مناورات عسكرية متعددة الجنسيات بموريتانيا

أعلن الجيش الموريتاني أمس الاثنين انطلاق مناورات عسكرية ستجري في ثلاث من محافظات الشرق الموريتاني المحاذية للشمال المالي، حيث تدور منذ عدة أسابيع رحى حرب تقودها فرنسا ضد المجموعات المسلحة التي سيطرت العام الماضي على إقليم أزواد.

وتهدف المناورات التي تستمر أربعة أسابيع، إلى تبادل الخبرات وتعزيز قدرات جيوش المنطقة على “الاستغلال الأمثل لوسائلها البشرية واللوجستية”. وتنظم هذه المناورات بشكل سنوي منذ سبع سنوات وبتمويل أميركي في إحدى دول المنطقة وبمشاركة وحدات من جيوش بلدان المنطقة التي تزايد الاهتمام الأميركي بها خلال السنوات الأخيرة.

وقال منسق المناورات العقيد الموريتاني محمد ولد الشيخ ولد بيده إن النسخة الحالية من المناورات تعتبر الأهم من حيث المشاركة والإعداد على المستوى العملياتي، مشيرا إلى أن الهدف من التمرين هو الرفع من القدرات العملياتية للقوات المشاركة في مجال مواجهة التهديدات غير النمطية.

وأوضح ولد بيده -في مؤتمر صحفي عقده أمس بنواكشوط- أن الجيش الموريتاني يشارك بصفة منتظمة في هذا التمرين سعيا وراء التحسين الدائم لمنظومته الدفاعية، لأنه يواجه منذ سنوات “مجموعات إرهابية وشبكات عابرة للحدود تمارس مختلف أنواع التهريب”.

وقال العقيد ولد بيده إن ما يميز النسخة الحالية هو مشاركة مدربين ووحدات من عشرين دولة عربية وأفريقية وغربية، كما سيتم -ولأول مرة- تطبيق مختلف مراحل التمرين من تصوره ودراسته إلى سيره وتنفيذه، بالإضافة إلى كون التمرين هذه السنة يجمع ما بين عمليات تنفذها وحدات محمولة جوا ومناورات برية.

وأكد أن انعكاسات هذا التمرين ستكون في غاية الأهمية “من حيث التجربة والتكوين ودعم القدرات العملياتية لقواتنا المسلحة في وسط متعدد الجنسيات، لمواجهة تهديدات تتحول وتنتشر باستمرار”.

وكانت السلطات الموريتانية قد قررت بالتنسيق مع الطرف الأميركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 تنظيم النسخة الحالية من هذه المناورات، وفي هذا السياق احتضنت العاصمة نواكشوط ثلاث ندوات ما بين شهري مايو/أيار، وديسمبر/كانون الأول 2012، ويقول الجيش الموريتاني إن هذه الندوات مكنت من وضع مجسم متكامل لمختلف مراحل هذا التمرين.

ورغم أن هذه المناورات تجري بالتزامن مع الحرب الدائرة في شمال مالي، إلا أن منسق المناورات العقيد ولد بيده أكد -ردا على سؤال للجزيرة نت- أن لا صلة بين هذ التمرين وبين ما يجري في مالي، مؤكدا أن المناورات كانت مقررة قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

ولكن مراقبين للواقع يعتقدون أن تنظيم مثل هذه المناورات -في أهميتها وفي تعداد ونوعية الجيوش المشاركة فيها- لا يمكن إطلاقا فصله عما يجري في منطقة الساحل عموما وفي شمال مالي خصوصا.

وتشارك عدة دول غربية في هذه المناورات، من بينها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وكندا والبرتغال، ودول أفريقية من بينها نيجيريا، والسنغال، والنيجر، وبوركينافاسو، وتشاد.

وشارك في المؤتمر الصحفي الذي عقده منسق المناورات، قائد أركان العمليات الخاصة بأفريكوم جورج بريستول الذي أكد من جانبه على أهمية هذا التمرين في رفع القدرات القتالية لجيوش الدول المشاركة فيه.

الجزيرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى