الصمود حتى النهاية

يقيمون منذ نحو شهر قرب القصر الرئاسي في القاهرة، لكنهم لم يكونوا ابعد من الحكم مما هم عليه اليوم. ورغم ذلك فان آلافا من انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي المتحصنين بمخيمهم، مازالوا على قناعة تامة بانه سيعود الى الحكم.
وكتب على يافطة عملاقة عند مدخل “قرية الخيام”، في اشارة الى تقاطع رابعة العدوية بمدينة نصر، “معا لدعم الشرعية” مع صورة لمرسي الذي يوجد في مكان سري منذ ازاحته عن الحكم في الثالث من تموز/يوليو.
واقيم حول قرية المعتصمين ثلاثة اطواق حراسة يتولاها متطوعون اسلاميون يراقبون المداخل في محيط مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر التي تقع شمال شرق القاهرة حيث يعتصم آلاف الاشخاص ، بينهم الكثير من النساء، منذ عزل مرسي.
وكانت آخر مرة غادر بعضهم موقع الاعتصام شهدت وقوع مجزرة حيث سقط 72 قتيلا في مواجهات مع الشرطة ومجموعات مدنية تقول وزارة الداخلية انهم من اهالي الحي الذين ضاقوا ذرعا بالحشد المستمر منذ نحو شهر فيما يقول الاسلاميون انهم من “بلطجية” السلطة.
ويقول خالد خليل استاذ علم الاجتماع الملتحي المبتسم الذي كان يستخدم صورة لمرسي مرسومة على ورق مقوى ليحتمي من حرارة الشمس، انه لا يهتم باختلال موازين القوى بين انصار الرئيس المخلوع وانصار الجيش الذي يقوده الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
وذكر بانه “في
مونتو كارلو25 يناير 2011 كان الرئيس حسني مبارك قويا لكنه سقط بطريقة سلمية” و”ان شاء الله السيسي سيسقط هو ايضا بطريقة سلمية”.
ووقفت خلفه مجموعة صغيرة من الرجال امام عربة مملوءة رملا لتقوم بوضع اكياس من الرمال لتعزيز السواتر العشوائية التي وضعت في محيط مخيم الاعتصام الذي قالت السلطات انها ستفضه “في القريب العاجل” وبالقوة اذا لزم الامر.
ويؤكد الجميع في رابعة الطابع السلمي لاعتصامهم وذلك ضد اتهامت بالتحريض على العنف التي يوجهها خصوم الاخوان. ويقول ضاحي عبد الله (52 عاما) القادم من احد قرى دلتا النيل، شمال البلاد، وهو يلوح بسجادة صلاة ومصحف ليدعم اقواله، “ان سلاحنا الوحيد هو سجادة الصلاة والقرآن. هم لديهم الرصاص والغاز” .
ومن حوله وبين الصور الكثيفة لمرسي، تبدو لائحة صور لقتلى الاخوان.
وفي لافتة تحتوي ثقوبا لتجسيد آثار الطلقات، كتبت اسماء آخر “الشهداء” مبوبين بحسب مناطقهم الجغرافية مرفقة بصور اجساد مضرجة بالدم.
وقال علي شفيق الناشط الاخواني “الله معنا ومن يملك الحق والشرعية لا يخشى احدا (..) اما ان نعيش بكرامة على ارضنا وفي بلادنا او نموت بشرف”.
واكد الشاب المتحمس الاصلع القادم من المحافظة التي يتحدر منها مرسي “نواجه الرصاص والدبابات والمدرعات بشكل سلمي” منددا ب”مجرزة” السبت.
ونشرت قوات الامن تعزيزات كبيرة في محيط الاعتصام بما في ذلك عربات مصفحة. واقام انصار مرسي حواجز في الشوارع المجاورة لمنع هجوم محتمل على ما يبدو.
ورغم حماستهم فان المعتصمين في رابعة يحاولون التاقلم مع المكان.
ولم يلمس احد يافطة تعود الى ايام حكم المجلس العسكري بعد سقوط مبارك، تحمل صورة يظهر فيها جندي باطلالة مريحة وهو يحضن بين ذراعية رضيعا وقد رسم على الصورة “الجيش والشعب يد واحده”.
مونتو كارلو