زي النهاردة.. وفاة المشير أحمد إسماعيل

شغل المشير أحمد إسماعيل، منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في الفترة من 15/ أكتوبر/ 1972 إلى 26/ أكتوبر/ 1974 وكانت فترة خدمته في القوات المسلحة قد امتدت من عام 1945 حتى 1974 شارك خلالها في صد العدوان الثلاثي وفي حرب فلسطين وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.
وقبل توليه وزارة الدفاع شغل منصب رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة وقد صنفته مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.
والمشير أحمد إسماعيل على مولود في 14/ أكتوبر/ 1917 بالمنزل رقم 8 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة، كان والده ظابط شرطة وبعد حصوله على الثانوية العامة حاول أحمد إسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية لكنه فشل فالتحق بكلية التجارة، وفي السنة الثانية بـ«التجارة» قدم أوراقه مع الرئيس الراحل السادات إلى الكلية الحربية، لكن الكلية رفضت طلبهما معًا لأنهما من عامة الشعب، لكنه لم ييأس وحين أصدر الملك فؤاد الأول قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية كدفعة استثنائية كانت هذه الدفعة وما بعدها والتي تشكل منها تنظيم الضباط الأحرار.
تخرج في الكلية الحربية عام 1938 وكان زميلا لكل من الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات وبعد تخرجه التحق بسلاح المشاة وسافر في بعثة التدريب في دير سفير بفلسطين عام 1945 وجاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز.
بدأت نجمه يظهر في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية، وفى حرب فلسطين أصبح قائداً لسرية مشاة في رفح وغزة، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة.
أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 كان برتبة عقيد وقاد اللواء الثالث مشاة في رفح ثم القنطرة شرق وفي 1957 التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفييتى، وفى نفس العام عمل كبيراً للمعلمين في الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية.
في عام 1960 حاولت مراكز القوى الإطاحة به، وكان برتبة عميد وبعد عام 1967 وجدت تلك المراكز مبرراً للإطاحة به، وبالفعل نجحوا في ذلك، لكن الرئيس جمال عبدالناصر استدعاه وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس، وبعد 3 أشهر فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي كما قام بإعادة تنظيم هذه القوات وتدريبها وتسليحها، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات».
وبعد أيام من النكسة أصدر جمال عبدالناصر قرارًا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر عبدالناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، على الجبهة في 9/ مارس/ 1969 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة.
وفى 1969 تم إعفاؤه من منصبه، بسبب إنزال الزعفرانة وترك الحياة العسكرية وبعد وفاة الرئيس عبدالناصر في 1970 وتولي السادات تم تعيين أحمد إسماعيل في 15/ مايو/ 1971 رئيسًا للمخابرات العامة وبقي في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26/ أكتوبر/ 1972 عندما أصدر الرئيس السادات قرارًا بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.
وفي 28/ يناير/ 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائدًا عامًا للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية ثم كلفه السادات بالإعداد لحرب أكتوبر التي خاضها وانتصر فيها إلى أن توفي زي النهارده في 25/ ديسمبر/ 1974.
المصرى اليوم