الأخبار

محاولات إقناع آشتون بأن 30 يونيو «انقلاب»

6

 

حالة من التضارب والاختلاف الشديد تسيطر على تصريحات الإخوان حول المصالحة وإمكانية الحوار مع الجيش والسلطة خلال المرحلة المقبلة. الإخوان كعادتهم حريصون على أن لا يخرج تصريح رسمى عن جماعتهم يفيد أنهم قبلوا المصالحة، ولكن يدعو مكتب الإرشاد عددا من القيادات ويصرح بقرارات تتنافى تماما مع ما تعلنه الجماعة أو ما تعزم على تنفيذه. الدكتور محمد محسوب القيادى بحزب الوسط وعضو التحالف الشعبى لدعم مرسى أكد أول من أمس عقب لقائه بمبعوث الأمم، السيدة كاترين آشتون أن الإخوان يقبلون بالتفاوض مع السلطة الجديدة فى إطار ما تطرحه مبادرة الدكتور محمد سليم العوا، وهذا ما يمثل اعترافا صريحا بالسلطة التى تحكم مصر بعد ثورة 30 يونيو وما ترتب عليها من عزل مرسى عن الحكم وإسناده إلى المستشار عدلى منصور.

 

الدكتور محمد على بشر أكد أن «الإخوان» لا ترفض الجلوس على مائدة الحوار مع الجيش من أجل إنهاء حالة الاستقطاب والتوصل إلى حلول مجدية للطرفين وضمان استقرار الوطن، موضحا أن لقاء الإخوان مع مبعوثة الاتحاد الأوروبى كان لتبادل وجهات النظر، حيث عرض قيادات الإخوان الأوضاع فى مصر واعتصام رابعة العدوية مؤكدا أن ما تدعيه بعض القوى السياسية حول وجود أسلحة داخل الاعتصام كلام لا أساس له من الصحة، ومحاولة لتشويه صورة المعتصمين أمام العالم.

 

وهذا على عكس ما أعلنه التحالف الشعبى لدعم الشرعية أمس، حيث أكد التحالف فى بيان رسمى صدر عنه موقفه الرافض للانقلاب العسكرى وتمسكه بالشرعية الدستورية، وأن التعاطى السياسى مع الأزمة إنما يكون على أرضية الشرعية الدستورية فى ضوء المبادرات الجادة التى تنطلق منها، والتأكيد أن عودة الرئيس هى أساس الحل، كما أكد التحالف على رفض الانقلاب، وإلغاء ما ترتب عليه من آثار فى حق الشعب المصرى، والوقف الفورى لأعمال الإبادة والقتل والاعتقال من قبل قادة الانقلاب الدموى العسكرى.

 

وأكد التحالف أن الشعب المصرى لن يغادر الشوارع والميادين حتى تعود الشرعية الدستورية ويستعيد الوطن مساره الصحيح، كما أعلن التحالف ترحيبه الكامل بزيارة كل المنظمات الحقوقية الدولية لمختلف أماكن الاعتصام مؤكدين سلمية فاعليات التحالف بعيدا عن كل ما يتردد من أكاذيب مختلقة ورافضا لكل الاتهامات الملفقة التى توجه إلى المعتصمين السلميين.

 

الدكتور عمرو دراج قال إن التضارب أمر طبيعى وإن كل المبادرات التى طرحت من جانب القوى السياسية لا تزال تناقش من جانب الإخوان المسلمين، موضحا أن الجماعة لم تقطع حتى الآن قرارات بالحوار مع الجيش أو السلطة الحالية، وأكد دراج فى تصريحات خاصة لـ«الدستور الأصلي» أن «الإخوان» لم تجر أو تستقبل أى مقترحات رسمية للحوار مع الجيش.

 

مصادر إخوانية وثيقة الصلة بمكتب الإرشاد أكدت لـ«التحرير» أن عددا كبيرا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أبدوا موافقتهم على المبادرة التى طرحها الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشرى للخروج من الأزمة الحالية، وأشار المصدر إلى أن الجماعة تحاول الآن الاتصال بقيادات الجماعة المحبوسين على ذمة قضايا لمعرفة رأيهم فى هذه المبادرة وإعلان الموافقة عليها بشكل نهائى.

 

وأوضح المصدر أن بشر ودراج طالبا آشتون بضرورة التدخل لدعم ما سمياه بالديمقراطية فى مصر، وحاولا إقناعها بأن ما حدث فى مصر انقلاب على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى، كما طالباه بتوصيل الفكرة للدول الأوروبية، وسرعة الإفراج عن الرئيس المعزول مرسى وقيادات الإخوان وحذراها من خطورة عودة الحكم العسكرى فى مصر.

 

سيل المفاوضات والمبادرات التى تقدمها الأطراف السياسية القريبة من تيار الإسلام السياسى لحل الأزمة، لا ينتهى، حيث كشف المهندس صلاح عبد المعبود لـ«الدستور الأصلي» أن هناك مفاوضات أجرتها ثلاث شخصيات من حزب النور هم رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون، ونائب رئيس الحزب للشؤون السياسية الدكتور بسام الزرقا، والأمين العام المهندس جلال مُرة مع جميع الأطراف والقوى السياسية، حيث اشترطت جماعة الإخوان أن تكون مبادرة طارق البشرى محورا للتفاوض.

 

عبد المعبود قال إن الحديث عن عودة مرسى أصبحت مستحيلة.

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى