الأهتمام بتصريحات البابا تواضروس

إنجى مجدى
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الانتقادات المباشرة التى وجهها البابا للحكومة تشير إلى القلق المتزايد بين القادة المسيحيين حيال الرئيس الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائه الإسلاميين، مشيرة إلى أن العنف ضد الأقباط الذى بدأ فى الخصوص، الجمعة الماضية، كان يمثل أول اختبار رئيسى لتعهد الرئيس مرسى بحماية الأقباط، لكن قوات الشرطة التى انتشرت لوقف الاشتباكات خارج الكاتدرائية بدت ـ بحسب قول الصحيفة ـ منضمة للمعتدين الذين ألقوا الكنيسة بالحجارة والمولوتوف، حيث قامت قوات الأمن بإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع داخل باحة الكاتدرائية.
وقال البابا فى تصريحاته لقناة “أون تى فى” إن الرئيس مرسى وعد بعمل كل شىء من أجل حماية الكاتدرائية لكن فى الواقع لا نرى شيئا على الأرض، وأضاف أن الفشل فى القيام بذلك “يندرج فى خانة الإهمال وعدم تقييم الأحداث كما ينبغى”، كما أشار إلى الدور المشكوك فيه الذى لعبته قوات الأمن، وقال البابا إنه يقدر مشاعر الرئيس بالتضامن لكن المشاعر ليست كافية على الإطلاق فى هذه الأمور ويجب أن تكون هناك قرارات حاسمة وواضحة.
ومن جانبها وصفت وكالة الأسوشيتدبرس تصريحات البابا تواضروس بأنها انتقادات مباشرة “غير مسبوقة”، مشيرة إلى أن تعليقات البابا والاعتداء على الكاتدرائية تظهر واقع جديد فى مصر، حيث باتت المؤسسات، التى مادامت فوق الشجار، تنجر إلى الاستقطاب والنزاع السياسى فى البلاد.
وأضافت الأسوشيتدبرس أنه “تقليديا كان يتم تجنب انجرار عدد من رموز الدولة سياسيا، باعتبارهم الركائز القومية الحيوية لاستقرار البلاد، لكن بالتدريج أنجر الجميع فى الانقسامات، ومثلما تم انجرار الجيش من قبل فى السياسة ومن بعده القضاء، فإن الأزهر والكنيسة ينجرون إلى قلب هذه الاضطرابات”، وتتابع الأسوشيتدبرس أن الانتقادات الصريحة التى وجهها البابا للحكومة والرئيس تمثل تحول قوى من سياسة الكنيسة التى اعتادت عليها طيلة عقود والتى تتبنى مبدأ تجنب المواجهات.
يذكر أن البابا تواضروس أثنى بقوة على شيخ الأزهر، قائلا أن الدكتور أحمد الطيب كان أول من يتصل به ليعرب عن تضامنه مع الكنيسة.
وتلفت الوكالة إلى أن الأزهر أيضا هو أكبر مؤسسة دينية مسلمة تكافح للبقاء بعيدا عن المعارك السياسية فى البلاد، وسط اتهامات للحكومة الإسلامية بمحاولة السيطرة على الأزهر الذى يوصف بمركز الاعتدال الدينى، إذ يرى الكثيرون داخل الأزهر أن الإخوان يرغبون فى الإطاحة بالطيب لصالح أحدا من أتباعهم المتشددين.
اليوم السابع