الأخبار

نص كلمة السيسي في المؤتمر الصحفي بقبرص

169

تنشر “الوطن” نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي بقبرص، يطيب لي أن أعرب لكم مجددًا عن مدى سعادتي بأن نجتمع على أرض قبرص الصديقة، وأن ألتقي مجددًا الرئيس القبرصي، وأن أشيد بعلاقات بلدينا التاريخية والوطيدة، مؤكدًا على موقفنا الثابت من القضية القبرصية القائم على حرصنا على وحدة الشعب القبرصي بكل طوائفه وسيادة واستقلال وتكامل أراضيه.

وأضاف أنه يسعدني أن ألتقي أيضًا برئيس الوزراء اليوناني، الذي أثمن حرصه على المشاركة وتأكيد تمسك بلاده بدورية آلية المشاورات السياسية بين دولنا الـ3 التي انطلقت على مستوى القمة في القاهرة في 8 نوفمبر 2014، مضيفًا يأتي لقائي الأول به اليوم عقب أيام قليلة من استقبال مصر لرئيس جمهورية اليونان.

وتابع للتاريخ منطقه وللجغرافيا مقتضياتها، فإن التحام الحضارتين الإغريقية والمصرية القديمة كان له إسهامه الفريد في صهر علاقاتنا المتفردة عبر التاريخ، في بوتقة حضارية امتزجت فيها قيم الأصالة وفضيلة التسامح وإعلاء قيمة المعرفة، فكان لنتاج ذلك المزيج الحضاري المبدع أثره التنويري وإشعاعه الثقافي ووهجه العلمي الذي غير مجرى التاريخ.

وإننا إذا كنا نستمد العزيمة من استذكار ماضينا وتراثنا المشترك فإننا نتطلع سويًا إلى صنع مستقبل مشرق يوفر الحياة الكريمة لشعوبنا، لكي تعيش في حقبة يسودها السلام والتسامح والاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية.

يجمع البحر المتوسط بيننا ويكاد يحفزنا على تبني صيغة العيش المشترك، وها نحن نجتمع اليوم مجددًا لخير بلادنا وشعوبنا، متمسكين بقيمنا الأصيلة الراسخة متطلعين بنظرة عصرية إلى غد آفاقه أكثر رحابة لجميع شعوب المنطقة.

السيدات والسادة، إن شعب مصر يتابع باهتمام اجتماعنا اليوم، ولعلكم شعرتم بالمكانة التي تحتلها قبرص واليونان لدى الشعب المصري، فهي مكانة مكتسبة على مر التاريخ إلا أنها ازدادت رسوخًا في نفوس المصريين تقديرًا للمواقف القوية التي آفاق جديدة للتعاون بين بلادنا في المجالات الاقتصادية والتجارية منها والاستثمارية وكذا في مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحري، وخصوصًا في أعقاب مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي انعقد بشرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015.

والذي أظهر الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الكامنة للاستثمار فيها، ولقد عكست المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الثقة المتزايدة في إمكانات النهوض الاقتصادي والاجتماعي لمصر في الفترة المقبلة، ومن ثم، فإننا توافقنا على أن نرتقي بمستوى التعاون بيننا بما يتناسب مع مستوى العلاقات والتنسيق السياسي القائم بيننا، ولكي توفر دولنا مدخلًا طبيعيًا لتعزيز التعاون بين إفريقيا وأوروبا.

السيدات والسادة، فيما يتعلق بشؤون منطقتنا المشتركة، فقد توافقت رؤانا حول أهمية توافر الإرادة الجماعية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، من خلال رؤية شاملة تشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية، وتأتي مدعومة بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب، ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح.

ويؤلمنا جميعًا أن تقوم جماعات التطرف والإرهاب، التي تستقي أفكارها المتطرفة والعنيفة من مصدر واحد، بارتكاب جرائمها تحت ستار الدين الذي هو منهم براء، ونرى تلك الجرائم البشعة في صورة مجازر جماعية آثمة يتم اختيار ضحاياها وفقاً للهوية والديانة.

كما اتفقنا على الاستمرار في العمل سويًا للإسهام في التوصل إلى حلول دائمة وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشددنا على أهمية تكاتف الجهود الدولية بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية، وأعربنا عن قلقنا العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد الشقيق والتهديدات الإرهابية التي تلقى بظلالها على أمن واستقرار دول الجوار والدول المتوسطية، واتفقنا على ضرورة المضي قدمًا في مواجهة الجماعات الإرهابية بالتوازي مع الجهود السياسية الدولية الجارية لتحقيق الوفاق الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

أعبر مرة أخرى عن سعادتي بزيارة قبرص والالتقاء بزعيمين متميزين لدولتين صديقتين، وأرى أن اجتماع القمة الثاني لدولنا الذي يأتي بعد 6 أشهر فقط من اجتماعنا الأول يعكس بوضوح عزم دولنا على تعميق التعاون فيما بينها، بما يصون مصالح شعوبنا ويدعم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في شرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، ويوفر نموذجًا ناجحًا للتعاون الأورمتوسطي لصالح مواطنينا.

أشكركم باسم كل مصري على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التي سادت الزيارة، وما لمسناه في اجتماعاتنا من نية صادقة وإرادة سياسية واضحة لإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتنا المتميزة.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى