صعود السيسي المنتمي للجيش فكرة مطمئنة

كتبت “أبيجيل هاوسلونر” أن حملات غير رسمية لترشيح الفريق السيسي وزير الدفاع المصري للرئاسة تتوجه للشارع بزخم متزايد، وأن صعود رجل عسكري جديد فكرة مطمئنة بالنسبة للعديد من المصريين بعد ما يقرب من 3 أعوام من الاضطراب السياسي منذ إسقاط مبارك.
وفي تقرير على موقع صحيفة “الواشنطن بوست”، قالت الكاتبة إن فوز السيسي بالرئاسة في الانتخابات المتوقع إجراؤها في الربيع المقبل سيعني حينها أن مصر أكملت دائرتها من إسقاط زعيم عسكري إلى الترحيب الرسمي بعسكري جديد، وأنهت تجربة البلاد القصيرة مع الحكم المدني والديمقراطية التي أتت بمحمد مرسي الإسلامي للسلطة في عام 2012.
وتضيف أن هذه الحملات تقول إن 9 مليون مواطن -أكثر من 10 % من سكان مصر- وقعوا مناشدة للفريق السيسي، الذي تصفه بأنه قاد “انقلاب يوليو” الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا، ليكون هو نفسه الرئيس المنتخب المقبل في بلاده.
وتقول إن هذه الحملات لم تقدم دليلا على وجود هذه التوقيعات، وإن محللين يرونها مبالغ فيها بالتأكيد.
وتضيف الكاتبة أن السيسي، الذي يقول دبلوماسيون أنه يبدو وكأنه يستمتع بشعبيته، لم يعلن في الواقع ترشحه، وأن النشطاء في حملات ترشيحه يقولون إنهم يتصرفون من تلقاء أنفسهم، وأن السيسي نفسه تهرب من الإجابة عن أسئلة بشأن ترشحه في خطاباته وخلال المقابلات النادرة التي أجراها.
وتقول “في بلد ملّت السياسيين الذين يبدون متلهفين على السلطة، يبدو تعفف السيسي –حقيقيا كان أم لا- جزءا من جاذبيته، ومؤيدوه يقولون إنه من غير المرجح أن يلاقي منافسة حقيقية في الاقتراع لو قرر الترشح”.
وترى الكاتبة أن غياب المنافسة ينشأ بالطبع من أن منتقدي السيسي “أجبروا على الصمت”، مشيرة إلى الحملة الأمنية على أنصار مرسي ومقتل نحو ألف منهم وسجن الآلاف، والتي “أدت بالولايات المتحدة –إلى جانب غياب دليل على تقدم ملموس نحو الديمقراطيةـ إلى تعليق جزء كبير من المعونات العسكرية الأمريكية لمصر هذا الشهر”.
وترى الكاتبة أن السيسي “يمتلك دون شك شعبية هائلة في بلد يتوق بشكل متزايد للاستقرار والقوة أكثر من تطلعه للقيم الديمقراطية”، وتضيف أن مؤيديه يرونه كمخلّص الأمة، “وكرجل أنقذ البلاد من تجربتها الفاشلة مع الديمقراطية ووضعها مجددا على الطريق الصحيح”.
وتشير إلى مقارنة أنصار السيسي له برئيس مصر الأسبق عبد الناصر، وقولهم إن السيسي تحدى الغرب –الولايات المتحدة- عنما أسقط مرسي (الذي يعتقد المصريون بشكل واسع أن واشنطن دعمت جماعة الإخوان المنتمي لها بشكل سري)، مثله مثل ناصر الذي أمم قناة السويس وأجرى إصلاحات اشتراكية كبيرة.
وتقول الكاتبة إن مصدر تمويل حملات دعم السيسي التي لا تقل عن خمس حملات غير واضح، مشيرة إلى قول بعض منظميها إنهم ينفقون عليها من مالهم الخاص.
وتضيف أن بعض المصريين يقولون إنهم قلقون من إحياء الحكم العسكري في مصر، لكنهم يشعرون أن خياراتهم محدودة.
اصوات مصرية