يكون هناك برلمان منتخب للتصديق على الاتفاقيات.

وأثنى «عادل» على موقف شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، بعدم حضوره للخطاب، قائلاً: «أتصور أن الإمام الأكبر غير راضٍ على خطابات الرئيس، خاصة أنها شهدت تكفيراً للمصريين والدعاء عليهم فى مؤتمرات سابقة»، كما حيا البابا تواضروس لتغيبه كذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى