الأخبار

تباين بتغطيات الصحف المصرية للمظاهرات

1##

اتسمت تغطية الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين، لمظاهرات 30 يونيو، والتي شارك فيها الآلاف من مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي، بأن جعلت من نفسها أحيانا فاعلا فى الأحداث بالتحريض عليه، لكنها اكتفت في أحيان أخرى بدورها الإعلامي فى تغطيتها وطرح أسئلة حول المشهد.

صحيفتا “الوفد” و”المصري اليوم”، فضلتا الوقوف مع المتظاهرين ضد حكم الرئيس مرسي، وظهر ذلك جليا فى عناوينهما الرئيسية، حيث عنونت المصري اليوم “ثورة 30 يونيو، الشعب قال كلمته، يسقط مرسي والإخوان” و”مظاهرات مليونية فى الميادين وعصيان مدني بالمحافظات”.

أما الوفد فكتبت: 22 مليون “ارحل” في الميادين، و”التحرير” يعلن خلو منصب الرئيس، ومرسي يقول أنا أو الفوضى.

وأظهرت الصحيفتان حجم الحشد الشعبي فى المظاهرات المناهضة للرئيس مرسي، بالحديث عن تمرد المحافظات لإسقاطه، ومطالبة القضاة للجيش بالوقوف مع الإرادة الشعبية.

وسارت مقالات الرأي بالوفد فى الاتجاه ذاته، بالتأكيد على أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هي الحل الوحيد أمام الرئيس، مطالبة الرئيس بالرحيل.

أما فى المصري اليوم، ونظرا لأنها صحيفة مستقلة، فقد تنوعت الأصوات فيها، ما بين الدعوة للتمرد وبين اعتبار يوم 30 يونيو استئنافا لثورة 25 يناير، وأنه اليوم التاسع عشر، وبينما تحدثت مقالات عن الفرص الأخيرة للمصالحة الوطنية، أكدت أخرى على حرمة الدم المصري.

جانب من مظاهرة مناوئة للرئيس مرسي أمام القصر الرئاسي بالقاهرة (الأوروبية)

من جهة أخرى أبرزت صحيفة الوفد تحركات جماعةالإخوان المسلمين بما يناسب موقف الجريدة السياسي، فتحدثت عن هروب رؤوس الجماعة، وإحباط محاولات لتهريب أسلحة بالإسكندرية إحداها متوجهة لميدان رابعة العدوية حيث الحشود المؤيدة لحكم الإخوان، والشهادات الحية حول صراع السلطة بين تيارات الإسلام السياسي والقوى المدنية.

وأظهرت الصحيفة الحزبية موقف مؤسسات الدولة وكأنها تسير فى الاتجاه المضاد للرئيس، من خلال مشاركة ضباط الشرطة فى المظاهرات، والقوات المسلحة التي ستنحاز للشعب إذا لم يقدم حلولا مرضية، وفى السياق ذاته أبرزت “المصري اليوم” ما ذكرت أنه اجتماع عاصف تم بين الرئيس ووزير الداخلية.

حوار الرئاسة
فى المقابل كانت جريدة “الحرية والعدالة” متحدثا بلسان النظام والحزب الحاكم، حيث أبرزت رؤية الرئاسة من الحرص على الحوار مع الشباب والتجاوب مع مطالب الشعب، والسعي لوضع حد للاحتقان السياسي، في إطار الشرعية الدستورية، واعتبار أن الإسراع بالانتخابات البرلمانية هو الحل.

فى الوقت ذاته تكفلت الجريدة الحزبية بتغطية مظاهرات واعتصام ميدان رابعة العدوية لمؤيدي “الشرعية” وفق ما أكدت مرارا، وتعدد مظاهر التأييد بمختلف المحافظات.

وهاجمت الجريدة المعارضة سواء بتحميلها المسؤولية عن حوادث العنف التى شهدتها بعض المظاهرات أمس، وخاصة ما تعلق بحادث إحراق مقر المركز العام للإخوان بالمقطم، إضافة لإبرازها للانشقاقات داخل جبهة الإنقاذ، وكذلك ما سجلته من شهادات سياسيين تدين رفع صور الرئيس السابق حسني مبارك في ميدان التحرير، واعتبار 30 يونيو انقلابا على الشرعية.

جانب من مظاهرة مؤيدة للرئيس محمد مرسي(الجزيرة)

دعوات للتسوية
جريدة “الشروق” وكذلك الصحف القومية مثل “الأهرام” و”الأخبار”، كانت أكثر حيادية فى تغطيتها، فأبرزت تحركات المظاهرات في أنحاء مصر، سواء من قبل المؤيدين أو المعارضين لحكم الرئيس محمد مرسي، في الوقت ذاته أعلت من أهمية البحث عن حلول للأزمة التي يعيشها الوطن، من خلال تسوية ترضي الجميع وخطوات عملية تعيد الاعتبار لقيم ثورة يناير.

وأكدت “الأهرام” على وطنية الجميع، بالتشديد على أنه رغم التباين الشديد فى مواقف المتظاهرين المحتشدين فى الميادين، فالكل توحدت هتافاته على حب الوطن على حد تعبيرها.

في حين اعتبرت جريدة “الأخبار” الجميع فى مصر حاليا داخل دائرة المصير المجهول، خاصة فى ظل اشتعال حرب الشائعات بين ميداني “رابعة العدوية” وميدان “التحرير”.

أنا أو الفوضى
من جانب آخر أبرزت العديد من الصحف المصرية حوارا للرئيس محمد مرسي مع  صحيفة “غارديان” البريطانية، كل حسب مواقفه السياسية، حيث اعتبرت “الوفد” أن مرسي يتحدى المصريين بتأكيده على إتمام فترته الرئاسية كاملة، بينما أبرزت “الحرية والعدالة” حديثه عن عدم السماح بالانحراف عن النظام الدستوري وأن معركته ليست ضد قوى المعارضة وإنما ضد الدولة العميقة وبقايا النظام السابق.

الجزيره

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى