أسرار اغتيال الإمام حسن البنا ..

178126

مجلة المصور تصف البنا بأنه رجل عام 1945

الملك فاروق كان يعتقد  أن حسن البنا خطراً عليه

الملك استقر فى نفسه أن الجماعة تريد خلعه عن العرش

كتب ـ عمرو عبد المنعم

مازالت تحيط عملية اغتيال الشيخ الشهيد حسن البنا كثير من الغموض ، مما أستدعي المؤرخ د محمد عبد الوهاب الباحث المتخصص في فنون التعذيب والاغتيال السياسي ان يحقق المسألة ويكتب عنها دراسة عميقة تحتاج إلي قراءة متأنية وخاصة وأنه كشف لنا حقائق كثيرة عمن وراء عملية الاغتيال وهل القصر ام الإنجليز ام دوائر مخابراتية كانت وراء العملية  .

ونقدم في ذكري اغتيال الإمام البنا حقائق ربما تنشر لأول مرة عن تفصيلات العملية وشهود العيان وأسماء المنفذين ومصيرهم الذي كان في النهاية لمعظمهم القتل وفيما يلي يروي لنا المؤرخ د محمد عبد الوهاب صاحب اكبر متخف لتعذيب والباحث في تاريخ فنون الاغتيال السياسي  في مصر والعالم العربي هذه الروايات وشهادات الشهود :

يقول د عبد الوهاب ” حفل التاريخ الحديث لمصر بالعديد من الاغتيالات السياسية أهمها: مقتل السردار لى ستاك سردار الجيش المصري واغتيال بطرس باشا غالى رئيس الوزراء واغتيال محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء، وكانت تلك الاغتيالات تخطط وتنفذ بمعرفة فرد بمفرده أو مجموعة أشخاص ينتمون لتيار معين.

ولكن الجريمة التي نحن يصددها هى جريمة خطط لها من قبل الدولة ونفذت من خلال الدولة بيد بعض من البوليس المصرى وباركها الملك فاروق ، هذه الجريمة هي اغتيال الشيخ حسن البنا.

تعتبر جريمة  اغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الوحيدة المعلنة فى العصر الحديث والتى نفذت من قبل الدولة عندما شرعت فى كتابة حادثه اغتيال الشيخ حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين رحمه الله،

صعوبات واجهت الباحث

يقول د عبد الوهاب “نصحني البعض بالبعد عن هذا الموضوع لئلا انعت باننى من الإخوان المسلمين أو على الأقل أتعاطف معهم وخاصة أن الدولة تقف ضدهم في ذلك الوقت وأطلقوا عليهم اسم المحظورة، ولكنى طالما رغبت فى الخوض فى موضوع لا يمنعنى أى شىء ولايهمنى أن أنعت أو لا أنعت فالصحفى الحر يكتب ما بدا له فلا رقيب على قلمه إلا ضميره” .

من هو حسن البنا

ولد البنا فى قرية المحمودية بمديرية البحيرة عام 1906 والده الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا مأذون القرية عندما شب ساعده عمل مدرساً وكان يدعو الناس للعودة إلى منابع الإسلام الصحيح حيث كانت البارات والخمور والدعارة منتشرة فى مصر فى ذلك الوقت.

تزوج من كريمة أحد أعيان الإسماعيلية وهو الحاج حسين الصولى انجذب لدعوته ستة من العمال العاملين بالمعسكرات الإنجليزية بالقنال وأخذوا يفكرون فى اسم يطلقونه على حركتهم فقال لهم البنا ألسنا مسلمين فنحن إذن الإخوان المسلمون وبدأت دعوته عام 1928 من الإسماعيلية .

اتسعت الدعوة وكثر اتباعها بحيث غطت منطقة القنال والقاهرة وبعض مناطق الدلتا وفى عام 1940 انشأ البنا الجناح العسكري لحركته وأطلق عليه النظام الخاص وكان هذا الجناح سرياً غير معلن للناس .

وكان قد أنشأه لمقاومة الإنجليز المحتلين لأرض مصر وعندما كثر عدد المنضمين له حدث تصادم بينه وبين الحكومة مما أدى إلى اعتقاله فى بعض الأحيان ولكن كان له مؤيدين طالما وقفوا بجانبه وإن كانوا غير مسلمين وهم توفيق باشا دوس ومكرم باشا عبيد.

حسن البنا رجل عام 1945

أجرت مجلة المصور استفتاء بين القراء عام 1945 ففاز البنا بلقب رجل العام كثرت عمليات القاء القنابل على الأماكن التى يرتادها الجنود الإنجليز فأبلغت السفارة البريطانية السراى (مقر الملك) بأن أصابع الاتهام تشير إلى جماعه الإخوان المسلمين وتعددت العمليات ومن ضمنها اغتيال أحمد بك الخازندار القاضي الذي حكم على بعض شباب الإخوان بالسجن لإلقائهم قنابل على الإنجليز، وتم مهاجمة محلات اليهود ونسفها.

الإخوان يريدون الحكم

زادت قوة الجماعة واصبح الضغط على الحكومة والسراى متواصل من السفارة الإنجليزية خوفاً من انفلات الزمام الأمنى وأصبح الملك يخشى على عرشه حيث أصبحت تصرفاته العبثية تثير استياء الشعب فقد أصبح مدمناً للقمار والملاهى الليلية فأصبح محله المختار نادى السيارات ليلعب القمار وأوبرج الأهرام الملهى الليلى الذى كان يقضى فيه أغلب سهراته.

وكان قواده الإيطالى أنطوان بولى قد أفسده تماماً، وصلت إلى الملك أقوال عن البنا أثارت حفيظته فقد أخرج من درج مكتبه نتيجة (CALENDAR) واعطاها إلى كريم باشا ثابت مستشاره الصحفى وقال له كان النقراشى على حق عندما أكد لى أن هؤلاء الناس الإخوان يريدون الحكم.

هل تعرف صورة من هذه؟ فقال كريم ثابت هذه صورة حسن البنا قال له الملك هذه صورة الملك الجديد فقد نزعوا صورتى من النتيجة ووضعوا بدلاً منها صورة الملك الجديد وقد قال الأميرالاى أحمد كامل قومندان بوليس القصور الملكية أن جلالة الملك فاروق كان يعتقد  أن الشيخ حسن البنا خطراً عليه .

مخاوف الملك من الإخوان المسلمين

وقال يوسف رشاد بعد ثورة يوليو 1952 والتى أطاحت بالملك فاروق وحكم الملكية «كان الملك يبدى مخاوفه من الإخوان وقد أبلغ أنهم ينادون أن الملك بالمبايعة لا بالميراث وأن الجماعة يرون خلعه وكان الملك يقول يجب حل الإخوان وتشتيتهم وكان الملك قد تلقى تقريرًا يقول أن حسن البنا قد أعلن أن الملك لا يورث حسب الدين الإسلامي ويجب أن يتم اختيار الحاكم بطريق المبايعة لا بطريق الوراثة وأيد فكرة الخلافة.

وكان عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية قد قال ان الملك قد  استقر فى نفسه أن الجماعة تريد خلعه عن العرش وإقامة جمهورية إسلامية تشمل مصر والدول الإسلامية والمرشح لرئاسة الجمهورية المرشد العام حسن البنا.

محيط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى