الأخبار

طب وبعدين.. «2»

 

33

 

عودة مرسى إلى مقعد الرياسة أمر مستحيل.. وتعالوا نحسبها… ومع كل الاحتمالات… أولا كيف يمكن أن يعود رئيس إلى حكم وطن، ترفضه فيه شرطته، ويرفضه جيشه، ويكرهه قطاع كبير، من كل فئات شعبه؟! ولكنكم طبعا تنكرون هذا، على الرغم من أن عالمكم كله قد صار محصورا فى رابعة العدوية، وحتى أساليبكم فى الحرب النفسية صارت متخلفة عصبية وستيناتية جدا.. تحاولون اقتحام الحرس الجمهورى، وهو منشأة عسكرية رفيعة المستوى، وتنتظرون أن ينزل مندوب من الحرس الجمهورى، ليسلمكم مفاتيحه دون مقاومة، ثم تلجؤون بعدها إلى حديث سخيف عن أن الحرس الجمهورى قد قتلهم، وهم ركع سجد، وتنتظرون من الشعب الأهبل العبيط أن يصدّق هذا!! ألا تعرفون شيئا عن هذا الشعب أبدًا؟!… إنه شعب للدين عنده مقام كبير -على الرغم من أنوفكم- ولو أن أكبر الضباط رتبة أمر أصغر جندى لديه بإطلاق النار على ركع سجد، لما أطاع أوامره، بل إن الضباط أنفسهم تعاف نفوسهم فعل هذا… فكيف يمكن أن نصدق أو نتعاطف مع عبط كهذا؟! المشكلة عندكم أنتم، وعند أتباعكم، الذين خرجوا فى بعض المدن يهتفون: «لا إله إلا الله.. محمد مرسى حبيب الله»!… أهذا هو دين الله عز وجل فى نظركم؟! أهذا هو الإيمان؟! ولكن دعنا من هذا، ولنعد إلى افتراض تحقّق حلمكم وأملكم، وتحالفتم مع الصليبيين، أو الغرب الكافر كما كنتم تصفونه دوما، واستقويتم بالخارج، على الرغم من ثورتكم على المستشار الجليل أحمد الزند، واتهامكم له بالاستقواء بالخارج، فقط لأنه طلب من جهة، لا تملك أى سلطات أو قوات عسكرية، للدفاع عن هجمتكم الشرسة على القضاء!! سنفترض أن القوات الأمريكية قد صارت إخوانية، وقرّرت إسقاط معاهدة كامب ديفيد، وتكرار مأساتها فى العراق وأفغانستان، وخسارة أهم دولة فى الشرق الأوسط، وتحدى مجلس الأمن، وشنت حربا على شعب وجيش وشرطة مصر، من أجل سواد عيون الإخوان.. فهل يضمن هذا عودة مرسى إلى الحكم؟! أم أنكم تتصورون أنكم سترثون حكم مصر، إن مات مرسى أو قتل، لأنكم أهله وعشيرته؟! الحكم ومقعده كانا لشخص، لا لجماعة ترثه من بعده، وإذا ما تصورتم أنكم وحدكم مستعدون للشهادة، فأنتم حتما لم تقرؤوا حرفا من بطولات المصريين، الذين لم يكونوا منكم، ولكنهم منحوا أرواحهم لهذا الوطن، الذى تناشدون الغرب الكافر، كما تصفونه دوما لاحتلاله وتدميره.. هؤلاء استشهدوا من أجل مصر… من أجلكم، ومن أجلى، ومن أجل كل من يحيا على أرضها ويستظل بعلمها، الذى تستبدلون أعلاما جهادية وتكفيرية به، وتسعون باستماتة إلى استبدال العلم الأمريكى به، أو حتى علم قريش، المهم أن تعودوا إلى مقاعد الحكم، وتستعيدون استبدادكم وغيكم وتجبّركم وتكبّركم.. وعدم اعترافكم بأن ما حدث هو ثورة ضدكم، على الرغم من أنها لو كانت انقلابا، لكنتم كلكم الآن معتقلين، ولانخرست ألسنتكم… طب وبعدين؟! هل ما تفعلونه سيعيد مرسى ويعيدكم إلى الحكم؟! ابقوا قابلونى فى التحرير… أو فى اتحادية… مصر.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى