الأخبار

المستشار عدلى منصور: عايز كل الشعب يدعيلى

6

 

 

المصالحة الوطنية فى مقدمة أولوياتى.. ومصر للجميع.. وسأبدأ عملى من اليوم

المواطنون لم يتعرفوا على شخص الرئيس المؤقت

المواطنون يستقبلون رئيس الجمهورية بالزغاريد والتصفيق.. ويرد عليهم: ربنا يحفظ مصر

امنحونى الفرصة وسأخبركم بكل شىء يحدث

رجل بسيط، هذا هو الانطباع المبدئى الذى يتركه بداخلك، حيث يتحدث بشكل غير متكلف، ولا يبدو متعاليا، كما أن كل كلمة من كلماته تنطق بتحمله المسؤولية، يطلب من الجميع الدعوة له بالتوفيق، هو المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية الجديد، والذى تنفرد «الدستور الاصلي » بأول لقاء معه، بعد أدائه اليمين، فى أعقاب إطاحة الشعب المصرى بالرئيس الإخوانى محمد مرسى.

كنا نعرف أن المسجد الذى يصلى فيه قريب من منزله، فى إحدى ضواحى القاهرة ولهذا سألنا كثيرًا عن العنوان، وأخيرًا قابلنا رجلا مسنا، وسألناه: «ماتعرفش فين منزل المستشار عدلى منصور؟»، فرد بسرعة قائلا: «قصدك رئيس الجمهورية؟»، ثم وصف المكان بدقة. عرفنا المنزل الذى يقطنه من وجود مدرعات تابعة للجيش أمامه لتأمينها، وأمامها وبداخلها عدد من قوات الجيش، ضباط وجنود للتأمين، وقوات أخرى تابعة للداخلية تشارك فى التأمين، بالإضافة إلى عدد من قوات الحرس الجمهورى.

وعلى بُعد شارع واحد من المنزل يوجد المسجد الذى توجه إليه رئيس الجمهورية لأداء صلاة الجمعة بصحبة عدد من قوات الحرس الجمهورى، وموكب صغير يتكون من نحو 4 سيارات فقط، مع وجود عدد من أفراد الحرس وقيادات الداخلية أمام المسجد قبل وصول الرئيس.

وفور وصول المستشار عدلى منصور إلى المسجد دخل فى هدوء تام، مرتديا الملابس الكلاسيكية، بعيدا عن البدل الرسمية، ليستقبله الأهالى والجيران بالفرحة العارمة، وانهالوا عليه بالسلامات، ودخل عليه خادم المسجد محمد أبو النصر، وقال له «مبروك يا سيادة المستشار»، ليرد قائلا: «الله يبارك فيك يا محمد»، ودخل رئيس الجمهورية فى الجانب الأيسر من المسجد وصافح الحاضرين الذين كان يعرف بعضا منهم، وجلس على أحد الكراسى وتوافد عليه عدد من المواطنين للمباركة والدعوة له بالتوفيق، قبل رفع أذان الجمعة بوقت قليل.

ثم رفع المؤذن الأذان لصلاة الجمعة ليجلس كلٌ فى مكانه ويصعد خطيب المسجد الشيخ محمد القزاز ليخطب، وكانت خطبته تتضمن الحديث عن الدخول فى شهر الرحمة، (رمضان)، بالإضافة إلى الدعوة إلى ضرورة تقوى الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: «ومَن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، وبالعديد من الآيات والأحاديث التى تحس على التقوى، ثم أنهى خطبته بالدعاء لمصر وأن يعزها وأن يبدل حالها إلى الأفضل، ولم يتطرق خلال خطبته بحضور رئيس الجمهورية إلى أى وضع سياسى مما تشهده البلاد حاليا.

وبعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، انتظر رئيس الجمهورية قليلا داخل المسجد، ليجلس بجواره أحد أصدقائه وكان عمره يبلغ نحو الستين من العمر تقريبا ليتحدث معه قليلا، ثم يؤدى صلاة السنة، وبعدها توافد عليه عدد كبير من المصلين للتهنئة.

والتقي «الدستور الأصلي» خلال هذه اللحظات رئيس الجمهورية فى حوار امتد إلى وقت قصير، ورد المستشار عدلى منصور على أسئلتنا بكلمات مقتضبة، فى أثناء وجوده فى المسجد بصحبة عدد قليل من حرس الجمهورية، وخلال خروجه إلى السيارة. كانت هذه المسافة هى عمر الحوار معه، وتوقف خلالها كثيرًا لمصافحة المواطنين والتحدث معهم.

المستشار عدلى منصور قال «الدستور الأصلي  »، فى بداية حديثه «أنا عايز كل الشعب يدعيلى»، وتابع: «ادعولى.. هذا ما أحتاجه منكم»، وبسؤاله حول الخطوات المقبلة وهل ستكون المصالحة الوطنية أولى الخطوات؟، رد قائلا: «طبعا الكل يحتاج إلى مصالحة وطنية، وسنعمل على تحقيقها خلال الفترة المقبلة، ومصر للجميع»، وبسؤاله عن موعد إصدار الإعلان الدستورى وتشكيل الحكومة الجديدة قال: «سأجمع العديد من المعلومات وسأشارك الجميع وسأبدأ عملى من السبت (اليوم)، وسأعلن عن كل شىء لكم وللرأى العام بكل وضوح فى حال اتخاذ أى إجراء»، مضيفا: «أنا حلفت اليمين أول  أمس (الخميس)، ولا بد أن أحصل على فرصة حتى أتخذ إجراءات».

وبسؤال المستشار عدلى منصور عن تعيين مستشارين جدد له، رد قائلا: «ضرورات العمل تقتضى ذلك»، ثم أنهى حواره مع «التحرير»: قائلا: «والله اللى عندى قلته خلال كلمتى فى أثناء حلف اليمين، ولا توجد لدىّ تصريحات أخرى. فقط امنحونى الفرصة وسأخبركم بكل شىء».

وفى أثناء خروجه من باب المسجد استقبلته إحدى السيدات بزغاريد، واستقبله الرجال بالتصفيق الحاد، ورفع المستشار يديه لتحية الجميع، وصافح بالأيدى الموجودين فى الساحة ومن بينهم شباب وأطفال ورجال وشيوخ، وغادر بعدها مستقلا سيارته متجها إلى منزله الذى يبعد قليلا عن المسجد.

خادم مسجد عماد الدين محمد أبو النصر قال لـ«االدستور الأصلي» إن المستشار عدلى منصور يصلى كل جمعة فى نفس المسجد وذلك منذ فترة تزيد على خمس سنوات، مضيفا أن المسجد قريب من منزله ويؤدى فيه صلاة الجمعة، ومن وقت إلى آخر يؤدى باقى الفروض حسب وجوده فى المنزل، مضيفا أن عمله مستشارا فى المحكمة الدستورية كان يجعله بعيدا عن المنزل كثيرا من الأوقات.

أبو النصر أضاف أنه يعرف المستشار عدلى منصور، قائلا: «سيادة المستشار ده راجل طيب ومحترم وأنا أعرفه من خمس سنين أو أكتر وهو يستحق كل خير وربنا يوفقه».

الغريب فى الأمر أنه فى أثناء دخول المستشار عدلى منصور المسجد لأداء صلاة الجمعة ومعه الحراسة، تساءل بعض المواطنين والأهالى «هو مين ده؟» فكان الرد من البعض الآخر «ده رئيس الجمهورية الجديد»، وأيضا فى أثناء توافد المصلين عليه لمصافحته أو من ذهب إليهم هو لمصافحتهم كان الجميع يردد كلمات واحدة «ربنا يوفقك.. مبروك يا سيادة المستشار»، بينما كان هو يرد: «ادعوا لى.. ربنا يخليكم.. الله يبارك فيكم.. إن شاء الله البلد هتبقى أحسن.. ربنا يحفظ مصر».

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى