الأخبار

أسرار صفقة تحرير الضابط والشرطي من «رابعة العدوية»

19

 

كشفت مصادر أمنية أن صفقة تمت بين ضباط وزارة الداخلية، وبعض قيادات الإخوان، من أنصار الرئيس المعزول، الذين اختطفوا محمد فاروق، معاون مباحث مصر الجديدة، وأمين شرطة، أثناء مرور مسيرة فى شارع الثورة، وأن الصفقة كانت مع رئيس حى مدينة نصر، الذى أقنع أنصار الجماعة من خلال 4 ضباط تنكروا فى زى مدنى أنهم من الإخوة، ويريدون نيل شرف التخلص من الضابط والأمين فى أحد الأماكن الصحراوية، انتصاراً للشرعية، على أن يتم إخلاء سبيل كل المتهمين الذين تم القبض عليهم، فى محاولة اقتحام قسم شرطة مدينة نصر.

وقالت المصادر: أنصار المعزول نقلوا الضابط وأمين الشرطة من شارع الثورة إلى اعتصام رابعة فى سيارة ميكروباص واعتدوا عليهما بالضرب، وقاموا بتوثيقهما بالحبال، ونجحت القوات فى استعادتهما بـ«التفاوض»،وعدم تحرير محضر بضبط 20 متهماً فى محاولة اقتحام قسم شرطة مدينة نصر.

وأكدت المصادر أن مفاوضات استمرت بين الإخوانى وائل شعيب، رئيس حى شرق مدينة نصر، وضباط القاهرة، الذين أقنعوه بإدخال 4 من الضباط إلى مسجد رابعة العدوية، وإقناع المعتصمين بالسماح للضباط بالتخلص من الضحيتين فى أحد الطرق الصحراوية، فى المقابل يتم إطلاق سراح المقبوض عليهم فى واقعة اقتحام قسم الشرطة، وهو ما تم تنفيذه.

وأضافت المصادر: قوة أمنية من 4 ضباط شرطة هم العميد مصطفى شحاتة، مأمور قسم مدينة نصر، والمقدم علاء بشندى، رئيس مباحث القسم، والرائد إسلام مقبل، معاون مباحث القسم، وانضم إليهم المقدم هانى أبوعلم، رئيس مباحث السلام، و16 آخرون، تخفى 4 منهم فى زى ملكى، أجروا اتصالا هاتفيا بـ«وائل شعيب»، رئيس حى مدينة نصر، المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين لتحرير المختطفين.

وتابعت المصادر: أن شعيب قدم الضباط الـ4 لقيادات جماعة الإخوان على أنهم من الجماعة، وأنهم سيقومون بالتخلص من الضابط والأمين، وبالفعل حدث ذلك، وبعد التحرير، ومحاولة الإخوان اقتحام القسم، تم ضبط 20 متهماً، وتوسط «شعيب» لدى الأجهزة الأمنية لإطلاق سراحهم، واعتبرت المصادر أن إطلاق سراح الضحايا تم بأوامر عليا، دون تحرير محضر ضدهم رغم ما ارتكبوه من اعمال عنف أمام القسم وذلك حتى لا تتوتر الأمور أكثر من ذلك، ويتأكد المنتمون لتيار الإسلام السياسى أن الشرطة لا تعاديهم.

وحصلت «المصرى اليوم» على التفاصيل الكاملة لعملية تحرير الضابط والشرطى المختطفين فى مدينة نصر، حيث اشترك فى العملية أكثر من 3 تشكيلات أمن مركزى و20 ضابطاً من ضباط شرق القاهرة، وأعلنوا ساعة الصفر لتحرير زملائهما من داخل اعتصام رابعة العدوية، فور علمهم باختطافهما من شارع الثورة بمصر الجديدة، وكلف اللواء أسامة الصغير، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، قوات من العمليات الخاصة للتحرك إلى مدينة نصر لتحرير الضابط المختطف.

وتابعت المصادر: إن النقيب محمد محمود فاروق، معاون مباحث قسم مصر الجديدة، وأمين الشرطة المصابين استلما دراجة بخارية لا تحمل أرقام جهاز الشرطة، وكذلك لم يرتديا زى الداخلية حتى لا يشك فيهما أحد فيتعرض لهما بالضرب أو الخطف مثلما حدث، واستوقفهما مجموعة من أنصار مرسى وطلبوا منهما إبراز تحقيق شخصيتهما بعدها اكتشفوا أنهما تابعان للشرطة فتعدوا عليهما بالضرب واختطفوهما داخل سيارة ميكروباص وتوجهوا بهما إلى ميدان رابعة العدوية.

وأضافت المصادر أن مجموعة من قوات أمن القاهرة تخفت فى زى ملكى تواجدت داخل ميدان رابعة ونجحت فى إخراج مصابى الشرطة، من قبضة الإخوان وتوجهوا بهما إلى مستشفى مبارك لتلقى العلاج وتم إجراء فحوصات طبية لبيان ما بهما من كسور أو إصابات غير ظاهرة بالجسد، وأن ذلك التحرير أسفر عن توافد العشرات من أنصار المعزول إلى قسم شرطة مدينة نصر وقاما بحصاره وإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب قياداته، صدرت تعليمات فورية للضباط والأفراد والجنود فى القسم بالتعامل بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لتفريقهم وإن لم يستجيبوا وقرروا اقتحام القسم يكون التعامل مباشراً معهم لأن القوات فى هذه الحالة تقوم بالدفاع عن نفسها وعن مقر عملها ونجحوا بالفعل فى حماية القسم وضبط 20 من المتهمين بمحاولة الاقتحام دون إصابات، تم إرسال قوات إضافية من الأمن المركزى والأمن العام والمباحث الجنائية لمشاركة القوات الموجودة فى مدينة نصر لتأمين القسم خوفاً من محاولة الهجوم عليه أو اقتحامه، خاصة وأنه قريب من الأحداث فى رابعة.

كما هدد عدد من ضباط الشرطة، وأعلنوا عبر صفحة «الشرطة المصرية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك » غضبهم الشديد لاختطاف زملائهم، وأنهم سيهدون الاعتصام على رأس كل المتواجدين فيه إن لم يتم تحرير الضابط المختطف وأمين الشرطة.

وقال شهود عيان إن إطلاق نيران كثيف، شعر به جميع سكان مدينة نصر، عقب محاولة الإخوان اقتحام قسم شرطة مدينة نصر، وحالة الغضب التى سيطرت على الضباط من واقعة الاختطاف ومحاولة الاقتحام، وهو ما اعتبر تحدياً من جانب الإخوان لرجال الشرطة.

كما شهد قسم شرطة مدينة نصر أول حالة من الاستنفار بسبب الأحداث الأخيرة وهو ما جعل قيادات الأمن تستعد لمواجهة أى أعمال عنف، وتواجد 11 بوكساً ومدرعتى أمن مركزى وأكثر من 70 مجنداً وسيارة مصفحة أمام القسم، وأعلنوا رغبتهم فى الاستشهاد دفاعاً عن مقر عملهم ضد أى مجرم أو بلطجى يحاول الاعتداء عليه.

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى