من هو رجل الشرق الأوسط في 2013؟؟؟؟؟

من كان الزعيم الاكثر نجاحا في الشرق الاوسط هذا العام 2013؟ الواقع ان من عادة صحف ومجلات المنطقة نشر قوائم باسماء الزعماء الناجحين والفاشلين مع نهاية كل سنة.
لكن لما كان هذا العام قد شهد ازمات عدة، ليس من الصعب اذا وضع قائمة قصيرة بالفائزين والخاسرين لان العديد من زعماء المنطقة وجدوا انفسهم يواجهون مشكلات في نهاية السنة اكثر من تلك التي كانت في بدايتها.
المثال على ذلك، رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية، فهذا الرجل الذي بالامكان اعتباره فائزا خلال السنوات الماضية لنجاحه الذي لا يرقى اليه الشك في وضع حد لمرحلة الانقلابات العسكرية في تركيا، ولقيادته فترة ازدهار اقتصادي لا سابق لها من قبل ابدا، شاهد خلال الايام القليلة الماضية رجال الشرطة وهم يلقون القبض على ابناء بعض اقوى وزرائه وسط اتهامات لهم بالفساد بينما نسف تدخله المتخبط في الحرب الاهلية السورية آماله في ان تصبح تركيا قوة اقليمية بارزة.
المنافس الاخر الذي كان يمكن ان يكون في رأس قائمة الزعماء الناجحين في المنطقة هو بالتأكيد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فقد نجح هذا الرجل خلال السنوات القليلة الماضية في استغلال التهديد بالحرب للحصول على ما يريد دون ان يطلق رصاصة واحدة، اذ ان تهديداته – لم يكن لها اساس – بقصف منشآت ايران النووية ادت في نهاية المطاف لفرض عقوبات دولية صارمة عليها، وحولت الانتباه عن الفلسطينيين.
بل وبالرغم من شجبه الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين ايران، لم يخسر نتنياهو الكثير على الرغم من تناقص تأثيره على السياسة الامريكية الخارجية.
السياسي الأكثر دهاء
بيد ان السياسي المحنك والاكثر دهاء هو على الارجح الزعيم الكردي مسعود برزاني رئيس حكومة كردستان الاقليمية ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني، فقد تمكن هذا الرجل من قيادة شعبه في الحصول على الحق بتقرير المصير في اقليم كردستان ضمن حدود العراق حتى الآن، واصبح هذا الاقليم الان واحدا من المناطق القليلة في العالم التي تتمتع بازدهار اقتصادي حقيقي بفضل اكتشاف النفط والغاز فيه، ومن الواضح ان بارزاني تمكن من ايجاد توازن سياسي بين الولايات المتحدة، ايران، تركيا، والحكومة العراقية المركزية في بغداد دون ان يتحول الى بيدق او ضحية لاي منهم.
لكن على الرغم من ان هذه السنة كانت جيدة بالنسبة لبارزاني، لم تتحدث وسائل الاعلام الا نادرا عن مؤهلاته البارزة.
وماذا عن حسن روحاني؟
الواقع ان انجازات هذا الرجل الذي فاز في انتخابات الرئاسة الايرانية في يونيو الماضي تحت شعار المزيد من الحقوق المدنية، تحسين الاقتصاد والتقارب مع الغرب، لاتزال قليلة، وبالرغم من ان اي شخص سوف يبدو جيدا بالمقارنة مع الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، إلا أن زيارة روحاني لامريكا كانت ناجحة لاسيما انها مهدت لاتفاق مؤقت بين ايران والغرب حول برنامج طهران النووي في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.
موقف ضعيف
غير ان هذا الاتفاق يجعل روحاني في موقف ضعيف لانه يفرض على ايران تجميد برنامجها النووي مقابل تخفيف ضئيل في العقوبات ربما لا تساوي قيمته سوى اقل من 6 مليارات دولار مما لا يشكل فارقا على مستوى الاقتصاد لايران، واذا ما تبين بالنهاية ان الاتفاق النووي لن يحقق الا القليل من المكاسب السياسية والاقتصادية لايران فلن تكون آفاق مستقبل روحاني عندئذ واعدة.
لكن ثمة زعيم واحد في الشرق الاوسط يستطيع النظر الى انجازاته خلال هذه السنة التي توشك على نهايتها بعين الرضا، فهذا الرجل يقود اليوم منظمة كان من المفترض ان تكون قد انهارت قبل ثلاث سنوات في حين تبدو الان اكثر قوة، وتسيطر على مثلث واسع من الاراضي يمتد في سورية والعراق بين الموصل، بغداد وساحل البحر الابيض المتوسط، انه بالطبع ابو بكر البغدادي المعروف بـ «ابو دعاء» والذي يقود الان القاعدة في العراق التي غيرت اسمها هذه السنة ليصبح «الدولة الاسلامية في العراق والشام».
هذا الرجل الذي يقيم في سورية الان، والذي رصدت امريكا مبلغ 10 ملايين دولار لكل من يقتله او يأسره هو اليوم ولسوء الحظ انجح زعيم في الشرق الاوسط، اذ بعد 12 سنة من هجمات 9/11 و6 سنوات من زيادة عدد القوات في العراق لسحق القاعدة هناك، ها هي هذه المنظة تعود للعمل من جديد وتشن هجمات ادت لمقتل 9000 شخص حتى هذا الوقت من السنة في العراق.
الا ان التطور الاكثر اثارة هو بلا شك بروز هذه المنظمة في سورية، حيث اصبحت المجموعة العسكرية الاكثر فعالية فيها، فقد تمكنت من السيطرة على مدينة الرقة، وبدأت الان بقتل قادة الجيش السوري الحر الذي يدعمه الغرب.
تقول جيسكا لويس في دراسة نشرها معهد دراسات الحرب: من الواضح ان القاعدة في العراق اصبحت عام 2013 منظمة تتسم بالقوة والمرونة والقدرة على العمل من البصرة وحتى الساحل السوري.