من أم كلثوم حتى مصطفى كامل

55

 

يروي التاريخ أن «يوهانس خيسترز»، مغني الأوبرا ذا الأصل الهولندي، كان مطرب «هتلر» المفضل خلال فترة حكمه لألمانيا، وأن هذا المطرب الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في عيادة طبية في «ستارنبرج» في بافاريا، حيث كان يقيم، ظل يغني حتى بلغ عمره 103 أعوام، لكنه لم يغنِّ أمام جمهور منذ عام 1963 بعدما كشف أحد الصحفيين علاقته بالقوات نازية، خاصة غناءه في معسكر «داخاو» في بافاريا عام 1941.

 

 

وكأن علاقة ما لابد أن تنشأ بين الفنّ والسّلطة، حيث تدرك السلطة أهمية الفن في الترويج لها، وينكر بعض الفنانين دور الفن في مواجهة السلطة بحكم العادة وينضوون تحت لوائها أملا في نيل فضلاتها.

 

 

بدت علاقة السلطة بالفن وأهله في مصر قديمة قِدَم السلطة، وتجلت في العهد الملكي في شخص كوكب الشرق أم كلثوم حين صارت سلطة موازية، امتدت من الملكية حتى تداعيات ما بعد وفاة عبد الناصر، كما أنتجت ثورة 23 يوليو 1952، بروزا قويا لعبد الحليم حافظ، كمطرب شاب نبت مع هذه الثورة، حيث ظهر (حليم) كمطرب الثورة الأولى الذي يغني في حفلاتها ويغني باسمها على الرغم من أن (ناصر) لم يكرم حليم نهائيا، ولم يمنحه قلادة النيل كما فعل مع فريد الأطرش، بل وكان الملك الحسن الثاني هو الذي يتولى نفقات علاج عبدالحليم في باريس بعد أن نقله بطائرته الخاصة عدة مرات في عدة أزمات لم يصدر خلالها قرار واحد بعلاجه على نفقة الدولة المصرية.

 

 

بل حتى عندما تعرض حليم لبعض مضايقات الإذاعة لجأ إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب ليتدخل شخصيا، وعلى الرغم من هذا بقي حليم صوتا معبرا عن الثورة حتى بعد انكسارها عقب هزيمة 5 يونيو 1967، لدرجة إقامته الكاملة في ستوديوهات الإذاعة بصحبة مجموعة من الملحنين والمؤلفين لتسجيل الأغاني الوطنية حتى سقط فاقدا الوعي.

المصري اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى