بروفايل: أحمد ماهر.. المتردد دائماً

تفكيره المتأرجح حول ما حدث فى 30 يونيو جعله يصفها بـ«الانقلاب العسكرى»، قبل أن يعود بعدها بـ24 ساعة ليبدل المصطلح إلى ثورة شعبية، التأرجح والتردد صفتان متلازمتان لحركته التى أسسها قبل 5 سنوات، فمن التأييد المطلق لانتخاب المعزول محمد مرسى فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية رغم اعترافهم أنهم لم يكونوا على ثقة بتنفيذ وعود المخلوع، إلى الإسراع فوراً بالهتاف «يسقط حكم المرشد»، بعدما شعروا بأن المركب فى طريقه للغرق.
أحمد ماهر، مؤسس ومنسق حركة شباب 6 أبريل، الذى خرج قبل 48 ساعة ليتحدى الجميع فى تدوينة عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً «آه 30 يونيو انقلاب.. بس محدش عنده الجرأة يقول كده»، هذا على الرغم من أن مؤسس «6 أبريل» كان قد أتم اتفاقه مع مؤسسة الرئاسة على السفر فى جولة خارجية تشمل أمريكا وبريطانيا بصحبة عدد من نشطاء القوى الثورية لتوضيح وجهة النظر بأن 30 يونيو هى موجة من طوفان ثورة يناير، قبل أن يتراجع بعدها بـ24 ساعة ليؤكد أن الأمور فهمت خطأ، وأنه لم يقصد مصطلح الانقلاب، ولكنه عبَّر عن مخاوفه من تحول الثورة لانقلاب.
متلازمة التأرجح والتردد واصلت مشوارها مع أحمد ماهر، فتسريبات استبعاده من الرحلة الخارجية دفعته للتصريح بقوة «أنا لا أسعى لشىء.. واستبعادى سيكون أمراً غير جيد فى حق زملائى»، قبل أن يعود بعدها بدقائق فى بيان صحفى لـ«6 أبريل»، ليؤكد أن الحركة رفضت سفره بدعوى أن تلك الأمور ليست من اختصاصات القوى الثورية، ولكنها من شأن مؤسسة الرئاسة.
«6 أبريل» التى بررت رفضها للمشاركة فى التظاهرة الأولى للقوى السياسية فى ميدان التحرير عقب انتهاء مهلة الـ100 يوم لـ«محمد مرسى»، التى حملت شعار «كشف حساب»، بعدما ذهبت وعود المرشح الإخوانى مع الريح، بحجة أن الحركة تمنح «مرسى» الفرصة كاملة، موجة اعتقالات ومطاردات لشباب الثورة والمتظاهرين قابلتها «6 أبريل» بمطالبات ونداءات روتينية للسلطة الحاكمة بالإفراج وعدم اتباع أساليب نظام «مبارك»، أحمد ماهر نفسه بدل موقفه بين ليلة وضحاها من تمسُّك بعضويته فى الجمعية التأسيسية للدستور أملاً فى التوافق، إلى انسحاب واتهام الرئيس وعشيرته باختطاف مصر.
كأس الاعتقالات والمطاردات ذاقتها الحركة بعدما تعرض 4 أعضاء للاعتقال على يد وزارة الداخلية لمدة 45 يوماً على أثر تظاهرة أمام منزل وزير الداخلية الحالى محمد إبراهيم، «ماهر» خرج ليؤكد للجميع فى بداية الأمر أنه يُجرى اتصالات مع مؤسسة الرئاسة للإفراج عن المعتقلين، الرئاسة والداخلية اشترطتا إنهاء القضية بالخروج والاعتذار للرأى العام على واقعة التظاهر أمام منزل الوزير، لتجد «6 أبريل» نفسها أنه لا مفر من رفع شعار «يسقط حكم المرشد»، قبل أن يتعرض مؤسس «6 أبريل» للاحتجاز على ذمة التهمة نفسها ليردد: «حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسى».
الوطن