الأخبار

ترجيح فشل كيري في اعلان استئناف مفاوضات السلام

 

33

 

رام الله (الاراضي الفلسطينية), (ا ف ب) – بات من المرجح الخميس ان يفشل وزير الخارجية جون كيري في جهوده الرامية الى استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية بعد ان رفض الفلسطينيون مقترحه للتفاوض من دون تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.

وكان يفترض ان يغادر كيري الاردن الخميس، ولكنه مدد زيارته السادسة للمنطقة منذ توليه منصبه في شباط/فبراير، بانتظار ما يصدر عن اجتماع القيادة الفلسطينية لدراسة خطته.

لكن كيري توقع مثل هذه الانتكاسة قبل حتى انتهاء المشاورات عندما قالت المتحدثة باسمه جنيفر بساكي “ليس لدينا الان اي خطة للاعلان عن استئناف المفاوضات”.

ورفضت حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن ثم اغلبية فصائل منظمة التحريرة الفلسطينية مقترح كيري.

وقال النائب المستقل مصطفى البرغوثي لوكالة فرانس برس انه “خلال اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس، رفضت معظم الفصائل الفلسطينية مقترحات كيري لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل”.

واشار البرغوثي الى ان عباس قدم لاجتماع القيادة الفلسطينية الذي ضم اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والامناء العامين للفصائل “شرحا مفصلا عن مقترحات كيري لاستئناف المفاوضات ولكن معظم الفصائل رفضت العودة للمفاوضات وفق هذه المقترحات”.

واضاف “كيري لم يقدم ضمانات بوقف الاستيطان ولم يقدم مرجعية واضحة للمفاوضات على حدود عام 1967”.

من ناحيته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف ان القيادة “قررت تشكيل لجنة للرد على مقترحات وزير الخارجية الاميركي ستجتمع الليلة لوضع هذا الرد الرسمي الفلسطيني”.

واشار ابو يوسف ان “الجو العام الذي ساد النقاش داخل اجتماع القيادة الفلسطينية من اغلب الفصائل الفلسطينية هو رفض العودة للمفاوضات دون مرجعيات واضحة على اساس حدود عام 1967″، مؤكدا ان “لا عودة للمفاوضات دون اعتراف واضح من حكومة اسرائيل بهذه المرجعية”.

واكد البرغوثي ان القيادة الفلسطينية “تتعرض لضغوط كبيرة من الادارة الاميركية والاوروبية للعودة الى المفاوضات ولكن لا يمكن تكرار خطأ اتفاق اوسلو واستئناف المفاوضات في ظل مواصلة الاستيطان”.

واكمل ان “استئناف المفاوضات في ظل الاستيطان هو اعطاء غطاء لمزيد من التوسع الاستيطاني ونهب الارض الفلسطينية بل وتوفير غطاء شرعي لاسرائيل لمواصلة استيطانها”.

واضاف البرغوثي ان نتانياهو “لم يقدم لكيري موافقة او التزاما بتجميد الاستيطان ورفض مبدأ حل الدولتين كاساس للمفاوضات على اساس حدود عام 1967 وهذا دليل ان نتانياهو لا يريد مفاوضات جدية تقود لسلام حقيقي”.

وكانت حركة فتح طالبت اثر اجتماع برئاسة عباس كيري بادخال تعديلات على مقترحه، مطالبة بالتاكيد على الاعتراف بحدود عام 1967.

وقال امين مقبول امين سر المجلس الثوري للحركة لوكالة فرانس برس “اللجنة المركزية تشترط عدة مسائل للعودة الى المفاوضات، ابرزها ان يعلن كيري انه يدعو للمفاوضات على اساس مبدأ الدولتين على حدود عام 1967″، مؤكدا ان “فتح ستصوت داخل اجتماع القيادة الفلسطينية لصالح العودة الى المفاوضات على اساس هذه التعديلات والشروط”.

واكد مسؤول في اللجنة المركزية لحركة فتح طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “فتح تريد ادخال تعديلات (…) لان الافكار المطروحة غير مشجعة للعودة الى المفاوضات”.

وفي وقت سابق، اعلن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “ان ابرز مقترحات خطة كيري استئناف المفاوضات دون وقف او تجميد للاستيطان”.

واشار المسؤول الى ان الخطة “تنص على استئناف المفاوضات وفق رؤية الرئيس الامريكي باراك اوباما التي اعلن عنها في خطابه امام الكونغرس عام 2011 والتي دعا فيها الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967”.

واضاف “يوجد نص في الخطة يشير الى حق كل طرف بالتحفظ على بعض نقاط الخلاف، حيث سيتحفظ (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو على دولة على حدود عام 1967، فيما سيتحفظ الفلسطينيون على يهودية الدولة”.

وفي ما يتعلق بالاستيطان، اوضح المسؤول “يوجد مصطلح جديد وهو ضبط النفس في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية دون التجمعات الاستيطانية الثلاث الكبرى في ارييل وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم والقدس الشرقية”.

واكمل “الفلسطينيون يقترحون مواصلة التوجه الى المنظمات الدولية والحصول على عضويتها اذا استمر الاستيطان بما فيه التوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة” حول حماية المدنيين والتي تمنع الاستيطان في الاراضي المحتلة.

وينتظر كيري نتيجة الاجتماعات الفلسطينية ليقرر برنامجه بحسب مسؤول اميركي.

في المقابل يستعد الجيش الاسرائيلي لازالة بعض العوائق المفروضة على حركة الفلسطينيين قبيل امكانية استئناف محادثات السلام، بحسب ما اعلنت اذاعة الجيش الخميس.

وقال وزير التطوير الاقليمي سيلفان شالوم للاذاعة “اعتقد ان الامر يندرج في اطار افتتاح المفاوضات ان قمنا بما يعرف باجراءات بناء الثقة التي لا تقوض الامن ولطالما كانت امور مماثلة ممكنة كجزء من سياق اكبر”.

ودعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاتحاد الاوروبي الخميس الى تأجيل المصادقة على مبادرة تستثني الاراضي المحتلة من اتفاقات التعاون مع اسرائيل.

ونقل مكتب بيريز قوله في بيان “بحسب اخر المعلومات التي حصلت عليها، فان وزير الخارجية جون كيري نجح في تقديم فرص اعادة استئناف مفاوضات السلام”، موضحا “نحن على مسافة قريبة”.

وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في عمان مع نظيره الاردني ناصر جودة بعد لقاء مع لجنة المبادرة العربية والرئيس عباس الاربعاء انه “اثر عمل شاق وحازم تمكنا من تضييق الهوة بشكل كبير” بين الطرفين. واضاف “نواصل احراز تقدم وما زلت آمل بان يجلس الطرفان حول الطاولة نفسها”.

من جهتها، اعلنت حركة حماس الخميس ان عودة المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية “يمثل خروجا عن الموقف الوطني”.

وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في بيان صحافي “تؤكد الحركة رفضها لعودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال، وتعتبر ان ذلك يمثل خروجا عن الموقف الوطني وأن المستفيد الوحيد هو الاحتلال الذي يستخدم ذلك غطاء لجرائم الاستيطان والتهويد”.

 

ا ف ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى