الأخبار

إخوان مصر أضعف من تحويلها إلى سوريا

25

 

قال “جيرالد بات”، محلل شئون الشرق الأوسط، في تحليل له على موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” اليوم أنه يجب على مصر أن تعد نفسها لأيام كثيرة – إن لم تكن أسابيع – من الاضطرابات السياسية، ولكن لا توجد علامات في هذه المرحلة بأن صراع على الطراز السوري سوف يعم البلاد.

وأضاف “بات” أن المصريين اكتشفوا أن إزالة حكم استبدادي استمر لفترة طويلة هو أمر أسهل كثيرًا من استبدالها بنظام حكم آخر، مشيرًا إلى أن أولوية الثورة الشعبية كانت للإطاحة بالديكتاتوريات، أما ما يحدث لاحقًا أخذ قليلاً من التفكير.

وانتقد الكاتب المصريين بأنهم ليس لديهم تقليد النقاش العلني، والتبادل الحر والسلمي للآراء، وهو ما تحتاجه السياسة كي تزدهر، وقال إنه في غياب كل ما سبق، تمر مصر بحالة من التخبط في سعيها لإنشاء نظام سياسي بعد فترة “مبارك”، وأن أخطر مؤشر على ذلك حو حالة الاستقطاب وغياب الرغبة لتقديم التنازلات لمصلحة البلد ككل.

ويرى “بات” أن العملية السياسية منذ سقوط الرئيس الأسبق “حسني مبارك” عملت فقط على التأكيد على حالة الانقسام في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين فازت بالانتخابات، ولكنهم فشلوا بعد ذلك في إقناع الملايين من المصريين بأن سياساتهم كانت شاملة.

كما أكد على أن الجيش المصري استجاب إلى الاستياء الشعبي من الرئيس المعزول “محمد مرسي” بالإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين.

وقال الكاتب إن التحدي الهائل لمصر اليوم هو إنقاذ السياسة من الشارع، وذلك كخطوة أولى نحو المصالحة الوطنية، ولكن المشكلة تكمن في إيجاد الوسائل لتحقيق ذلك، فالجيش لم يظهر أية مؤشرات على التراجع، بل يزيد من الضغط على جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديهم واعتقل قياداتهم.

ومن جانبها، أصرت جماعة الإخوان على الاستمرار في الاحتجاج حتى ترحل الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش، وعودة “مرسي” لمنصبه.

ويرى الكاتب أن الوساطة العربية غير مرجحة بالنظر إلى الانقسام في المنطقة حول ما قام به الجيش، مع وجود عدد من الدول سعيدة لرؤية إذلال جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي، كما أن التدخل الدبلوماسي من خارج المنطقة يحتمل أن ينظر إليه من كلا الطرفين المتنازعين كتدخل غير مبرر.

وقال إنه على المدى القصير يبدو أن هناك أمل ضئيل لأي شيء آخر غير مواجهات الشوارع بين أنصار “مرسي” من جانب، والجيش مدعومًا بالحشود المناهضة للرئيس المعزول من جانب آخر.

كما يرى أن مصلا ستتجنب الحرب الأهلية واسعة النطاق بالمعنى الدقيق بسبب افتقار الإسلاميين لقوة النيران والأسلحة لمواجهة كاملة مع الجيش، كذلك – على عكس سوريا – القوى الإقليمية ليس لديها مصالح في تأجيج الصراع، ومع ذلك، فإن استمرار العنف يعني مزيدًا من الفوضى، مما يؤدي إلى زيادة الاضطرايفى الاقتصاد والحياة اليومية.

وأشار أنه يمكن أن يكون هناك بصيص من الأمل، فارتفاع معدلات البطالة والفقر سيدفع المصريين إلى تنحية خلافاتهم جانبًا ومطالبة قاداتهم بفعل نفس الشئ لإنقاذ البلاد كلها من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي.

وشدد الكاتب على أن مصر تحتاج في هذه المرحلة إلى رجال ونساء يشجعون على نقاش حر وشامل، وبالتالي إرساء أسس السياسة والديمقراطية التي تحتاجها البلد وكل دول الربيع العربي بشدة.

البديل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى