الأخبار

من أحد أبطال موقعة الجمل:

 

 

272

 

* أصبت بـ 15 طلقة خرطوش من قوات الأمن المتمركزة فى شارع مجلس الوزراء * موقعة الجمل اشترك فيها أطراف عديدة من البلطجية والحزب الوطنى وقناصة مكافحة الإرهاب فى أمن الدولة المنحل تعتبر موقعة الجمل هى القشة التى قصمت ظهر البعير وأطاحت بنظام حسنى مبارك، وهى الموقعة التى أظهرت ثبات شباب الثورة وإصرارهم على تحقيق أهدافهم التى كان أولها إسقاط النظام، وكان لهم ذلك بعد تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 ونجحت الثورة، ورغم نجاحها  إلا أن شباب الثورة الذى صمد أمام النظام السابق، وخاصة مَن صمد فى موقعة الجمل، وتمت إصابته فى الموقعة إصابات بالغة، غير راضين حتى الآن على ما انتهت إليه قضية موقعة الجمل، والتى تم الحكم فيها ببراءة جميع المتهمين لعدم كفاية الأدلة، ومن شباب الثورة التى تمت إصابته فى موقعة الجمل هو الشاب محمود عادل والذى يبلغ من العمر 21 عامًا.   أكد محمود عادل فى حواره مع “المصريون” أنه تمت إصابته بقطع فى العصب النسوى وكسر مفتت أدى إلى قصر فى العظام 4سم، وأن القناص الذى أطلق عليه الرصاص كان يعرف جيدًا مَن يؤيد مبارك ومن يعارضه، وأن النيابة أو المحكمة لم تسمع لشهادته فى موقعة الجمل سواء له أو لزملائه الشهود المصابين، ويتمنى من النظام الثورى فى مصر الاستجابة لمطالب المصابين فى موقعة الجمل وإعادة محاكمة المتهمين وفقاً لتقرير لجنة تقصى الحقائق الذى ظهر مؤخرًا.        ـ فى البداية نريد أن نعرف منك متى وكيف اشتركت فى الثورة؟      ـ اشتركت فى الثورة يوم الجمعة الموافق 28 يناير 2011 واتجهت إلى مسجد الفتح وصليت الجمعة وخرجت مع المتظاهرين الذين كانوا يهتفون بسقوط النظام فألقى علينا الأمن القنابل المسلية للدموع وظللنا فى كر وفر حتى دخلنا ميدان التحرير، وهناك أصبت بحوالى 15 طلقة خرطوش من قوات الأمن المتمركزة فى شارع مجلس الوزراء وتم علاجى بالمستشفى الميدانى بعد ذلك تم نزول الجيش وتم إعلان حظر التجول وظللت فى الميدان معتصمًا مع بقية المعتصمين لإسقاط النظام حتى يوم الثلاثاء 1 فبراير2011 حين ألقى الرئيس المخلوع خطابه الشهير الذى تعاطف معه الكثير.     ـ هل تبادر إلى ذهنك أنه قد يتم اقتحام ميدان التحرير لتفريق المتظاهرين؟      ـ أنا وبعض شباب الثورة قد بدأنا نسمع من زملائنا  الذين خارج ميدان التحرير عن أن هناك بلطجية يستعدون بالسلاح الأبيض وكسر الرخام؛ لكى يهجموا على ميدان التحرير فقلت إن هذا لن يحدث لأن هناك جيشاً ونقاط تفتيش تقف خارج الميدان، ولكن حدث لم يكن فى الحسبان ففى ظهر يوم 2 فبراير 2011 احتشد مؤيدو الرئيس المخلوع مبارك وبدأوا يلقون الحجارة على المتظاهرين السلميين.      ـ وماذا كان رد فعل المتظاهرين؟      ـ قام المتظاهرون بالدفاع عن أنفسهم وأنا كنت أشاهد المنظر وأقول أين الدبابات وأين نقاط التفتيش وأين الأسلاك الشائكة وأين وعد الجيش بحمايته لنا  فقلت فى نفسى كل ذلك هباء منثورا وظللنا فى كر وفر مع أولئك البلطجية حتى الساعة الثالثة فجرًا وقد وقف الضرب نسبيًا وهدأ ميدان عبد المنعم رياض من الضرب، وهناك سمعت طلقات نارية وشاهدت أحد المصابين مصابًا بطلق نارى فى الذراع فهرعت إلى الكوبرى لكى أرى بقية المتظاهرين وهناك سمعت استغاثات من المتظاهرين بأن هناك بلطجية يضربونهم فوق الكوبرى فصعدت الكوبرى ووجدت مالم يكن فى الحسبان.      ـ وماذا رأيت أعلى الكوبرى؟      ـ وجدت بلطجية أعلى الكوبرى يلقون علينا المولوتوف والحجارة وجهاً لوجه فدافعنا عن أنفسنا، وهنا وقفت لحظة لكى أتأمل من أولئك الناس ومِن أين هم ومع هذه اللحظات القصيرة كان يقف قناص فى الجهة المقابلة للكوبرى ووجه قناصته تجاهى لأنه فى هذه اللحظة كنت هدفاً ثابتاً وأطلق علىّ رصاصته الغادرة بدون أن يعرف من أنا ومن أين جاءت ولماذا أنا هنا  وأطلق علىّ الرصاصة وهو يفرق جيدًا بين مَن يؤيد مبارك ومَن ضده وكأنه يعرفهما وسقطت على الأرض.      ـ وماذا حدث لك بعد ذلك ؟      ـ أيضا فى نفس اللحظة سقط أمامى أحد الشاب غيرى وكانت قناة الجزيرة تصور كل ما يحدث وقد جاء أحد المتظاهرين بعد ذلك وحملنى فوق كتفه ولم يخطو سوى أمتار قليلة وقد صوب إليه القناص كاميرا الليزر، وضربه فى منتصف ظهره فهتف أنه  قد أصيب وسقط على الأرض وأنا فوقه وجاء المتظاهرون بعد ذلك وحملونا سويا إلى المستشفى .      ـ ما نوع الإصابة التى أصيبت بها؟      ـأصيبت بقطع فى العصب النسوى وكسر مفتت أدى إلى قصر فى العظام 4سم.      ـ هل مثلت أمام جهات التحقيق بعد ذلك؟      ـ يحقق معى وكيل نيابة شخصيًا وأخذ أقوال والدى وقال له إنه سوف يأتى إلى المستشفى لكى يأخذ أقوالى ولم يأتِ وظل يماطل فى ذلك حتى سافرت إلى الخارج وبعدما خرجت من العمليات ورجعت إلى مصر ظللت أسال عن المحاكمة وأنا أريد أن أشهد فى القضية، وكنت أذهب إلى المحكمة ولكن يتم منعى من الدخول ولم أشهد أمام المحكمة  فى موقعة الجمل ولم يتم توقيع الكشف الطب الشرعى على ولم يتم سماع أقوالى فى النيابة .      ـ هل معنى ذلك أنك غير راضٍ عن الحكم الذى صدر على المتهمين فى موقعة الجمل والذى تم الحكم فيه بالبراءة؟      ـ نعم أنا غير راضٍ عنه وما أثلج صدرى هو الطعن الذى قدمته النيابة على الحكم كيف تقول المحكمة بأنه لم تطمئن لشهادة الشهود حيث جاءت جميعها سماعية ووليدة أحقاد بين المتهمين والشهود نتيجة خلافات حزبية ونقابية وأن بعض الشهود من المسجلين خطر وفقا لصحيفة الحالة الجنائية. وكيف يكون ذلك، وأنا أحد الشهود على الموقعة ومع ذلك لم يتم سماع أقوالى أمام النيابة وتم ضياع الأحراز ولم يتم الاستماع إلى فى المحكمة ولم تستمع المحكمة أيضًا إلى المصابين الحقيقيين والضحايا وقد أتوا بأشخاص لا علاقة لهم بالقضية لكى يفسدوها فأين هى أركان العدالة التى تنتج تحقيقاً عادلاً لكى ترد الحقوق إلى أهلها.      ـ وماذا عن شهادة اللواء حسن الروينى فى القضية؟      ـ جاء فى حيثيات حكم البراءة بأن المحكمة اطمأنت إلى شهادة اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية سابقا فى جلسة سابقة بأنه لم يشاهد قتلى بميدان التحرير أو مصابين بطلق نارى وأنه لم يتم رصد أى أسلحة مع المتهمين الذين ألقى القبض عليهم فى ميدان التحرير، وإذا كان قد شهد بذلك فمن أصابنى وأصاب غيرى من المتظاهرين وماذا عن مقطع الفيديو الذى سجلته قناة الجزيرة لى وأحد القناصين يطلق على الرصاص ويصيبنى ولكى يتم تحقيق العدالة ويجب محاكمة قتلة الثوار فإن الثورة التى لم تحاكم قاتليها فإنها تكون نكبة عليهم.      ـ من وجهة نظرك ما الإجراءات التى يجب اتخاذها لكى يطمئن الثوار بأن حقوقهم قد عادت إليهم وأن ثورتهم قد نصفتهم ولم تخذلهم؟    ـ يجب إعادة محاكمات استثنائية وثورية لقتلى المتظاهرين السلميين وسماع الشهود والمصابين والضحايا الحقيقيين، وعلى الجهات السيادية أن تتعاون بكل إخلاص لكى يتم تحقيق العدالة وأن تظهر ما لديها من أدلة تخفيها، وأن يتم إدخال المتهمين المختفين والهاربين الذين لم يدخلوا فى المحاكمة من البداية فموقعة الجمل اشترك فيها أطراف عديدة البلطجية والحزب الوطنى وقناصة مكافحة الإرهاب فى أمن الدولة المنحل كما جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق برئاسة المستشار عادل قورة والذى تم تجاهله وأن أى مجتمع خارج من ثورة قامت على نظام سابق، كان يتعمد إفقار الشعب وظلمهم يجب أن يكون أول شىء يحققه النظام الجديد ألا وهو العدل حتى يكون هناك محاسبة للمجرمين وتطمئن قلوب الضحايا والمصابين، ويتم تطبيق الآية الكريمة (ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب).

المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى